ا سعدت كثيراً عندما أتيحت لي الفرصة للتشرف بحضور مجلس الرمز الكبير صاحب السمو الملكي الأمير الحكيم التقي أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، ليلة الأحد 24/2/1434ه، فشدني حضور سموه الكريم وابتسامته وتواضعه مع الجميع، كما أدهشني ذلك الكم الهائل من الحاضرين من مختلف أطياف المجتمع . ولهذا ما أن تغادر مجلس سموه الكريم حتى تتلهف نفسك شوقاً لمعاودته من جديد، بسبب ما تجده من فائدة ومتعة ، شأن كل مجالس الحكماء، صحيح يعتبر مجلساً للجميع وبيتهم الذي يظل دوماً دوحة وارفة الظلال يستظلون بها من وهج هجير الحياة. وعندما أتاحت لي الظروف ذلك، حظيت بكل شرف هذه المرة بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن أحمد بن عبدالعزيز، فوجدته شاباً دمث الخلق كريم التواضع، تؤكد لك كلماته وبشاشته وسعادته بالحاضرين وحسن تلطفه معهم، أنه أخذ بنصيب وافر من كل ما عرفه الجميع عن والده من جود وكرم، وتقوى وتواضع، وصدق وصراحة، وحكمة وتسامح، وعطف ورأفة، وسماحة وإخلاص لقيادته ولعقيدته، وحب للوطن، وحرصٍ على سعادة الإنسانية في كل مكان، ودفع الضر عنها . فلا تملك إلا أن تفيض نفسك إعجاباً بالأمير المميز فيصل بن أحمد، من خلال هذه الخصائص المنسجمة المتناغمة في شخص سموه الكريم أحالته فعلاً إلى منظومة من المواقف الملهمة التي توالي ازدهارها البهيج في أشواق الناس وتوقهم وأحلامهم بما يجعل انجذابهم نحو فيصل بن أحمد كتعلق زارع الأرض بغيمة مترعة تدنو بسلاسة لتدفع عنه جسارة القحط وتحشد آفاقه بصورة السنابل الممتلئة. فكيف لا ترجو من أرض اجتمعت فيها حيوية العناصر كلها إلا أن تنتج أفضل ثمار الحياة؟ تلك هي النتيجة الطبيعية لإنسان ترعرع في كنف رجل كريم وأمير حكيم فذ ورمز، الذي يجد الكثيرون في إحصاء فضائله مدخلاً حميماً لمنح ذاكرة الحياة تفاصيل جاذبة ومزيجاً وسيماً من قسمات البذل والعطاء وسحابات الخير الطيبة التي عززت حضورها الأنيق ضمن دفاتر أيامناً بذكرياتها العابقة بباقات الفضائل وشراكة المسرات. إن هذا الانتباه المرهف لقيمة الإنسان الذي انحاز إليه الأمير الشاب فيصل بن أحمد وطبع تفاصيله الرائعة على ذاكرة الناس نلمسه كثيراً فيمن التقى سموه الكريم لبرهة. فكيف بأولئك الذين يعملون في محيطه وأيضاً محبيه الذين حملوا شارات حبهم السامقة لسموه الكريم في دعاء وأمنيات صادقة. ودون أن تشعر يرتفع في داخلك صوتٌ عالٍ صادق ، نابع من أعماق قلبك، شاكراً لله وحامداً أن جعل فينا هذه الأسرة القائدة الكريمة التي تؤكد لك تلك الخصال الكريمة، والهمة العالية، التي اتصف بها أفرادها، أنهم حقاً أصحاب رسالة سامية، كما قال ذلك والد الجميع، مؤسس هذا الكيان الكبير، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ، طيب الله ثراه: ( إننا آل سعود لسنا ملوكاً ولكننا أصحاب رسالة). وهكذا يكون هؤلاء أصحاب الرسالة : كلما زرتهم وجدتهم هم الضيوف، وأنت رب المنزل. وكأن الشاعر الكبير المتنبئ يعنيكم بهذه الآبيات: فتى ما سرينا في ظهور جدودنا إلى عصره إلا نرجي التلاقيا ترفع عن عون المكارم قدره فما يفعل الفعلات إلا عذاريا يدل بمعنى واحد كل فاخر وقد جمع الرحمن فيك المعاليا عبدالله بن صالح بن هران آل سالم- الرياض