نعم بعد انتهاء دربي الرياض المجنون بإعلامه وحجم تغطيته بين الهلال والنصر يوم الخميس الماضي، والذي أتى بنتيجة كنا نتوقعها وهي فوز الهلال وبنتيجة ساحقة بأربعة أهداف مقابل لا شيء، وبدون أية ملاحظات تحكيمية وفي مرسول بارك وبين جمهور النصر العالمي، وعنوان مقالتي بأن "مبارك للنصر"، ليس تهكما بل حقيقة واقعية، لأن النصر منذ الموسم الماضي وهذا الموسم، وهو يعيش في دوامة المظلومية، وإعلامه كله يرتكز على أمرين مهمين، الأول أنه كل ما حققه الهلال كان من حق النصر، وأن كل خسارة للهلال هي فوز للنصر، غرق نادي الشمس وجمهوره في دوامة الملاحقة والمتابعة لكل ما هو هلالي، وترك العمل الفعلي الذي يجعل الأندية تحقق الإنجازات والانتصارات، تماما كما فعل بنجاح كامل الاتحاد، وجزئيا الشباب، وبكل تأكيد مرحلة التصحيح الهلالية بإحضار رامون دياز. هذه الصدمة التي تلقاها النصر، بمباراة نظيفة من أخطاء تحكيمية، بل الأخطاء التي وقعت كلها كانت لمصلحته، إذ كان يجب طرد تاليسكا من الشوط الأول، هذه المباراة هي الهزة التي احتاجها النصر لكي يبدأ العمل لكي يفوز وينتصر، وليس لكي يكون أفضل أو أقوى من الهلال، المقارنة حاليا بين الهلال والنصر فيها ظلم للهلال، لأنه فريق يملك إدارة تعمل ضمن خطة واقعية تعنى بكل ما هو صغير وكبير، تتابع وتشاور، وأهم شيء أن الإعلام الهلالي داعم لكل ما هو من مصلحة الفريق، بينما نجد النصر بميزانية مالية ضخمة أنفقها، لكنه لم يضع اللاعب المناسب في المكان المناسب، لم يشترِ حارسا ولا ظهيرا أيسر، همه كان الفقاعات الإعلامية، وإعلام النصر بعكس الهلال وبقية الأندية، تشعر أنه يتحكم بكل ما هو نصراوي، وأنه يدير النادي. بعد حمد الله وبعد حملة تاليسكا الإعلامية، توضح بشكل جلي أن النصر يجدف بالاتجاه الخطأ نحو الهدف الرئيس وهو مصلحة النادي وثبات مستواه وتقدمه، لم يحتج الهلال ولا الاتحاد ليفعلا أي شيء لكي يخرجا النصر من المنافسة، النصر بنفسه تكفل بهذه المهمة، عندما تسمع إعلاميي النصر وهم يتحدثون عن النصر قبل الهزيمة أمام الهلال الأخيرة برباعية نظيفة، تشعر أنهم يتحدثون عن أفضل فريق بالعالم من حيث الإعداد والتجهيز، ولكن حقيقة كان الأسوأ إدارة وتنظيما ونفسية، يكفي لقطة تاليسكا التي حاول فيها كسر قدم كاريليو، والتي بحث فيها عن الطرد، لكي يجد الإعلام النصراوي شماعة جديدة يعلق عليها فشله. النصر الآن وبعد هذه الهزة لا بد أن يصحو، لهذا باركت له، لأن العودة عن الخطأ إلى طريق الصواب، هو الإنجاز الحقيقي الذي نراه تحقق للنصر، لا بد الآن أن تبدأ إدارته سواء بمسلي بن معمر أو غيره، أن تعمل كيف تبني فريق لا يهتم بالإعلام ولا بالضغوطات النفسية، فريق لا يوجد فيه لاعبون يلعبون خارج الملعب، الجمهور النصراوي يستحق أن يفرح دائما، أن يقتنع وإن خسر فريقه أية مباراة، ستكون خسارة بحكم فلسفة عالم كرة القدم، وليست خسارة بسبب طموحات زائفة وأوهام وتحديات لا تغني ولا تسمن، النصر خرج من الموسم خالي الوفاض، إلا بأمر مهم جدا، أن النصر لكي يكون من الكبار، عليه أن يفكر ويعمل كالكبار، ويخرج من دائرة المنافسة خارج أرضية الملعب، مباراتهم الأخيرة مع الهلال، أظهرت كم هو فريق ضعيف، غير مترابط، ينقصه الكثير من الأمور لكي ينافس الهلال أو الاتحاد أو الشباب، يكفي أن تعلم عزيزي القارئ أن خطة الفوز على الهلال كانت تكمن بتأخير مباراته أمام النصر، ليلعب الهلال مع الاتحاد أولا، ينهك وقد يخسر ويدخل بروح مهزومة أمام النصر، هكذا هي عقلية التفكير الإداري "الهتشكوكية" في النصر للأسف. في المقابل، الهلال وبعد تخلصه من لعنة جارديم، ومع رامون دياز وولده، عادت له الروح الهلالية الشغوفة بالفوز ونيل الألقاب، نعم لقب الدوري الآن بين أسنان النمر الاتحادي، وبفارق مريح من النقاط، الاتحاد في أفضل لحظاته، لكن رسالتي للاتحاديين في منافستهم على لقب هذا الموسم، هي ثلاث كلمات عليهم أن يعوها جيدا قبل مواجهة الهلال القادمة شبه المصيرية، هذه الرسالة هي بكل اختصار: "الهلال لا يعرف المستحيل".