برهنت النجاحات المتوالية التي يسجلها موسم حج عام 2022، الذي يتميز بعودة الكثافة في معدل أعداد الحجاج بعد عامين قلصت فيهما جائحة كورونا تلك الأعداد، على جدارة نصف المجتمع السعودي، ونقل العمل الميداني الذي تقوم به الكوادر النسائية المؤهلة الصورة الصحيحة لدور المرأة السعودية ومكانتها في المجتمع كشريك أساسي في التنمية الوطنية له مساهماته البارزة في مختلف القطاعات وشتى المجالات بدعم وتشجيع من القيادة الرشيدة أيدها الله . ومنذ وطئت أقدام ضيوف الرحمن أراضي المملكة وحتى يومنا هذا، الذي يستقر به الحاج في مشعر منى متمتعاً بجميع أنواع الدعم والخدمات التي تسهل له رحلته الميمونة لأداء فريضة الحج، كانت خدمات المرأة السعودية وعملها الميداني الدؤوب في خدمات الإشراف والمتابعة على مختلف أعمال الحج وفي خدمات الحج العامة وفي مختلف الخدمات الصحية وفي خدمات النقل وفي مختلف الأعمال التطوعية ظاهراً له وأمام عينيه. وفي موسم حج 2022 كانت مشاركة المرأة السعودية في الخدمات الصحية والطبية كما مشاركاتها في بقية القطاعات الأخرى مدعاة للفخر، فمن بين (21,062) مشاركاً شكلت المرأة نسبة 40 % من مقدمي تلك الخدمات، وكان وجود المرأة واضحاً في مختلف الطواقم المتخصصة والفرق الميدانية من الأطباء، والصيادلة والممرضين والفنيين والإداريين التي تجوب المشاعر المقدسة لتقديم جميع الخدمات العلاجية والإسعافية بالمجان. ووقفت "الرياض" خلال تجولها في المشاعر المقدسة على العديد من حالات الإسعاف وتقديم الرعاية الصحية التي يتلقاها الحجاج من قبل الكوادر النسائية من بينها حالة لحاج فضل المشي عبر الطريق المخصص للمشاة ما بين مشعري عرفات ومنى وخلال سيره تعرض لإصابة في رجله، ولم يطل به الوقت لانتظار المساعدة فخلال دقائق كان فريق صحي نسائي مؤهل ويعي عمله حاضراً لمساعدته وتقديم العون له، وفي لحظات تم تنظيف الجرح وتعقيمه وتضميده، فريق العمل الصحي لم يكن باحثاً عن إشهار أو تغطية إعلامية لعمله، والحاج كان مبهوراً ومندهشاً من هذا الموقف ولسانه يسترسل في الدعاء لمن ساعده وعاونه. وكما أظهر العمل الميداني كفاءة منتسبات القطاع الصحي المشاركات في أعمال موسم حج هذا العام 2022، أظهر أيضاً كفاءة الكادر النسائي في كثير من الأعمال الأخرى في مختلف القطاعات وكان ظاهراً للعيان الجهود الميدانية لمنتسبات مختلف قطاعات وزارة الداخلية مثل الدفاع المدني والأمن العام وجهود العاملات في أعمال الترجمة عبر نحو 12 لغة، كما كان واضحاً أيضاً جهود العاملات في مختلف المرافق العامة وفي مؤسسات وشركات الحج وغير ذلك من الأعمال التي حظيت بمشاركة العنصر النسائي في عملها الموسمي لخدمة ضيوف بيت الله الحرام.