حفظ عندما قال سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (يرحمه الله رحمة الأبرار) مقولته الشهيرة: «الجندي من وزيره» فقد كان يرحمه الله يرسل رسالة هامة جدا لكل مسؤول تولى مسؤولية وكل قائد يقود فريق عمل، واختصر يرحمه الله ما يمكن شرحه في محاضرات ودروس ودورات في كلمتين بحكمته وعمق فكره. وقصد سموه أنك إن أردت أن تقيم أي فرد من مجموعة عمل وتعرف مدى انضباطه وسلوكه عليك أن تنظر إلى رأس الهرم أولا، فإن صلح فقد صلح الهرم واستمد قوته وأخلاقياته منه الرأس فهو المفكر وصاحب القرار. ما جعلني أستلهم هذه العبارة الحكيمة الصادرة من رمز آتاه الله الحكمة يرحمه الله، هو ما شاهدته بأم عيني وأدهشني حقا، أقول ذلك وأنا أختم 20 عاما في الصحافة السعودية من خلال «عكاظ» التي جعلتني أحتك بشكل يومي مع المسؤولين بمختلف مواقعهم، ولكن ما أدهشني هو ذلك الرجل المسؤول والذي يتربع الهرم الإداري لشرطة منطقة جازان اللواء (ناصر الدويس) الذي لم أقابله إلا في مناسبات ولا أعرفه شخصيا ولا يعرفني، هذا الرجل الذي يشارك الناس في جازان أتراحهم وأفراحهم حين يحضر ممثلا نفسه كإنسان وقد تجرد من كل مايرمز لمنصبه، عندما رأيته لأول مرة بمقبرة المسارحة لم أصدق أن الذي أمامي هو اللواء الدويس فقد كان واقفا وحيدا بجوار القبر يتمتم بالدعاء للميت واقفا بوقار ألبسه تواضعه الجم وتأدبه مع الناس وحبه لهم وتجرده من الأنا وحب الحظوة، فهو لم يحتج لمرافق من رجاله ولا حرسا ولا حشما، تكرر هذا المشهد في مقبرة أخرى بقرية العشوة حين أصر على تشييع جثمان الطفل بهاء الدين العشوي يرحمه الله. ونحن شهود الله في أرضه .. وأقولها بكل صدق وأمانة .. صدقت يا سيدي نايف فيما قلت، فعندما رأيت هذا المسؤول الذي قلب الطاولة في وجوه مسؤولي المنطقة بتواضعه الجم وأدبه مع الآخر، عندما شاهدت ذلك تذكرت سلوك وزيره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. فإنكم ياسمو الأمير ترجمتم مقولة والدكم يرحمه الله . تواضعتم فتواضع من يمثلكم خير تمثيل. فاصلة: من تواضع لله رفعه.