اطلعت على موضوعكم والذي جاء تحت عنوان (لا لسياحة الأعضاء) في موضوع مهم وجدير بالنقاش وطرحه لما له من الأهمية وتوعية المرضى والمتبرعين والحذر كل الحذر من مافيا بائعي الأعضاء وأساليبهم الملتوية وغير الإنسانية، ويستفيد منها الأغنياء على حساب الفقراء، وتلقى تجارة بيع الأعضاء البشرية للأسف ازدهاراً متنامياً وكبيراً في العالم مع غياب القوانين والتشريعات المنظمة لها مما صعب كشف تجارتها المحرمة والتي تتم بطرق ملتوية وغير آمنة مما مكنها من الانتشار حتى أصبحت سوقاً مفتوحاً وتجارة رائجة لمن يستغلون حاجة المريض والمتبرع معاً وهناك فرق بين التبرع الإنساني الذي يرجو وجه الله والثواب وبين التبرع القسري الذي تفرضه حاجه المتبرع للمال واستغلال من قبل عصابات مافيا بيع الأعضاء البشرية ويأتي الاستغلال الأبشع للفقراء والمحتاجين وأصحاب الحاجة مما ساعد في انتشار هذا السوق الوبائي للأعضاء بالعالم وشجع المافيا والعصابات المرتبطة بها على زيادة أفرع تخصصاتها في الأسواق الدولية وتجارة الأعضاء البشرية سمحت للمنظمات والعصابات الأخرى بالعبث في أرواح الناس وتهديد حياة الآمنين مما ساعدت بعض المستشفيات المشبوهة بالدول الفقيرة بسرقة أعضاء مرضاها خاصة الكلى وأنشأت سوقاً للبيع والشراء ولولا وجود المشترين والمراكز الطبية المتعاونة معهم لما استطاعوا تنمية تجارتهم وكسر سطوة القانون وبالتأكيد المتاجرة غير الشرعية بالأعضاء يؤثر سلبياً على خطط تنظيم عمليات التبرع الإنساني ونقل الأعضاء عالمياً وفق القنوات الرسمية وجاء تحذير المركز السعودي لزراعة الأعضاء من تلك العصابات وتحذيراً للمرضى من التجاوب مع الدعوات المشبوهة من أشخاص أو منظمات لتوفير عمليات زراعة بعض الأعضاء خارج المملكة وكشف تعرض الكثير من المرضى السعوديين لعمليات الغش والخداع بدعوى توفر بعض الأعضاء حتى أصبحوا ضحايا لتلك العصابات، وطالب المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالتوجه نحو الجهات الصحية الرسمية في المملكة واتباع الطرق النظامية للحصول على تلك الأعضاء من خلال المركز أو الهيئات الطبية المعتمدة بالمملكة ساعدها بذلك حملات التبرع الشرعي والقانوني مما قلل من السفر خارج المملكة والوقوع في أيدي لصوص بائعي الأعضاء البشرية وتأتي جهود مراكزنا الطبية وعلى رأسها المركز السعودي لزراعة الأعضاء وتجاوب الدولة مشكورة مع طلبات المرضى المستجدة والمحتاجين لتلك الأعضاء وإيجاد بدائل شرعية وقانونية لعمليات شراء الأعضاء وهي لا تحتاج إلا لنشر ثقافة التبرع بأعضاء المتوفين دماغياً والتبرع في حال الوفاة وتفعيلها حتى نصل بإذن الله إلى الاكتفاء الاحتياجي من تلك الأعضاء بالطرق السليمة والآمنة. أخيراً شكراً لمحررنا الكريم على هذه الموضوعات المهمة والتي نحتاج لمعرفة الكثير عنها؛ فللأمانة "صفحة الرأي" مبدعة ورائعة ومتابعة من الجميع، ومحرر صنع التميز والنجاح وأعطى هذه الصفحة وهجاً وقيمة والبحث عنها صباح كل يوم. سلطان علي عناز الأيداء