لا شك أن الضرب يعتبر وسيلة رادعة، وعقوبة تكون بحالة وجود الخطأ أو العصيان أو السلوك غير السوي. لكن لا نجعل الضرب وسيلة أساسية ومستمرة في تعاملنا مع أبنائنا وبناتنا بشكل يومي. البعض يظن أن الضرب علاج لمشكلة سلوكية غير مرغوب فيها، وأنه إذا استخدم الضرب فإنه بذلك قد قام بالتربية بالشكل الصحيح. الضرب هو علاج موضعي سريع ولكن لا يحل المشكلة، بل يجعلها كامنة، بعض الآباء والأمهات يلجؤون لوسيلة الضرب لأنها سريعة وتنهي المشكلة بشكل فوري، لكن الحقيقة الصادمة أن الضرب هو نوع من أنواع القمع والذي تكون نتائجه كارثية، الضرب يسبب ضعف الشخصية واهتزازها وعدم الثقة بالنفس ولا يحل المشكلة، حيث تصبح متفاقمة مع الوقت لعدم وجود الحوار والنقاش فقط ضرب وقمع وهذا هو التهرب من التربية والاكتفاء بالضرب لأنه لا يحتاج إلى وقت طول. لماذا يلجأ الأب أو الأم إلى وسيلة الضرب فقط؟! للإجابة عن هذا السؤال، فإن الذين يستخدمون الضرب هم عاجزون عن فهم حقيقة التربية الصحيحة والسليمة، أما استخدام الضرب بشكل دائم فهو حيلة للهروب من النقاش والنصح والمحاولة. أفضل وسائل تربية الأطفال هي النصح والتوجيه والمتابعة والإرشاد والنقاش وأخذ الرأي وإعطاؤه والسماع الجيد والمشاركة بالحوار واتخاذ القرارات. متى نستخدم وسيلة الضرب؟ استخدام وسيلة الضرب تكون بعد استنفاد كافة الطرق أو الوسائل التربوية المختلفة، في بعض الأحوال هنالك مسائل لا بد من استخدام الضرب فيها مباشرة وهي التمرد أو التنمر أو الانفلات، لكن التوصية التي أوصي بها، أن نستخدم طرق التربية الصحيحة وفق الموقف المناسب، فكل موقف له طريقته بالتعامل معه والعلاج المناسب له. نبتعد عن تقليد تربية الأبناء والبنات لبعض البيوت ونكتفي بالطرق الصحيحة والمناسبة للتربية، يجب كذلك معرفة خصائص أطفالنا واحتياجاتهم من خلال تلمس الميول التي لديهم والرغبات والمحفزات التي تساعدهم في التربية، يجب أن نعلم أن لكل إنسان بصمة مختلفة عن غيره، الذي يصلح لأولادك قد لا يصلح لأولاد غيرك، نبتعد عن الإجبار ونجعل الخيرات المتعددة بين يدي الأطفال، بحيث يختارون الذي يناسبهم بحدود معينة، يجب علينا كآباء وأمهات أن لا نقوم بشراء الملابس المتشابهة مع الأخوة بل لكل واحد لباسه ولونه الخاص به بشرط أن يكون بحدود الآداب والتقاليد المعروفة لدينا ولا تكون الملابس شاذة عن المألوف والمرغوب. 1