أكد مختصون في الشأن السياحي أن إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس إدارة نيوم، عن إنشاء "تروجينا" الوجهة العالمية للسياحة الجبلية الجديدة في إطار خطة نيوم واستراتيجيتها للإسهام في دعم وتطوير القطاع السياحي في المنطقة، يعد إضافة جديدة لقطاع السياحة بالمملكة، وتوظيفاً عملياً للاستفادة من الجوانب الطبيعية المتنوعة التي تمتاز بها مناطق المملكة العربية السعودية. وفي هذا الشأن قال ماجد الحكير المتخصص في قطاعي الترفيه والسياحة، ل"الرياض": إن رؤية المملكة تواصل التوجه بشكل واضح ومباشر نحو التوسع في المجال السياحي والترفيهي، وتوفير خيارات واسعة من المنتجات السياحية التي يطلبها السياح من الداخل والخارج، وتجربة المملكة القصيرة بعد فتح التأشيرة السياحية في 2019، ورغم ظروف جائحة كرونا، برهنت على نجاعة التوجه السياحي الذي تسير عليه بلادنا، حيث نجحت خطوات تسويق السياحة الموجهة للمواطن والمقيم في الداخل، وكذلك نجحت بأرقام السياح في التوجه لطلب السياحة الوافدة من أسواق أوروبية وآسيوية مستهدفة. وأضاف، أن الإعلان عن "تروجينا" كوجهة عالمية للسياحة الجبلية الجديدة في نيوم بمنطقة تبوك، خطوة إضافية في الطريق الصحيح للتوسع في الاستثمارات السياحية الكبيرة والمتنوعة، وأيضاً يبرهن على أهمية وحسن توجيه استثمارات الدولة في هذا القطاع، نظراً للعوائد الاقتصادية التي يحققها على المدى المتوسط والبعيد، وكذلك يسهم بشكل كبير في زيادة نمو الناتج المحلي، وتحقيق توجه الدولة بعدم الاعتماد على تقلبات أسواق النفط العالمية التي تتأثر بالأحداث والظروف الجيوسياسية. وبين الحكير: نعتقد أن المملكة وبقيادة خادم الحرمين الشريفين، ومن خلال رؤية ولي العهد الثاقبة لتوظيف الإمكانات الطبيعية، تركز على تحقيق أهداف كبيرة وذات عمق استراتيجي اقتصادي واجتماعي، وتنظر في الوقت نفسه لأهمية توفير فرص العمل الجديدة في المشاريع السياحية الكبرى، ومنها المشاريع الجاري العمل فيها حالياً، مثل مشاريع نيوم والقدية والبحر الأحمر وأمالا، وغيرها من المشاريع المماثلة التي تركز على توظيف السياحة والترفيه لخدمة الوطن واقتصاده. من جانبه، قال رجل الأعمال والمستثمر في القطاع الفندقي عبدالرحمن الصانع: إن مشروع نيوم بحد ذاته قفزة تاريخية لمدن المستقبل ليس في الشرق الأوسط فقط، بل وعالمياً، وهي تهتم بجوانب حديثة تتواكب مع الذكاء الاصطناعي ومدن الحياة الجديدة التي تستخدم الطاقة النظيفة، وتهتم بتعزيز الأساليب الحياتية التي تهتم بالبيئة والمحافظة عليها، والإعلان الجديد عن "تروجينا" التي وصفت بأنها ستكون بمثابة وجهة للسياحة العالمية التي تركز على الطبيعة والبيئة الجبلية، فهي بمثابة توجه جديد يبرهن على الاهتمام بالتنوع السياحي الذي هو أساس النجاح، ومناطق المملكة التي تضم سواحل طويلة في المناطق الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية، وتنوعاً جبلياً في مناطق تبوك وغيرها مثل الطائفوحائل وجازان، كلها قابلة للتطوير وتحقيق تنوع المنتج السياحي الذي يوافق رغبات سياح الداخل، وحتى السياح الوافدين من مختلف دول العالم. وأضاف الصانع، أن السياح بشكل عام لديهم رغبات واهتمامات متنوعة وواسعة، ومناطق مملكتنا تقدم منتجات سياحية واسعة لا تتوفر لكثير من بلدان العالم، فلدينا السواحل والجزر الكبيرة والجبال والصحاري، وحتى الطبيعة الخضراء، فضلاً عن مواقع التراث والتاريخ في العلا والدرعية ووسط جدة وفي الأحساء وفي حائل، ومنها مواقع عديدة مسجلة في قائمة التراث العالمي، وهذا اعتراف عالمي بالتميز الذي يعداً كنزاً اقتصادياً، وجاءت رؤية المملكة في الأعوام الخمسة الأخيرة لتعيد اكتشاف هذه الكنوز وتستثمرها وفق ما يخدم الوطن واقتصاده وكل من يعيش على أرضه. يذكر أن مشروع "تروجينا" يجمع بين التنمية الاقتصادية والمجتمعية والاستدامة البيئية، وهو النموذج الذي تُطور فيه الوجهات السياحية وفقاً لمبادئ وممارسات السياحة المستدامة. كما تتضمن أبرز معالم المشروع بحيرة ضخمة بمياه عذبة، وفندق ذا بو (The Bow)، الذي يعد بحد ذاته تحفة معمارية فريدة ويقدم تجربة فندقية لا مثيل لها تحت الماء، وكذلك قرية ذا فولت (The Vault) التي ستُبنى بشكل عمودي داخل الجبال، والمصممة وفق أحدث التقنيات ووسائل الترفيه والضيافة، وتعد بوابة الدخول الرئيسة إلى "تروجينا"، إضافة إلى المجمع السكني سلوب ريزيدنسز (Slope Residences) الذي يقع على مقربة من منحدر التزلج المطل على البحيرة ويتناغم في تصميمه مع المناظر الطبيعية المحيطة بالمكان، إلى جانب باقة من الفلل الفاخرة ذات الإطلالة البانورامية المصممة لتعكس جمال البيئة. وتتمركز "تروجينا" وسط نيوم على بعد 50 كيلومتراً من ساحل خليج العقبة، في المنطقة التي تتميز بمجموعة من أعلى القمم الجبلية في السعودية بارتفاع يصل إلى حوالي 2,600 متر فوق سطح البحر. وتسعى "تروجينا" إلى تغيير تصور الزوار والساكنين حول الخدمات التي يمكن أن تقدمها المنتجعات الجبلية، وذلك نظراً لتصميمها الاستثنائي والهندسة المعمارية المتقدمة والتقنية التي تدمج الواقع مع العالم الافتراضي. ماجد الحكير "تروجينا" وجهة عالمية للسياحة الجبلية