مصادر أميركية ل«}»: أمن واستقرار المنطقة لا يتحقق إلا بالسعودية رؤية متوافقة لوقف سلوكيات إيران المُزعزعة بوصلة العالم تتجه الشهر القادم مجدداً باتجاه المملكة العربية السعودية حيث جاء إعلان زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة، في توقيت هام تمر به ليس فقط منطقة الشرق الأوسط بل العالم كله على ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب تنسيقاً سعودياً - أميركياً على أعلى المستويات؛ لإيجاد حلول عادلة للقضايا العربية وفق المرجعيات الدولية، خصوصاً أن زيارة بايدن للمملكة هي الأولى منذ تقلده منصب الرئيس الأميركي، والمحطة الوحيدة في المنطقة العربية خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط؛ وهو ما يعكس الأهمية البالغة التي تنظر لها الإدارة الأميركية للمملكة وقيادتها ودورها الحيوي في تعزيز أمن واقتصاد المنطقة والعالم. زيارة بايدن إلى المملكة تأتي بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، هذه الزيارة التي تحظى بالطابع الاستراتيجي ستنعكس إيجاباً على تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين الرياضوواشنطن وتعزيز التفاهم للخروج برؤى مشتركة حيال إحلال الأمن والسلام وضرورة رفض التدخلات في الشؤون الداخلية والحيلولة دون توسيع دائرة الازمات في المنطقة ولجم الفكر الإرهابي. وأكدت مصادر أميركية ل"الرياض" وجود رغبة من الادارة الأميركية بإشراك المملكة في تعزيز الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط لدورها الريادي إلى جانب وجود رغبة وإرادة سياسية مشتركة من الجانبين في تطوير العلاقات بجميع المجالات. وقالت ذات المصادر إن هذه اللقاءات تعكس استشعار قيادتي البلدين لحجم التحديات المُشتركة وأهمية رفع التنسيق إلى أعلى مستوياته، تعزيزًا للنهج الثابت الذي تتميز به العلاقات الاستراتيجية بين البلدين خصوصاً ان الرياضوواشنطن لديهما رؤية متوافقه تجاه أهمية ردع سلوكيات إيران المُزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وتحييد خطر الميليشيات الإرهابية المدعومة من طهران، وهو ما يجعل من استمرارية التواصل والتنسيق على أعلى المستويات أمر بالغ الأهمية في تعزيز الأمن والاستقرار. وشدد مراقبون على أن العالم ينظر إلى العلاقات السعودية - الأميركية كمرتكز أساسي لتعزيز أمن واقتصاد المنطقة والعالم، لما يُشكله البلدين من دور محوري في جهود تعزيز الأمن والسلم الدوليين انطلاقًا من مكانتهما السياسية والأمنية والاقتصادية وعضويتهما في مجموعة الG20، إلى جانب أن المملكة عضو في أوبك وأوبك بلس. كما أن الرياض وأميركا تؤمنان بأهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية تمامًا من أسلحة الدمار الشامل، وهي الرؤية التي ينطلق منها البلدين في سعيهما بأن يضمن أي اتفاق نووي مع إيران عدم تمكنها من إنتاج قنبلة نووية، تجنيبًا للمنطقة سباق تسلح سيكون الخاسر فيه أمن واستقرار المنطقة والعالم؛ خصوصا ان المملكة تعتبر البرنامج النووي الإيراني ومشروع الصواريخ البالستية الايرانية هو تهديد لأمن واستقرار المنطقة كون النظام الإيراني هو نظام عدواني وطائفي وتوسعي. من جهة أخرى تدعم واشنطن جهود المملكة من خلال قيادتها للتحالف العربي في تحقيق أمن واستقرار اليمن، وجهود الحل السياسي، وإنهاء العمليات العسكرية، من خلال ما تضمنته مخرجات اتفاق الرياض، وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي وتسلمه السلطة، بما يساعد في تخطي الأزمة الحالية وعودة الأمور إلى نصابها. وأوضحت المصادر الأميركية ل"الرياض" إلى أن ملف مكافحة التطرف والإرهاب من أهم أوجه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين؛ وقد أسهم التعاون الثنائي المميز في هذا المجال في تحقيق العديد من المكتسبات المُهمة في دحر التنظيمات الإرهابية مثل تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين؛ وتحييد خطرها على أمن واستقرار المنطقة. كما تدعم أميركا جهود المملكة في مكافحة التغير المناخي، وفي مقدمتها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وقد عبّرت عن ذلك الدعم من خلال مشاركة المبعوث الخاص لبايدن جون كيري في المؤتمر الدولي الذي استضافته الرياض في أكتوبر 2021. وتكتسب زيارة بايدن أهمية قصوى كونها تتضمن جدول الزيارة حضور قمة خليجية مشتركة دعا إليها خادم الحرمين الشريفين لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب كل من دول الأردن ومصر والعراق. هذه القمة الخليجية التي تشارك فيها عدد من الدول الإستراتيجية والمحورية في المنطقة ستتمخض عن رؤية سعودية خليجية عربية أميركية مشتركة لإيجاد حلول عادلة وشاملة لقضايا المنطقة وفق المرجعيات وقرارات الشرعية الدولية. بدورها، أبرزت الصحف الأميركية والبريطانية الصادرة أمس الأربعاء إعلان الديوان الملكي والبيت الأبيض زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة حيث أكدت أن الزيارة تعكس الرغبة والإرادة السياسة المشتركة في تطويرها في جميع المجالات، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم. وكتبت صحيفة الفاينانشال تايمز في صفحة الرأي بعنوان "جو بايدن محق في الذهاب إلى المملكة العربية السعودية" مشددة على أن المملكة لها ثقل سياسي واقتصادي في العالم. وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الهدف من الزيارة هو "إعادة بناء العلاقات مع المملكة في وقت يسعى فيه بايدن إلى خفض أسعار المحروقات في بلاده". وذكرت شبكة "سي إن إن" أن الاستعدادات لهذا اللقاء أخذت وقتاً وشوطاً طويلاً.