علاقة الرئيس بالمرؤوس أو المدير بالموظفين هي علاقة مهنية، في هذا الإطار يفترض مناقشة هذه العلاقة وما يحدث فيها من مد وجزر دون تدخل عوامل أخرى. يطرح البعض تلك العلاقة للنقاش من زاوية لا علاقة لها بالكفاءة، ويتم تقييم تلك العلاقة من قبل البعض بمعايير عاطفية. بيئة العمل الجاذبة تتسم بصفات إيجابية منها أجواء التفاعل المهني بين الموظفين دون النظر للفوارق التي ليس لها علاقة بالجدارة والأداء والإنتاجية مثل الجنسية والجنس والعمر، حين تؤكد ثقافة المنظمة على هذا المبدأ فهذا لا يعني عدم وجود ممارسات مخالفة، من هذه المخالفات تنمر الرئيس على المرؤوس بسبب الجنسية، أو عدم تقبل الرجل لرئاسة المرأة أو العكس، أو عدم تقبل المرؤوس المواطن لرئيس مقيم، أو التساهل مع الكسل والتقصير واللامبالاة لأن مصدرها مواطن، أو تمييز موظف معين بالمنصب والراتب والحوافز بسبب جنسيته وليس بسبب كفاءته. تلك المخالفات تتنافى مع مبدأ العلاقة المهنية ومبدأ الحقوق والواجبات، ومبدأ رفض التمييز، ومبدأ التعاون للمصلحة العامة والأهداف المشتركة، ومبدأ العدالة. المنظمات الناجحة تولي أهمية بالغة للكفاءة والصفات الشخصية والعلاقات الإنسانية. المنظمات الناجحة لا توظف ولا تقيم الأداء بالمعايير الشخصية، التقييم في المنظمات الناجحة هدفه التقويم واكتشاف قدرات الموظف والجوانب في أدائه التي تحتاج إلى تطوير، الهدف من التقييم في المنظمات الناجحة ليس الانتقاد أو الإهانة أو البحث عن سبب لإنهاء العلاقة. المدير الناجح هو الذي يقيم علاقة إنسانية مع الموظفين دون أن يتخلى عن أساسيات ومتطلبات العلاقة المهنية، هو القدوة للموظفين في المهنية والسلوك الإنساني، هو من يصغي ويرحب بالفكر النقدي المستقل والمقترحات والمبادرات ويخضعها للتقييم الموضوعي، هو من يتعامل مع الجميع بنفس الروح دون اعتبار لأي نوع من التمييز. المدير الناجح لا يتنمر على الموظف لأي سبب، حتى مع وجود ملاحظات على أدائه فإنه يتعامل معها بمهنية وحسب الأنظمة واللوائح، أما المدير الذي يبحث بدوافع عنصرية عن أخطاء الموظف بهدف إهانته ويستغل تقييم الأداء للتخلص من الموظف بدلا من تطويره فهذا مدير غير مؤهل للاستمرار بل مؤهل ليخضع للنظام مثل غيره، المدير لا يكفي لنجاحه امتلاك الشهادات العلمية رغم أهميتها، بل لا بد من توفر القدرات القيادية والصفات الشخصية ومن أهمها الالتزام بأخلاقيات المهنة.. الإدارة ليست أوامر ونواهيَ، بل قيادة.