على مدى يومين متتاليين عاشت جازان المنطقة، وعلى وجه التحديد جزيرة الشعر والأدب (فرسان) عرساً ثقافياً وأدبياً خالصاً تمثل في احتضان المحافظة لفعاليات ملتقى فرسان الشعري الأول ضمن روزنامة مهرجان شتاء جازان 2022 تحت شعار (هذه أيامنا). الملتقى ضم رموزاً في الشعر والثقافة والأدب والإعلام يتقدمهم معالي الوزير السابق لوزارة الثقافة والإعلام الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجه، والدكتور عبدالعزيز السبيل رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأمين العام لجائزة الملك فيصل. وشرف حفل الافتتاح محافظ جزر فرسان الأستاذ عبدالله محمد الظافري، وأعيان ومشايخ وأهالي فرسان من متذوقي الشعر والأدب. في البدء استهلت الإذاعية دعاء أبو طالب حفل الافتتاح بالترحيب بالحضور، واصفة جمال الزمان والمكان وقيمة الشعر فيه، بعدها ألقى رئيس لجان شتاء جازان الدكتور إبراهيم أبو هادي كلمة رحب فيها بضيوف الملتقى، الذي جاء مواكبًا لمكانة جزيرة فرسان الثقافية والأدبية، ومكانتها التاريخية وإرثها الحضاري، معتبرًا الملتقى واحدًا من أبرز فعاليات مهرجان شتاء جازان. فيما أعرب مدير الملتقى الشاعر عبدالله مفتاح عن تقديره لكافة المشاركين على قبول الدعوة والحضور إلى فرسان، مشيراً إلى أن هذه الخطوة هي امتداد لتجربة سابقة خاضتها فرسان قبل فترة مضت تمثلت في دعوة رواد الثقافة في المملكة. ثم بدأت أمسية الرواد الشعرية والتي جمعت الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة والشاعر الأستاذ إبراهيم مفتاح، وأدارها الشاعر والإعلامي موسى محرق، حيث استهل محرق بتقديم إضاءة باذخة لفارسي الأمسية، أنشد بعدها عبدالعزيز خوجة قصيدته الأولى التي حاكى فيها جمال جزيرة فرسان فيقول: رقصت مع الأكوان أوردتي.. والخافق الولهان لي وتر رست مع الأنسام بسمتها.. فيها تجلى الحب والقدر وقدم نصاً آخر بعنوان (الحقيقة).. فيما أنشد الشاعر إبراهيم مفتاح نصه الوطني الشهير (وطن على صدور الأوسمة)، الذي يقول فيه: هذه المفاتن في عينيك تأتلق وفي لحاظك هذا السحر والألق ثم قرأ نص (مَا لمْ تَقلهُ المرَايْا): أشعل مدادك يكفي حبرنا الورم وما به تتخم الأوراق والقلمُ أشعل مدادك وجه الصحو منطفئ وغادة الشعر ثكلى والحروف دمُ ثم قرأ نصاً بعنوان (الزهرة والتعلق بالتراب)، أعقبه بنص (من وحي السبعين). أما الأمسية الثانية، فشهدت مشاركة الشعراء: أحمد السيد عطيف، وحسن الصلهبي، والدكتورة مستورة العرابي، ومحمد يعقوب، وجاسم الصحيح، وأدارها الشاعر علي الأمير، وبدأ. أحمد السيد منشداً نصوصه الشعرية: (دعد) و(سكر الأيام)، و(أرحنا على شعر)، فيما ألقى حسن الصلهبي نصوص: (أجنحة الحلم) و(شهوة النار) و(العراف. هسيس). بينما ألقت الدكتورة مستورة العرابي عدداً من نصوصها من بينها: (لا تشبه الأسماء) و(لاتنتظر شيئاً) و(الضوء يشبهني) و(نافذة)، فيما أنشد الشاعر جاسم الصحيح في الأمسية قصائد: (العابر في التآويل)، و(ما وراء حنجرة المغني)، ليختتم الشاعر محمد إبراهيم يعقوب الأمسية بنصين هما: (قميص لأوراق بيضاء) و(فرسان) التي يقول فيها: دعي ارتباكي وضميني على مَهَلِ يا عذبة الروح يا بحرية المقلِ تركت خلفي هوى جازان مرتجلاً وجئت وحدي بقلبٍ غير مرتجلِ أجيء يا فرسان الحب ليس معي إلا اشتياقٌ وبعض الشوق لم يصلِ ليتواصل هذا التدفق مع قوافي الشعر بشتى صوره في مساء آخر مع سيدة الماء «فرسان» وهي تغازل فرسان الشعر في ليلتهم الأخيرة توجت بحضور وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله الصقر، الذي حضر احتفاء بالشعر والشعراء، لتأتي الأمسية الثالثة بإدارة الدكتورة عائشة الشماخي وبحضور الشعراء: د. محمد حبيبي، ود. مها العتيبي، وحسن الزهراني، ومحمد عابس، وإبراهيم زولي، حيث أنشد حبيبي قصائد: (الفل، عصاري، نحت، انتظار).. وتحضر الدكتورة مها العتيبي الأمسية بقصيدتيها (وشوقه أنواء) و(غواية التيه)، اأما الشاعر حسن الزهراني فقد أنشد نصوص (فرسان)، و(التباس - أن _ س _ أن)، ثم نصاً بعنوان (خلاص)، أما الشاعر والإذاعي محمد عابس فقرأ أربعة نصوص: (تداخل والبحر)، و(حالات عاشق) و(رحيق المدى) و(ختم). واختتم آخر فرسان الأمسية الثالثة الشاعر إبراهيم زولي بقراءة ثلاثة نصوص: (تجليات الفتى الأسمر) و(الرؤيا) و(ختم)، و(غاب سرب العذارى). أما الأمسية الرابعة والأخيرة فشارك فيها كل من: الدكتور أحمد التيهاني، وعلي الأمير، ونادية البوشي، وعلي الحازمي، وأدارتها الدكتورة فاطمة اليأس. في البدء أنشد التيهاني نصوص (يموت المغني) ثم (بي عنك) و(حقرة ونشيدة) وختمها بنص (بتلار)، فيما أنشد الشاعر علي الأمير نصوص: (آخر ما قاله لعنتره العبسي) و(أرح جوادك إن الحي قد خذلك)، و(ردي الصباح)، أما الشاعره نادية البوشي فقد ألقت نصاً بعنوان: (رؤى في فجرٍ يتراءى) و(تاءُ الحياةِ المقصورة) و(توقيعات على أفق آت)، ليختتم بعدها الشاعر علي الحازمي الأمسية بنصوص: (شارع في جدار) ثم ( زواج الحرير من نفسه)، و(أنا كثير في غياب أحبتي). لتختتم بذلك الفعاليات الثقافية للملتقى الذي تحولت معه فرسان إلى مدينة شعر خلال ليال من الجمال والتألق والإبداع تخللتها جولات سياحية وثقافية وأخرى اجتماعية.