كل تلك المعاني السامية، التي تؤكد صدق التوحيد واطمئنان النفس، كانت حاضرة في نفس صاحب السمو الملكي الأمير اللواء الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن عبدالعزيز حفظه الله. فقد تشرفت بالاتصال بسموه الكريم للسلام عليه وقد أدهشني تواضعه وأخلاقه أثناء حديثي مع سموه الكريم وبشاشته وانشراح نفسه وسروره وإن كانت تلك هي المرة الأولى التي أتشرف فيها بالاتصال بسموه الكريم، إلا أنني لم أندهش لأنني أعرف جيداً حقيقة البيت الذي تربى فيه الأمير عبدالعزيز وأصالة المدرسة التي تخرج فيها، وتعلم فيها صدق الإيمان، وقوة التوحيد وعزيمة وصبر الرجال ونهل من معينها الإرث الصالح، وتعلم في ردهاتها الحكمة والتواضع وحب الناس والتواصل معهم بكل أريحية، دون كلفة أو ادعاء. نعم.. اجتمع ذلك كله في والده، الرجل الكبير، الراحل الأمير ناصر بن عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي تتسابق حروف كل اللغات لتظفر بشرف وصف محاسنه، وما جبلت عليه نفسه الكريمة من عشق للخير، وحب للناس، وحرص على مساعدتهم ومؤازرتهم والوقوف إلى جانبهم في الملمات وأصعب اللحظات. فكان الأمير الوالد ناصر بن عبدالعزيز رحمه الله مدرسة عظيمة، لكي يتخلق أبناؤه الكرام بأخلاق الرجال ويتحلوا بصفات الكبار. ولهذا ليس عجباً أن يكون الأمير عبدالعزيز بن ناصر أحد فروع شجرة الخير السامقة تلك التي تهب ثمارها للناس دون تفرقة بين صغير أو كبير من أبناء هذا الوطن لأنها منهم وإليهم، مثلما هم منها وإليها. فلله درك أيها الانسان النبيل عبدالعزيز بن ناصر بن عبدالعزيز على صدق إيمانك، وإصرار عزيمتك ومواقفك النبيلة.