"من لا يستطيع أن يحلم، لا يتفاوض معنا، لا يأتي معنا ولا يأتي لأبوابنا، فقط مرحبًا بالحالمين الذين يريدون صنع عالم جديد" سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ هذه العبارة سجّلها التاريخ، وسينقشها الأجيال، جيلٌ بعد جيل، وسيتذكرونها ويقفونَ عند كل كلمةٍ من كلماتها، فما وصلوا إليه ما هو إلا نتيجة من نتائجها.. فالحلمُ أمنيات تتحقق -بإذن الله- بتوفّر أركانه: العلمُ والمالُ والعملُ الدؤوب، ومن ثم الإيمان بتحقيقه وفق معطياتٍ وحيثيات واستراتيجيات تُصنَع من أجلِ ذلك الحُلم. وللحلمِ إيجابيات؛ منها السعي الجاد إلى تحقيقه؛ لتصبح الأمنيات حقيقةً واقعة. فالحالمون هم المُبدعون، المفكرون، المبتكرون، الخلّاقون، المنتجون، المُلهمون؛ فالمصباحُ حلم أديسون، والهاتفُ حلم غراهام، والطيران حلم عبّاس بن فرناس، والأجهزة الذكيّة التي بين أيدينا حُلُم كوبر، والصعود إلى الفضاء كان حُلُمًا فتحقق، روّاد الأعمال الناجحون كانت أحلامهم الدافعُ وراء تحقيقهم مراكزَ مُتقدمةٍ في مجال ريادةِ الأعمال؛ فالحالمونَ يصلون إلى مُبتغاهم وإلى غاياتهم وإلى ما يصبونَ إليه. ما حققتهُ بلادنا -المملكة العربية السعودية- في مجالِ التعليمِ كان أحلامًا وكان أمنيات. وأصبح ما نعيشه اليوم من تقدمٍ مُذهلٍ؛ واقعًا ملموسًا نراه رأي العين، فالأميّة أوشكت أن تندثر -ولله الحمد- عن بلادنا، وازداد حملةِ الشهادات العُليا في كافة المجالات الصحيّة والاقتصادية وعلوم الحاسب والهندسة وإدارة المالِ والأعمال، وما نلحظه في جامعاتنا السعودية -البالغة (27) جامعة حكومية و(36) جامعة وكلية أهلية- كان حُلُمًا يراود قادة بلادنا، وأصبح ذلك حقيقة -بفضل الله- من خلال خططٍ رُسِمت وعقولٍ فكّرت وأبدعت؛ ومما يؤثَر عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قوله: "إنّ التعليم في المملكة هو الركيزة الأساسية التي نُحقق بها تطلعات شعبنا نحوَ التقدم والرقي في العلومِ والمعارف". وكان الملك عبد العزيز مؤسس بلادنا أول ما اهتمّ به التعليم، ففتحَ المدارس وأنشأ إدارة البعثات؛ حيث بعثَ الطلاب يدرسونَ في البلاد العربية وغير العربية، وكانوا نواةً لما تحقق من علمٍ وتعليم. الرؤية الوطنية 2030 كانت حُلُمًا حينما أطلقها عرّابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية، وأصبحَت في غضونِ سنواتٍ قليلة واقعًا ملموسًا، وتحققَ أكثر من 60 % من رؤاها قبل أن تصلَ إلى محطتها، فقد تحقق في مجال التعليم العديد من المنجزات؛ منها تسجيل (143) براءة اختراع -دوليًا ومحليًا- لمنسوبي الجامعات السعودية الحكومية للعام 2020م، وتحويل (50) كلية مجتمع إلى كلياتٍ تطبيقية لتلبية احتياجات سوق العمل، وتصنيف (14) جامعة سعودية ضمن أفضل الجامعات عالميًا في تصنيف QS لعام 2021، وتصنيف (10) جامعات سعودية ضمن أفضل الجامعات عالميًا في تصنيف التايمز لعام 2021، وتصنيف (6) جامعات سعودية ضمن أفضل الجامعات عالميًا في تصنيف شنغهاي 2021. ومنذُ أيام أُقيمَ المؤتمر والمعرض الدوليّ للتعليم تحت شعار "التعليم في مواجهة الأزمات: الفرص والتحديات"؛ والذي شاركت فيه (262) جهة تُمثّل (23) دولة، وعُقِدت خلاله (11) جلسة، و(137) ورشة عمل، وأُبرِمت (89) اتفاقية ومذكرة تعاون بين جامعاتٍ ووزاراتٍ ومعاهدٍ ومؤسساتٍ وشركاتٍ محلية ودولية تخدم قطاع التعليم؛ ومن ذلك ما وقّعته معالي رئيسة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الأستاذة الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى -ضمن حراك المؤتمر- حيث وقّعت (11) شراكة و(6) برامج تنفيذية مع جامعاتٍ بريطانية؛ بهدف تطوير مشاريع بحثية وتعليمية مشتركة، والتعاون في عدة مجالات تعليمية وبحثية وتدريبية حول الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعيّ، والعلوم الطبيّة، ودراسات المتاحف والمعارض، وتبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. فرؤيتنا الوطنية 2030 وتعليمنا جناحا حلمنا الذي تحقق منه الكثير، وسيتحقق الأكثر -بإذن الله-؛ فالحُلُم هو الملهمُ والدافعُ والحافز، يُعزز الطموحات ويحفّز الإبداع، ويساعد على تحقيق الأهداف؛ لنقفز للمستقبلِ، بخطوات واثقة بأنّ الحُلم سيكون حقيقة، ويكون ماثلاً أمام الأعين؛ فيُزهِرَ المكان وتنعم الأجيال.