أكدت المرأة السعودية حضورها الفاعل في مختلف ميادين العمل لكفاءتها وتأهيلها العالي، وإصرارها على المشاركة في التنمية والتطوير وتحقيق ذاتها في خدمة الوطن وفي هذا الإطار قامت بجهود مميزة في مواقع مختلفة خلال موسم الحج في خدمة ضيوف الرحمن بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة من خلال الأدوار المناسبة لعملها وأثبتت جدارتها وقدراتها العملية بتفوق، البلاد رصدت هذه الجهود في الاستطلاع التالي: يقول بسام فتيني الكاتب الصحفي ومستشار تطوير الأعمال بوزارة الحج سابقاً ومُدرب معتمد بمركز الملك عبدالعزيز للحوار : لاشك أن الخبرات التراكمية في خدمة الحجيج جعل من تجويد الخدمة هدفاً رئيسياً اليوم في ظل وجود رؤية واضحة وخطط يتم قياس أدائها ووضع معايير لمتابعة ومراقبة الأداء، وهذا يعني تفعيل أدوار جميع مكونات المجتمع من كوادر نسائية ورجالية على حدٍ سواء وهو ما جعل تمكين المرأة (المؤهلة) يدخل في حيز التطبيق الفعلي في عدة قطاعات كقطاع الصحة مثلاً والتي تشرف عليه الوزارة كل عام في المشاعر المقدسة واختارت هذا العام سيدة (طبيبة) لتكون هي المدير في منى والمشرفة على الخدمات الطبية بعد سنوات طوال قضتها كفرد من أفراد الفريق الواحد سابقاً، وكان لتواجد المرأة السعودية بصمة واضحة في مركز 911 حيث ظهرت تقارير تلفزيونية توضح كيف أن الكوادر النسائية في المركز تجيد وتتحدث وتتعامل بأكثر من لغة عالمية فضلاً عن اللغتين العربية والانجليزية وهي الاكثر انتشاراً في العالم. وأضاف : لا شك أن دور المرأة قديماً وحديثاً ظاهر للعيان لكن العلامة الفارقة هذا العام هو تمكين المرأة في العديد من المراكز القيادية لتكون جنباً إلى جنب مع رجال الوطن تخدم في الميدان وتُمنح الثقة والتمكين ليكون حج هذا العام واحداً من أكثر مواسم الحج نجاحاً ولله الحمد. بصمات مميزة من جانبها قالت فاتن حسين، كاتبة ومستشار وزير الحج لشؤون الطوافة: لقد كان لتعيين سيدات في مجالس الإدارات في مؤسسات الطوافة دور كبير في تطوير مشاركتهن في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وقد برزت في هذا المجال شخصيات أثرت على المشهد الخدمي ومنها مؤسسة الدول العربية بقيادة دكتوره حنان عنقاوي عضو مجلس الإدارة المسؤولة عن برنامج الجودة والتميز المؤسسي بالمؤسسة؛ فقد قامت بوضع خطة ناجحة للاستفادة من الطاقات البشرية والكوادر النسائية الفاعلة فقامت بدعم من رئيس المؤسسة المهندس عباس قطان وأعضاء مجلس الإدارة وخاصة نائب رئيس المجلس أ. دكتور محمد بياري بتوظيف 346 فتاة سعودية في اللجان الخمسة النسائية وهي: قياس مؤشر الأداء، الرعاية الإنسانية، لجنة المكاتب الميدانية، والرد الالي، والاستقصاء، هذا فضلاً عن خدمات الإرشاد السياحي، وكان من نتيجة ذلك ضبط المخرجات وتحقق الأهداف التي تسعى المؤسسة في جميع تلك المجالات من خلالها تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن وتبع ذلك قياس رضا الحجاج عن الخدمات المقدمة لهم . وهناك أيضاً مطوفات فاعلات شاركن في المشهد الخدمي لحجاج بيت الله الحرام مثل: عضو مجلس الإدارة بمؤسسة جنوب شرق اسيا المطوفة رحاب كمفر المسؤولة عن برنامج التحول المؤسسي، والمطوفة بمؤسسة افريقيا غير العربية بقيادة المطوفة سحر بنقش المسؤولة عن التنفيذ والإشراف على مبادرات الحج الأخضر في المكاتب الخدمة الميدانية . هذا فضلاً عن مشاركة المطوفات في المؤسسات بالمكاتب التنفيذية من حيث الاستقبال، والضيافة، وزيارة الحاجات المنومات في المستشفيات وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية لهن. الفرق التطوعية وعن دور المرأه في الأعمال التطوعية بموسم الحج تضيف فاتن حسين قائلة: لقد قامت المرأة بالمشاركة في الجهود التطوعية من خلال برامج متنوعة منها مبادرة ( كن عونا ) التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة لتوظيف التطوع في خدمة ضيوف الرحمن، حيث تواصل الشابات تقديم الترجمة الفورية بعدة لغات، ورعاية المرضى، وكبار السن من خلال عيادة كن عونا التطوعية التي