تناولت الجلسة التي عُقدت أمس بعنوان "كيف يمكن للحوكمة الأفضل إيجاد المزيد من الاستدامة" ضمن أعمال منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار -التي شاركت فيها صاحبة السمو الأميرة نوف بنت محمد بن عبدالله رئيسة مجموعة تواصل المجتمع المدني (C20) الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الملك خالد، ورئيس مجلس إدارة بارتنرز غروب تشارلز دالارا، ورئيس الوزراء السابق بكندا ستيفن هاربر، ورئيس الامتثال والحوكمة بصندوق الاستثمارات العامة رانيا نشار- ازدهار ريادة الأعمال في عالم ما بعد كوفيد-19، وفشل الكثير من الشركات خلال تلك الفترة. وأكد المشاركون في الجلسة أن جائحة كوفيد-19 سرّعت وتيرة اقتصاد الوظائف المؤقتة، كما وضعت ضغوطا كبيرة على الشركات الصغيرة أيضاً عواملُ السوق التي تحمل تأثيرات كبيرة، مشيرين إلى تغاضي دور الحكومات عن ذلك. وأوضحوا أنه يجب إيجاد أنظمة إدارية لدعم نجاح الأعمال التجارية في المراحل المبكرة والاستفادة من الدروس التي تقدمها الشركات الكبيرة التي تروج للحكومة لتحقيق إدارة أفضل بين الشركات في المراحل المبكرة ورجال الأعمال وزيادة الاستدامة والنمو الاقتصادي. ومن جهة ثانية أكد الرئيس الغابوني علي بونغو خلال مشاركته في مبادرة مستقبل الاستثمار المقامة حالياً بالرياض أن العلاقة القائمة بين المملكة والغابون تمتد لما يقارب أربعة عقود، متمنياً أن تدوم وتزدهر هذه العلاقة بين البلدين؛ لتكون نموذجاً يمثل العلاقة بين الشرق الأوسط وأفريقيا. وكشف أن بلاده ملتزمة بالاقتصاد الأخضر، ومعالجة النفايات وانبعاثات الكربون، ودعم الزراعة وبيئة الأعمال، ودور القطاع الخاص وجميع المجالات الأخرى، إضافةً إلى أبرز التحديات الاقتصادية والمناخية التي تواجه بلاده ودول العالم، وأهمية وضع الحلول لها من أجل أجيال المستقبل، مشيراً إلى أن رؤية المملكة 2030 مثلت خريطة واضحة بقوتها، وأن بلاده تعمل على رؤية خاصة بها. ورأى أن التنوع الاقتصادي سيستمر في مواجهة تحديات أوسع بخصوص التكيف مع التغير المناخي وتوفير الموارد المطلوبة لذلك، مبينا أنه لأكثر من عقد من الزمن فإن بلاده ملتزمة بأن تصبح اقتصاداً يضرب به المثل في الاقتصاد الأخضر. وعلى هامش مبادرة الاستثمار وقع صندوق التنمية السياحي اليوم، مذكرة تفاهم مع "إنيسمور" لبحث إطلاق صندوق استثماري برأس مال قدره 1.5 مليار ريال سعودي بهدف تطوير أكثر من 12 فندقاً في المملكة من فئة "لايف ستايل"، التي تستهدف محبي السياحة الترفيهية وتوفر مجموعة متنوعة من المرافق الترفيهية وتجارب الطعام المميزة، برعاية معالي وزير السياحة رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية السياحي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب. وجرى توقيع مذكرة التفاهم خلال الدورة الخامسة من مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، حيث قام رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق "أكور" سيباستيان بازين، والرئيس التنفيذي لصندوق التنمية السياحي قصي الفاخري بتوقيع المذكرة، بحضور شاران باريشا وقورا بوشان، الرئيسين التنفيذيين بالشراكة مع شركة "إنيسمور". وبموجب مذكرة التفاهم، سيقوم صندوق التنمية السياحي بتحديد المواقع وتوفير خيارات التمويل لهذه المشاريع بينما تقوم "إنيسمور" بالمشاركة من الناحية المالية وتصميم وتشغيل المشاريع تحت مجموعة من علاماتها التجارية لفنادق "لايف ستايل"، وسيقوم مجلس إدارة الصندوق المزمع إنشاؤه بتحديد المدة الزمنية لتنفيذ المشاريع المستهدفة. وتعد "إنيسمور" التي أُسِّست في العام 2021م كمشروع مشترك بين مجموعة الضيافة العالمية "أكور" ورجل الأعمال شاران باسريتشا، أكبر شركات الضيافة العصرية على مستوى العالم والأسرع نمواً، حيث تضم محفظتها 87 منشأة عاملة على مستوى العالم و141 فندقاً قيد التطوير، وستستهدف استثمارات الصندوق المعتزم إنشاؤه الوجهات الرئيسة المحددة في الاستراتيجية الوطنية للسياحة بما فيها الرياضوجدة والمنطقة الشرقية وعسير والعلا والطائف والمدينة والباحة وحائل والجوف، حيث من المتوقع لفنادق "لايف ستايل" الجديدة أن توفر ما يقارب 2،000 غرفة فندقية وتضيف قيمة كبيرة للمعروض السياحي في المملكة. ويواصل صندوق التنمية السياحي توفير فرص جديدة لمستثمري القطاع الخاص في قطاع السياحة المحلي، ومواءمتها مع جهود السياحة المستدامة في جميع أنحاء المملكة، حيث يركز الصندوق على حماية البيئة ودعم المجتمعات المحلية. ويلتزم كل من صندوق التنمية السياحي و"إنيسمور" بتوظيف وتدريب وتطوير الكفاءات السعودية، وتوليد ما يصل إلى 3،000 وظيفة من خلال هذه الاتفاقية. ويأتي تعزيز العلامات التجارية للضيافة العصرية "لايف ستايل" متماشياً مع إستراتيجية المملكة لتوفير خدمات سياحية تسهم في بناء علاقات عميقة مع السياح الدوليين والمحليين عبر التركيز على القيم المشتركة والتصاميم الفريدة وتجارب المطاعم التراثية الأصيلة. وقال الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية السياحي قصي الفاخري: "إن مذكرة التفاهم تعد خطوة مهمة في مساعي الصندوق لتمكين مستثمري القطاع الخاص من اغتنام الفرص الاستثمارية الهائلة في قطاع السياحة السعودي المتنامي"، مشيراً إلى أن الصندوق المعتزم تأسيسه سيعمل على توجيه استثمارات القطاع الخاص إلى مختلف مناطق المملكة بهدف إثراء تجارب الزوار وتعزيز قيمة المشاريع الإستراتيجية عبر علامات ضيافة عالمية شهيرة. وبيَّن الفاخري أن المشاريع السياحية الجديدة ستشكل وجهات ضيافة فريدة من نوعها للزوار والمقيمين، حيث ستوفر مجموعة متنوعة من العروض الترفيهية وتجارب الطعام المميزة، فضلاً عن توفيرها مساحات عمل مشتركة للضيوف. وأكد الفاخري بأن هذه الفنادق ستولي أهمية كبيرة لمعايير الاستدامة مع التزامها بالعمل على حماية البيئة ودعم المجتمعات المحلية. يذكر أن صندوق التنمية السياحي تأسس في يونيو 2020م برأس مال قدره 15 مليار ريال لحفز نمو قطاع السياحة في المملكة. ويعمل الصندوق على توحيد جهود منظومة السياحة وشركائه -من مؤسسات التمويل والمشغلين ومزودي الخدمات- لتعزيز التجربة الاستثمارية، وتسهيل وصول شركات القطاع الخاص إلى الفرص الاستثمارية على امتداد مناطق المملكة التي تتميز بتنوعها الطبيعي والجغرافي والثقافي.