بادئ ذي بدء أزف التهاني والتبريكات لكل من يقرأ سطور هذه المقالة.. وفي جو تفيض فيه مشاعر فياضة بشتى أنواع وصنوف الحب والمحبة والرضا، يأتي ذلك بعد موسم الرحمات.. رمضان شهر الله المعظم الذي أفاء الله به على المسلمين ليكون حقلا للخير والبركات ومحيطا تغتسل فيه النفوس الصدئة من أدران الحياة وماديتها.. تقبل الله من الجميع وجعلنا من عتقائه. عيد الأعياد والجائزة: وسبحان الله ولهذا العيد خاصية يكاد يتفرد بها بين سائر الأعياد. والجائزة هي مكافأة كل من صام ووطن نفسه وروضها طيلة أيام الشهر منقادا لعبادة ربه تاركا طعامه شرابه وراحته متبتلا ومجتهدا قائما وقاعدا يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه.. وهذا هو عيد المؤمنين جميعا.. بل عيد المسلمين في شتى أصقاع الأرض جائزة من رب العباد بعد ذلك الاختبار الذي دام شهرا.. عسف فيه الإنسان شهواته وأهواءه مرغما إياها لطاعة الرحمن واتباع هدى محمد صلى الله عليه وسلم. اليوم الوطني: ولعله من يمن الطالع أن تأتي هذه المناسبة الكريمة بكل دلالاتها وبما ترمز إليه من وحدة الكيان والتقاء آمال الأمة قيادة وشعبا عند نقطة التقاء يقفون معها وقفة تاريخية يراجعون فيها حساب التاريخ.. ويذكرون فيها بكل فخر واعتزاز دور القائد الملهم البطل عبد العزيز.. ذلك الذي سخره الله وأيده فكان أن تحول حلمه من مجرد جزء من هذا الكيان الكبير في الرياض وأصبح هذه القارة الكبرى المملكة العربية السعودية.. ومن بعده تداولت القيادات دور البناء حتى انتهى في هذا اليوم إلى القائد الباني الصالح المبارك عبد الله بن عبد العزيز. يوم العلم: وسبحان الله أيضا فهذه ثول التي كانت مجرد نقطة على الخريطة وكانت بعيدة كل البعد عن اهتمامات الناس.. فجأة أصبحت بفضل رؤية قائد هذه الأمة مهدا تحتضن حلم الأجيال في بادرة لم تكن مسبوقة.. وفي امتحان للنوايا الصادقة وللقدرة الإنسانية على الخلق والإبداع وتحويل الفكرة من مجرد مخاض في الذهن إلى حقيقة تبرز للأعيان شامخة في عنفوان تصدر إشاعات النور والمعرفة لتصبح مشكاة تضيء لطلبة العلم ورواده من شتى أنحاء العالم مسارب وضروب الخير التي من شأنها أن تكون روافد للفكر الإنساني وميدانا للمواهب.. تتنافس فيه نحو تحقيق القدرة الذاتية والتي تنبع من الأفق الإنساني المؤمن وتنصهر في بوتقة مصلحة الإنسان ومنفعته من خلال الإبداع وتطوير القدرات وتسخير الإمكانات نحو عالم أفضل تسوده المحبة والطمأنينة.. ويخلو من العنصرية والعنت والكراهية في سمو لا يصل إليه إلا رواد المعرفة والعلم. أمنية القائد: ذيل خادم الحرمين الشريفين رسالة الجامعة بأن حدد معالمها من خلال هذه الأمنية.. أسأل الله جل جلاله أن يجعل هذه الجامعة دارا للحكمة ومنتدى للعلماء وشعاعا يضيء بالعلم دروب الأجيال الصاعدة إنه على ما يشاء قدير.. ولن أزيد على هذا القول الرائع.. ولعلنا نقترب من صورة هذا الكيان الكبير والوليد الجديد الذي برهن على نجاح القيادة والعاملين فيها ومن كان وراء تصميم هذا المشروع وتنفيذه.. خاصة مجلس الأمناء ثم وزارة البترول وشركة أرامكو.. الذين تعهدوا هذا الحلم، وفي سرعة قياسية ها نحن اليوم نشهد على بركة الله وبتوفيقه افتتاح هذا الصرح العظيم. نبذة عن الجامعة وأهدافها: إنشاء مجتمع دولي من العلماء الذين يكرسون جهودهم للعلوم المتقدمة. استقطاب الرواد في مجالات العلوم والتقنية والأعمال والتعليم من خلال التعيين والشركات. توفير الحرية للبحث العلمي والحصول على المعلومات وتبادل المعارف والمهارات والخبرات لتحقيق النمو الاقتصادي. الأخذ بأعلى المعايير الدولية للمستوى العلمي والبحوث والتعليم. وتسعى جامعة الملك عبد الله لتحقيق خطتها البحثية من خلال أربعة محاور إستراتيجية ترتكز على مجالات العلوم والتقنية التي تهم المملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم والتي تتمثل في الموارد والطاقة والبيئة، العلوم البيولوجية والهندسة البيولوجية، علم هندسة المواد، الرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية. من هنا يتضح لكل ذي لب أن هذه المؤسسة العلمية الكبرى تكتنز العديد من الأهداف الراقية التي من شأنها لو تحققت أن تعطي مردودا إيجابيا ليس وقفا أو حكرا على السعودية وأبنائها وإنما ستمتد آثاره لتغطي آفاقا بعيدة.. ليحقق من خلال هذه الرسالة السامية بعدا جديدا يتسق ويتناسق مع الرسالة الأولى لهذا البلد مهبط الوحي ومصدر إشعاع النور والخير الذي جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وانساح يغطي الكون بإشعاعاته. وما زال العالم بما فيه من مؤمنين ومتقين وبررة يحفظون لهذا المجد مكانته وفضله.. مرة أخرى أزف التهنئة لخادم الحرمين الشريفين.. لهذا القائد البار ونشد على يده وهو يقص الشريط إيذانا بأن يدخل هذا المشروع بعد أن انتصب حقيقة قائمة إلى حيز الوجود والفعل.. ونتمنى أن تحظى بقية مشاريع الوطن بنفس هذه الإستراتيجية وبنفس هذه العزيمة والإصرار والنقاوة والشفافية لنلحق بركب العالم الأول ونضيف من تراثنا ومضات ذات معالم وتأثير... وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة