كشف وكيل وزارة التعليم للبحث والابتكار د.ناصر العقيلي عن دخول نصف الجامعات الحكومية في التصنيفات العالمية، مشيرًا إلى الدور الحيوي للوزارة لتعزيز منظومة البحث والابتكار في الجامعات والمراكز البحثية. وأضاف في حوار خاص ل«المدينة»: إن مبادرات الرؤية وبرامج التحول وجهود وزارة التعليم كان لها الفضل في وضع المملكة بقائمة أفضل 10 دول في مؤشر التنافسيّة العالميّة بحلول 2030، ولفت إلى توقيع العديد من الشراكات الإستراتيجية، مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني (سدايا)، والشركة السعودية للاستثمار الجريء لاستثمار أكثر من ملياري ريال في هذا المجال، فإلى نص الحوار: %50 زيادة في التصنيف * حققت الجامعات السعودية تقدماً ملحوظاً في عدد من التصنيفات العالمية..حدثونا عن هذا الإنجاز الوطني غير المسبوق؟ - حققت (15) جامعة سعودية إنجازاً عالميًا مشهودًا وفق تصنيف تايمز في نسخته لعام 2022م بنسبة تجاوزت 50٪ عن التصنيف العام الماضي 2021، وأعلن التايمز لأول مرة عن دخول (5) جامعات سعودية في التصنيف، ودخلت جامعة حائل ضمن أفضل (400) وجامعة تبوك ضمن أفضل (500) جامعة، إضافة إلى جامعة جدة، وجامعة الأمير سطام، وجامعة الطائف، وإجمالا حققت 11 جامعة تقدمًا في التصنيف. وفي تصنيف شنغهاي جاءت (6) جامعات سعودية من بينها جامعتي الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك سعود ضمن أفضل (150) جامعة عالمية، وفي 23 مارس 2021 م أدرج تصنيف كيو إس (14) جامعه سعودية من بينها جامعتين ضمن أفضل (200) جامعة على مستوى العالم. وتشير جملة هذه النتائج إلى أن المملكة بمنظومتها البحثية الجديدة للبحث أصبحت الأولى عالمياً من حيث تحسن الاستشهاد بمخرجاتها البحثية بنسبة 35٪ وهو ما انعكس إيجاباً على تصنيف جامعاتها، مما أدى إلى تحسن كبير في مراكزها، وتعد الغزارة البحثية للجامعات السعودية وارتفاع جودتها وتأثيرها، من أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق هذه النجاحات دعم مراكز البحث العلمي * ما هي أبرز الخدمات التي تقدمها وزارة التعليم لدعم مراكز البحث العلمي في الجامعات والجهات البحثية؟ - استطاعت الوزارة تحديد الأولويات البحثية الوطنية من خلال استفتاء تم ارساله لجميع قطاعات الدولة، ومن خلال عدد من التقارير والدراسات الإستراتيجية، ومن ثم تم العمل مع الجامعات لإعادة بناء هوياتها البحثية بما يتوائم مع تلك الأولويات، ومستهدفات التنمية المناطقية المتنوعة، ليكون للجامعات أدوار جوهرية وآثار فعّالة على مؤشراتنا الاقتصادية والصناعية والتقنية وحتى الاجتماعية، ودعم مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد مؤخرًا في ظل رؤيتنا 2030 والوصول إلى أعلى معايير التميّز. شراكات إستراتيجية * ما أبرز الشراكات الإستراتيجية المحلية والعالمية التي تم تنفيذها؟ - أقامت الوزارة العديد من الشراكات الإستراتيجية، والاتفاقيات التعاونية، أبرزها اتفاقية تعاون وشراكة إستراتيجية مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني (سدايا)، واتفاقية تعاون مشترك مع الشركة السعودية للاستثمار الجريء والتي ستسهم في استثمار أكثر من ملياري ريال في هذا المجال، بالإضافة إلى التعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة في إيجاد البيئة البحثية والابتكارية المميزة في الجامعات، وكذلك الحال مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالشراكة مع الجامعات لإطلاق بعض المنصات الرقمية والمناهج التقنية والبرامج. كما وقّعت الوزارة اتفاقية تعاون وشراكة مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أسفرت عن عدد من البرامج والمبادرات المشتركة، واتفاقية تعاون مع «الهيئة السعودية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة»، إلى جانب اتفاقية تعاون مع مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك» و»الهيئة السعودية للفضاء»، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي. إطلاق منصات بحثية * ما أبرز المنصات البحثية المزمع إطلاقها؟ وماهي أهداف كل منصة؟ - تم إطلاق مجموعة من المنصات البحثية، منها «منصة التبادل المعرفي» لربط الباحثين مع سوق العمل، و»منصة الكراسي البحثية»، و»منصة الجامعة الريادية» التي تم بناؤها تحقيقاً للرؤية الإستراتيجية للتحول نحو مفهوم الأبحاث التطبيقية والمنتجات التطبيقية، واستثمار الجهود البحثية وتحويلها إلى منتجات ذات أثر تطبيقي ملموس، كما أطلقت الوزارة «منصة حلول» لتقديم الحلول الاحترافية للتحديات التي تواجهها بيئات العمل، وتعمل الوزارة مؤخرًا على إطلاق منصة «جوائز البحث والابتكار». * ما أهم الإنجازات التي حققتها الجامعات السعودية؟ - حققت جامعاتنا السعودية إنجازات مشهودة يصعب حصرها، منها حصول المملكة على المرتبة (الأولى) عربياً و(14) عالمياً فيما يتعلق بالنشر العلمي العالمي المميز بوباء كورونا (كوفيد_19)، وصعود مؤشر النشر لدينا من (18) ألف بحث علمي منشور (كمستهدف) إلى (33) ألف بحث علمي منشور (كمتحقق) بحسب مؤشرات النشر العالمية، والتقدم بمؤشر ريادة الأعمال ضمن المرصد العالمي لريادة أعمال التعليم الجامعي (GEM) من المرتبة (42) إلى (23)، وأصبحت المملكة (الأولى) عربياً و(22) عالمياً في براءات الاختراع، إضافةً إلى حصول المملكة على المرتبة (الأولى) عربياً و(29) عالمياً في حصة وجودة الأبحاث العلمية وفق مؤشر العلوم الطبيعية العالمي للعام 2021 (Nature Index 2021). برنامج التمويل المؤسسي * ما هي أبرز المبادرات التي أطلقتها وزارة التعليم؟ - يعتبر برنامج التمويل المؤسسي (بما يتضمنه من مبادرات)، من أهم البرامج التي أحدثت تلك النقلة النوعية لمنظومات البحث والابتكار في الجامعات السعودية، كما أطلقت الوزارة مبادرة التعاون الدولي، ومبادرة البحوث الاجتماعية الموجهة، ومبادرة دعم مشاريع التجهيزات والبنية البحثية، ومبادرة دعم النشر العلمي عالي الجودة والتأثير، ومبادرة دعم مرحلة الزمالة ما بعد الدكتوراة، ومبادرة الجامعة الريادية، ومبادرة تنمية القدرات الريادية، وخصصت الوزارة مؤخرًا مشروعًا يستهدف تطوير الدراسات في مجال العلوم الاجتماعية والدراسات الإنسانية. دعم القدرات البحثية * ما هي خطط ومبادرات الوزارة في دعم القدرات البحثية في التعليم الجامعي وتحويل هذا النتاج الفكري والقيمة الفكرية إلى قيم واقتصادية وصناعية واجتماعية وإنسانية؟ - وضعت الوزارة خطط لدعم القدرات البحثية في التعليم الجامعي وتحويل هذا النتاج الفكري والقيمة الفكرية إلى قيم اجتماعية واقتصادية وإنسانية، وتسعى الوزارة باستمرار إلى بناء شراكات بحثية مع باقي القطاعات (الصناعية والاقتصادية والتقنية وغيرها من القطاعات الحيوية). وسيتم إطلاق عدد من المبادرات ضمن برنامج الوزارة للتمويل المؤسسي (المرحلة الثانية)، كما سيتم اطلاق مبادرة شراكات البحث والابتكار، ومبادرة الاستثمار في الابتكارات الصناعية، ومبادرة مراكز الابتكار ونقل التقنية ومراكز البحوث الانتقالية، والتي تسهم بشكل كبير في ترجمة براءات الاختراع والانتاج الفكري إلى منتجات محسوسة وذات قيمة اقتصادية، إضافة إلى تحقيق تلك الأهداف الأستراتيجية المتعلقة بتوطين الصناعة والتقنيات.