استهل الباحث الدكتور سمير الضامر كتابه المميز (احزايه: ما روته عايشة بنت صالح الفرحان لحفيدها سمير الضامر ومعجم الرواة والمرويات الشعبية) بالإجابة على سؤال: «ما الحزاية؟»، فذكر أنها مفردة شعبية مشهورة في الأحساء وفي دول الخليج العربي تطلق على الحكايات الشعبية والسواليف، ثم عدّد سمات الأدب الشعبي عموماً والمميزات التي تتوفر في الحزاوي التي دوّنها من جدّته عايشة بنت صالح الفرحان. وتحدّث الباحث في مقدمة الكتاب عن علاقته بجدته وبالرواة الآخرين وبالمرويات الشعبية، وتحدّث أيضاً عن القيمة الثقافية للحكايات الخرافية وأهمية تدوينها ودراستها، كما بيّن المنهج الذي اتبعه في جمع وتصنيف ونشر المرويات الشفاهية، وذكر أنه اعتمد أسلوب «الترتيب الألف بائي»، ودوّن الحزاوي بنفس لهجتها المحكية أو قريب منها. وتقع مادة هذا الكتاب الجميل في 267 صفحة قُسمت على جزأين ضمّهما نفس المجلد، الأول منهما خصّصه الباحث لمرويات عايشة الفرحان، وقسّمه إلى قسمين: دوّن في القسم الأول: (حزاوي وقصص شعبية) سبع «حزاوي» أو حكايات خرافية باللهجة التي رويت بها، ودوّن في القسم الثاني الذي جاء تحت عنوان (المفردات والأهازيج والتعابير الشفهية) نصوصاً شعبية سجلها من الراوية عام 1412ه (1992م)، وتنوعت النصوص بين الأمثال الشعبية والسوالف والألغاز والأهازيج والأسجاع والأدعية والقصائد والحكايات الخرافية، إضافة إلى المفردات الشعبية والصيغ السردية التي وضّح دلالاتها للقارئ. أما الجزء الثاني: (معجم الرواة والمرويات الشعبية) فكان مزيجاً ممتعاً تنقّل فيه الباحث بقلمه الرشيق بين «الرواة» و»المرويات»، وكثير منها استقاها من رواة شعبيين، معظمهم من الأحساء، عرفهم وحرص على تعريف القرّاء بجوانب مختلفة من حياتهم، كما وضّح أساليبهم و»تقنيات السرد الشفوي» التي استثمرها كل راوٍ منهم لكي يستحوذ على اهتمام المتلقين. ومن بين الرواة الذين تحدث عنهم في هذا الجزء: أحمد السبت، وأحمد الفايز، وأحمد بن علي المبارك، وخالد بو دوخي، وسلمان الكرود، وعبد العزيز الحسين وعبد الله الفرحان، وعبد الله بن خميس، وعطاء بن علي العطاء، وعلي بن معتوق البراهيم، ومطلق دخيل، ونعيمة الفرحان، ويعقوب الحسين. وقد أحسن الدكتور سمير الضامر في وضع «باركود» في مواضع متفرقة من صفحات الكتاب يتيح للقارئ الاستماع بسهولة إلى العديد من المرويات بأصوات الرواة الشعبيين أنفسهم، وهذه المزية من مزايا عديدة لكتاب (احزايه) الذي دعم الباحث مادته الثرية بالصور والرسومات، مما يجعله عملاً جديراً بالإعجاب والتقدير، وباطلاع القراء والمهتمين والباحثين في ميدان التراث الشعبي في وطننا الغالي. غلاف كتاب احزايه