«على أرض تنبت باللون» تذكرت مقولة لغادة السمان.. وهي تسافر بنا بكلماتها في رحلة من رحلات سفرها التي لا تتوقف إلا لتبدأ من جديد.. تقول غادة: «قد يكون ضروريًا أن تظلَّ هنالك أسئلة لا جواب لها كي نستمر في الحياة والكفاح والبحث». هذا ما خطر لي وأنا أتحرك بين لوحات الفنانة شادن التويجري تباعدت تلك المسافات رغم اقترابها، أفزعني التباعد والتوقف وساعات الانتظار رحت أبحث في أقلامي عن سطر أكتبه ... بعثرت ألواني وأنا أحاول ترتيبها من جديد، لعلي أجد ذلك اللون الذي ظل يلازم تفكيري لأبدأ به فكرة لوحاتي التي سأرسمها الآن... بدأت جولتي في معرضها كسائح يتجول في رحلة عبقت فيها رائحة الألوان الحارة رغم أن شفافيتها ملأت المكان بعبق يشبه رائحة زهر الليمون... وجدتني أتتبع اللون... والموضوع... ثم الرمز الذي بدا متواريًا في فضاء اللوحة... وبعد أن عبرت مسافات لونية وجدت اختلافًا يتحرك مع الذائقة فهي شفافة حينًا... وأعمق لونا حينًا آخر. بعد أن نثرت اللون في تفاصيل بعثرتها على أرض اللوحات مرات، لتتراجع وتجمعها من جديد في سمة تؤكد بها هويتها. ضمن تلك التقسيمات الرباعية... والتي كانت أشبه ماتكون... بمثابة خارطة طريق لها في الغالب من لوحاتها. قد تتغاير حجمًا ولونًا... وقد تتكرر بلا ملل... وفيما أتابع تجوالي في محيط ذلك الزخم اللوني وجدتها رقيقة هادئة. تبعث روحها وهي تستقبل رواد معرضها تشعرهم بالأنس وكأنها تعرفهم جميعًا لتعبر معهم في دقائق مساحة من مساحات الحياة. تحلق بالمتلقي ليعيش المواجهة على أرض اللوحات... التي تنبت باللون الأسمر مثلته في ملامح السيدات السمراوات يجمعن شعرهن ككرة تنس في أعلى الرأس ليتكامل الشبه بينهن.. وبين رفيقات يتجاورن في لوحات تحكي قصة ملامح قادمة من جمال الأبنوس الأسمر.. ودلال تتمايل به حواء لتمثل روح الحياة.. ثم تتركك تتجول بحرية لتعيش مرة ثانية عبر خطوط شخوصها عن الحياة منذ البدء في لوحة مثلت بها رغبة الخلود عبر تفاحة وعدة زهرات «الفنانة شادن التويجري» تحلق بالمتلقي ليعيش مواجهة المضمون على أرض اللوحات التي تنبت باللون. من أعمال شادن التويجري شادن التويجري