استقبلت 543 حالة ، وذلك بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، كما شاركت الشابات في الاستقبال والتوديع للحجاج . كذلك فرق متنوعة مثل فريق: (من أجلك يا وطن التطوعي ) وفريق (سقيا العطاء التطوعي ) بقيادة الاستاذة آمنة الخبراني والذي قام بعمل مبادرة هي الأولى من نوعها في العاصمة المقدسة حيث قدم بادرة بعنوان " كن عوناً " لتنظيف المشاعر المقدسة في 17 من الحجة، وتأتي هذه المبادرة بدعم من أمانة العاصمة المقدسة ممثلة بإدارة الخدمات الإجتماعية قسم التوعية البيئية بالتعاون مع الإدارة العامة للنظافة، وشهدت المبادرة مشاركة المتطوعين ومتطوعات في الاعمال البلدية حيث شارك مايقارب 150 متطوع ومتطوعة وقد جاءت هذه المبادرة تنفيذاً لرؤية المملكة 2030 والتي تهدف الى الإثراء في الأعمال التطوعية وزيادة عدد المتطوعين وكأنه هدفها إماطة الأذى عن الطريق. فإذا أضفنا إلى ذلك وجود شابات في قطاعات أخرى مثل الأمن العام، والجوازات، والهلال الأحمر، لتبين لنا الدور الكبير الذي تقوم به المرأة لخدمة ضيوف الرحمن، وإسهامها في جهود إنجاح الموسم. صورة ايجابية من جانبه يقول الكاتب والمتخصص في خدمات الحج والحجاج أحمد صالح حلبي، أن المتابع لمشاركة المرأة السعودية خلال موسم حج هذا العام 1440ه ، يلحظ أنها لم تعد مشاركة تقليدية فقد كانت أكثر حضورا ونتاجا، وظهر ذلك بجلاء في منافذ الدخول للمملكة فرأينا طرق وأساليب تعامل موظفات الجوازات مع الحجاج أثناء عملية تسجيل الدخول، فكن في أعمالهن مثالا يحتذى في حسن التعامل والابتسامة الدائمة، واستطعن من خلال ما يقدمنه من أعمال نقل صورة ايجابية عن المرأة السعودية ، وإظهارها كعنصر فاعل ومؤثر في خدمة ضيوف الرحمن. كما برز دور المرأة السعودية في برامج استقبال ضيوف الرحمن بمطار الملك عبدالعزيز بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، فلم يكن دورهن منحصرا فقط في استقبال الحجيج بباقات الورود والحلوى وعبارات الترحيب ، بل كن يقدمن خدمات الارشاد والتوعية والخدمات الصحية الأولية للحجاج . ويؤكد حلبي على أن اتساع دائرة مشاركة المرأة وبالتحديد في مكةالمكرمة داخل أروقة مؤسسات الطوافة، فلم يعد دورها منحصرا داخل اللجنة النسائية التي تتولى استقبال الحجاج في مقار سكنهم بمكةالمكرمة، وتقديم الحلوى والمرطبات لهم، أو في زيارة الحاجيات داخل مقار سكنهن للاطمئنان عليهن، أو المريضات منهن بالمستشفيات، فقد أصبحت المرأة واحدة من صناع القرار داخل مؤسسات الطوافة من خلال عضويتها بمجالس الإدارات، وبرز دور المعاونات في إعداد الخطط والمشاركة في تنفيذها ، إضافة لمتابعة برامج الخدمات الأساسية والإضافية بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة . كما تواجدت المرأة داخل مكاتب الخدمة الميدانية كموظفة متخصصة في تسجيل جوازات الحجاج، ومتابعة للخدمات ومدونة للملاحظات، وسجلت تواجدها أيضا في المشاعر المقدسة كعنصر عامل لا مشاهد ، متحملة حرارة الطقس وشدة الزحام ، لتقول كلمتها وتسجل بأعمالها المقدمة قصة خدماتها لحجاج بيت الله الحرام، ورأينا ما قدمته المرأة في مجال تغذية الحجاج وكيف ظهر دورها في متابعة وصول وجبات التغذية للحجاج في وقتها وبجودتها. ويضيف حلبي بأن ما قامت به المرأة من خلال مشاركتها في حاضنات أبناء الحجاج والعاملين في الحج من دور في تقديم الخدمة لضيوف الرحمن، أكد مدى إصرار المرأة السعودية على تقديم خدماتها للحجيج، سواء كان ذلك بأجر أو تطوعا ، فهي ترى أن العمل مع الحجاج واجب وشرف تعتز به كما يعتز به الرجل. ورأينا تلك اللوحة الفنية التي رسمتها أنامل مجموعة من الفتيات المتطوعات، بأعمال اقترنت بتقديم المساعدة للحجيج ورعايتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم وتسهيل تحركاتهم، وتوعية الحاجيات وتوجيههن عن مستحبات ومحظورات الإحرام إلى جانب مساعدة ومتابعة مريضات السكري وارتفاع الضغط وكبيرات السن بالحملة. وما تحتاجه المرأة السعودية اليوم هو الدعم والتشجيع لتواصل تقديم رسالتها الانسانية في خدمة ضيوف الرحمن.