من يتأمل ما حظيت بها محاور عمل مختلف أجهزة سلطات الوطن التشريعية والقضائية والتنفيذية ومنظومات قطاعاته الاقتصادية والصناعية والمالية خلال السنوات القليلة الماضية من نقلة نوعية تنظيميا واستراتيجيا، لا بد أن يصاب بذهول حجم الإنجازات، وكيف استطاعت هذه البلاد أن تحقق هذا القدر من الرقي والتقدم في سنوات وجيزة جدا ما تعجز الأمم عن تحقيقه في عقود من الزمن. السر يكمن في وجود قيادة واعية بلورت أساس حكمهما الرشيد على مر العهود السابقة لتحقيق كل ما من شأنه أن يصب في تنمية الوطن ورفاهية المواطن، وجسدت معالم قيم أهدافها السامية القيادة الحكيمة في هذا العهد الميمون بالإصرار والعزم على التأسيس لمرحلة جديدة ودولة عصرية تساير المتغيرات وتلبي الطموحات وتحقق التطلعات لمستقبل أفضل لهذا الوطن الغالي وشعبه الأبي. وغني عن الذكر أن الازدهار والنماء ليس له أن يتأتى بدون توفر الأمن والاستقرار، لما له دور رئيس في نمو المجتمع وتطوره وازدهار مقومات العيش فيه والدفع بعجلة التنمية والتقدم الاجتماعي والتطور الاقتصادي؛ وهنا يبرز أهمية الدور الفاعل، والصادق للمواطنين، والمواطنات، للمشاركة في دعم مسيرة الإصلاح، والتنمية، والمحافظة على مكتسبات الوطن، وبما يتمتع به شعب المملكة من حس ديني وسطي، وانتماء وطني أصيل، ووعي اجتماعي مسؤول، باعتباره خط الدفاع الأول عن أمن، واستقرار الوطن، وبالتصدي لكل ما من شأنه أن يهدد كيان الدولة، ووحدة الوطن، وتآلف الشعب فيما بينه، ومع قيادته في زمن كثرت فيه التحديات، والفتن، التي تهدد أمن الأمتين العربية والإسلامية وأمن مكتسباتهما التنموية. وطن شامخ وعهد زاهر وقيادة حكيمة يقود أساس حكمها المتين والراسخ ملك استثنائي، ويرسم معالم مشروع نهضتها الحديثة ولي عهد طموحه عنان السماء، كيف لا والوطن محور مشروعاتها والإنسان السعودي مرتكز لجهودها وبرامجها وهدف لخططها واستراتيجياتها، فما نراه ونعايشه ونقرؤه يوما بعد يوم سواء بلغة الأرقام والإنجازات والتصنيفات العالمية عن تطور مراحل رحلة التطوير ومسيرة التغيير عما يعيشه وطن الشموخ والطموح من رخاء ورقي وتقدم، وما نشاهده من حراك محوري ومبادرات متنوعة على كافة الصعد، يعكس نجاح ما يعيشه الوطن من مرحلة غربلة استراتيجية متعددة المسارات والمحاور، ويؤكد العزم والمضي في هذا المشروع بخطى ثابتة وراسخة وقيادة متمكنة، وهو ما يبعث على الاطمئنان تجاه تحقيق رؤية الوطن الواعدة أهدافها بحلول العام 2030.