سلطان بن تركي عبدالله بن صالح بن هران آل سالم الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات، إذ جعل المرض كفارة لذنوب عباده، وامتحاناً لصبرهم وقوة إيمانهم وصدق عقيدتهم وتوكلهم عليه، تأكيداً لشدة توحيدهم لربهم جل جلاله، الذي لا يشركون معه أحداً في صغير أو كبير من أمرهم. ولهذا أطمأنت نفس عباده المخلصين الصادقين، الذين يؤمنون بهدي سيد الأولين والآخرين، وولد آدم أجمعين، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، الذي يؤكد أن أمر المؤمن كله خير: إن أصابه خير شكر، وإن أصابه شر صبر، فكان خيراً له. وهكذا كانت كل تلك المعاني السامية، التي تؤكد صدق التوحيد واطمئنان النفس، حاضرة في نفس الأمير العابد سلطان بن تركي بن عبدالعزيز، متعه الله بالصحة والعافية. فقد تشرفت بزيارته بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، حيث يستكمل علاجه بعد عودته من رحلة علاجية من أمريكا تكللت ولله الحمد بالنجاح بفضل من الله عز وجل، وقد رافقه في رحلته العلاجية إخوة أفاضل، أبدوا دهشتهم من تماسكه وبشاشته وانشراح نفسه وسروره وقوة عزيمته، أما عن شخصي، وإن كانت تلك هي المرة الأولى التي أتشرف فيها بزيارة سموه الكريم، إلا أنني لم أندهش لأنني أعرف جيداً حقيقة البيت الذي تربى فيه سلطان وإخوته خالد، فهد، فيصل، عبدالرحمن، أحمد وأصالة المدرسة التي تخرجوا فيها، والجامعة المتفردة التي تعلموا فيها صدق الإيمان، وقوة التوحيد وعزيمة وصبر الرجال، وجلد الكبار، ونهلوا من معينها الإرث الصالح، وتعلموا في ردهاتها الحكمة والتواضع وحب الناس والتواصل معهم بكل أريحية، دون كلفة أو ادعاء. نعم.. اجتمع ذلك كله في والدهم، الرجل الكبير، والإنسان النبيل، سيدي ووالدي تركي بن عبدالعزيز أدامه الله ومتعه بالصحة والعافية، وأمد في عمره المديد الذي تتسابق حروف كل اللغات لتظفر بشرف وصف محاسنه، وما جبلت عليه نفسه الكريمة من عشق للخير، وحب للناس، وحرص على مساعدتهم ومؤازرتهم والوقوف إلى جانبهم في الملمات وأصعب اللحظات. فكان تركي بن عبدالعزيز أشرف بيت، وأعظم مدرسة، وأرقى جامعة، لكي يتخلق أبناؤه بأخلاق الرجال ويتحلوا بصفات الكبار. لا أقول هذا ادعاءً أو رياءً أو نفاقاً، وعلى كل حال، فالأمير تركي بن عبدالعزيز وأبناؤه البررة في غنى تام عن مدح المادحين أو قدح الحاقدين، غير أنني أشهد الله أنني ممن عرفوا هذا الرجل النادر الوفي عن قرب، وتعرضوا لنفحات خيره وانتشلتهم مروءة سموه الكريم من أيام صعبة وظروف قاسية، لا أدري كيف كنت سوف أتجاوزها لولا توفيق الله ثم نخوة الإنسان المتواضع تركي بن عبدالعزيز وشهامته، ومروءته التي ورثها أبناؤه الكرام عنه. ولهذا ليس عجباً أن يكون سلطان أحد فروع شجرة الخير السامقة تلك التي تهب ثمارها للناس كافة دون تفرقة بين صغير أو كبير من أبناء هذا الوطن لأنها منهم وإليهم، مثلما هم منها وإليها. فلله درك يا سلطان بن تركي على صدق إيمانك، وإصرار عزيمتك القوية لتتجاوز المحنة بإيمان قوي وعزيمة الرجال.. والله نسأل أن يتم عافيتكم ويثبت أجركم ويحفظكم ويحفظ لنا والد الجميع تركي بن عبدالعزيز وإخوتكم الأوفياء ظلاً ظليلاً للجميع، وسنداً منيعاً في الشدائد.