الكتابة عن الرموز والأيقونات الوطنية، كتابة لا تُشبهها كتابة، وتحليق عالٍ لا تحده سماوات الخيال، فهؤلاء المغامرون الرائعون "علامة فارقة" طُبعت ثابتة في جبين الخلود على مر العصور. والأيقونات والشخصيات الوطنية التي ساهمت في صنع الكثير من البدايات الأولى لمستقبل وازدهار الوطن، تستحق الشكر والتكريم من كل الفئات والجهات، لأنها تحملت وواجهت الكثير من الصعوبات والتحديات، واستطاعت بصبرها وإخلاصها التميز والتفوق في مختلف الصعد والمستويات. وهذه الرموز الوطنية الملهمة، رغم إنجازاتها وإبداعاتها المتنوعة والمتعددة، ليست شخصيات خارقة أو محظوظة، كما يظن الكثير، ولكنها قررت من صميم حدسها وقوة تحملها، بأن تكون اسماً مهماً في "دفتر الخلود" وأن تكون رقماً ثميناً في "خانة المجد". ففي كل زمان ومكان، عانت هذه الأيقونات والرموز من الفقر واليتم والبؤس والجوع، وواجهت الفشل والهزيمة والسقوط، لكنها كانت في كل مرة تشحن ذواتها ببريق الأمل وتستفز خيباتها بمشاعل الصمود وترسم وجهتها بقوة الإرادة. وتُعدّ قصص ومواقف الناجحين والملهمين في كل الثقافات والأعراق، أشبه بفنار تسترشد به الأجيال الطامحة لصنع الإنجازات والإبداعات التي تُخلّد ذكرها وتُعلي من شأن أوطانها ومجتمعاتها. الكثير الكثير من تلك القصص الملهمة التي تغوص في أعماق أبطالها الذين راهنوا على صبرهم وتحملهم وتسلحوا بجسارتهم وتمردهم، فتخطوا الصعوبات والعقبات وانتصروا في كل المواجهات والتحديات. في هذا العهد الزاهر الذي يعيشه وطننا العزيز بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، يحظى هؤلاء الرواد والرموز بكل الاهتمام والعناية، تثميناً وتقديراً لكل ما قدموه من تضحيات وإنجازات صنعت تنمية وازدهار هذا الوطن العزيز الذي يفخر بكل رواده ورموزه. ويُمثّل التكريم والاحتفاء بالرموز والأيقونات الوطنية التي خدمت وضحت من أجل وطنها، ثقافة رائدة وقيمة سامية، خاصة حينما يكون هؤلاء الرموز على قيد الحياة، فهي تعني الكثير لهم ولأسرهم، بل ورسالة ملهمة لكل الأجيال التي ستستشعر الفخر والإعجاب بوطنها الذي يعشق رواده وأيقوناته. ويبدو أن الوقت قد حان لوجود جائزة وطنية كبرى تُقام كل عام، لها فروعها ولوائحها وآلياتها، لتكريم الرموز الوطنية الملهمة.