تُفاخر الأمم والشعوب، القديمة والحديثة، بما تملك من رموز وأيقونات ساهمت في تنمية وازدهار أوطانها على مختلف الصعد والمستويات، لأنها أي تلك الأمم والشعوب أيقنت بإن الإنجازات والإبداعات التي قدمتها تلك الرموز والأيقونات تستحق أن تسكن صفحات الفخر والمجد على مر العصور. والتكريم والتقدير لكل من أعطى وبذل من أجل وطنه ومجتمعه، من أجمل الصفات التي تتحلى بها الأمم والشعوب الذكية التي تعرف جيداً كيف تُقابل سيل "العطاء" بوابل من "الوفاء"، وتلك هي المعادلة الناجحة التي أثبتها التاريخ وأكدتها التجارب. وتُمثّل "ثقافة التكريم" في ذاكرة الوطن، علامة مضيئة تستحق الإعجاب والفخر، بل هي "رسالة ذكية" تقرأها الأجيال المتعاقبة لتعرف قيمة ومكانة الوطن الذي يحتفي برواده ورموزه. إن الرموز والأيقونات في كل الأوطان والمجتمعات، هم طاقاته المتدفقة وثرواته الألقة التي تستحق أن تُزيّن بأسمائها الشوارع والميادين والقاعات والملاعب والمدارس، لأنها الكنوز الوطنية والثروات الحقيقية التي لا تُقدر بثمن. وإن تاريخ وطننا الرائع، القريب والبعيد، يزدحم بقوائم ملهمة من الأوائل والرواد الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل رفعة وسمو هذا الوطن العزيز، فمن حقهم علينا أن نستذكر حياتهم الملهمة ونستحضر إنجازاتهم القيمة، لتكون قصصهم الرائعة على كل لسان، بل وتسكن كل قلب. وفي مثل هذا العصر الحديث الذي يمتلك كل هذه القدرات والإمكانات الهائلة لوسائط ووسائل التقنية الحديثة بمختلف أشكالها وشبكاتها ومنصاتها، آن لهذه الرموز والأيقونات الملهمة أن تحضر بقوة في ذاكرتنا الوطنية، لتكون نبراساً وقدوة لكل الأجيال الشابة التي يزخر بها الوطن. الكل بلا استثناء، مطالب بتكريم وتقدير الرموز الوطنية المخلصة التي صنعت هذا الوطن. لقد آن لمناهجنا وذاكرتنا وإعلامنا ومحافلنا ومهرجاناتنا وكل فعالياتنا المختلفة أن تحتفي بهذه الرموز والشخصيات، ولكن كم هو رائع بل وضروري أن تُكرّم هذه الرموز والأيقونات الملهمة وهي على قيد الحياة، لا أن تكون مجرد أسماء وصور وذكريات. ما أجمل أن تحضر "قوائم الفخر" التي تزدان بكل الرموز والشخصيات التي ساهمت في بناء وتطور هذا الوطن العزيز، لتُذكي ثقافة التكريم والتقدير روح الإخلاص والتميز والمنافسة بين كل أجيال الوطن.