بورتريه زيتي من أعمال فاطمة المحسن فاطمة المحسن فنانة وناقدة جمعت بين الكتابة والفن التشكيلي.. كتبت فأبدعت ورسمت فأجادت.. فوجدت الطريق أمامها ممهداً لارتقاء سلم الابداع والنجاح.. فحلقت عالياً تنثر الألوان، وتنشر الحروف زهوراً وفكراً.. التقيناها وتركنا لها الحديث عن تجربتها في عالم الفن.. فتجولت بنا في محطات مهمة من مشوارها الإبداعي: أبعاد إنسانية في البدء تسلط الضوء على نهجها في الرسم وتقول: (أرسم بورتريهات ذات أبعاد إنسانية، أحاول فيها موازنة القلق الوجودي مع الرؤى الجمالية، دون استنساخ الخصائص اللونية أو البنى أو التراكيب بين اللوحات). وجهات نظر وعن كيفية تعاملها مع الألوان تبين المحسن وتضيف: "أتعامل مع الألوان كما لو كانت وحهات نظر حول مواضيع متعددة عبر خطوط دقيقة وضربات ناعمة للفرشاة لخلق استعارات للواقع، وذاك الواقع الذي أنشأه في اللوحات مطعم بسريالية خفيفة مقصودة ومخطط لها، وهي استفزاز لكل المفاهيم الراسخة في الفن، واستدراج للمتلقي للنظر والتأمل من زوايا مختلفة". قفزات سريعة وحول التحولات والنقلات النوعية التي حدثت خلال مشوارها تقول: "حققت في الرسم الزيتي قفزات سريعة معتمدة على أدوات معرفية وخبرات إنسانية، ورغم هذه القفزات تظل لوحاتي هادئة ظاهرياً، فيما ينطوي جوهرها على حياة معقدة حاشدة بالهواجس والاعتراضات، وبعيدة كل البعد عن التأطير في طابع محلي وهوية جغرافية". وعن حبها للألوان وكيفية تعاملها معها تقول: "أحب الألوان بلا مبالغة ولا تقشف، وأحبذ أن يأخذ اللون فرصته الكاملة ليروي قصته دون مقاطعة من لون مجاور". وتؤكد المحسن عدم لجوئها لتصنيف طريقتها في الرسم وتضيف: "لا أصنف طريقتي في الرسم تصنيفاً قاطعاً وأميل إلى المرونة في توصيفها، وأترك خطوط التماس بين التقنيات والأساليب المختلفة في الرسم شفافة وقابلة للمحو، وأتنقل بينها بسلاسة دون فقدان لمستي الخاصة". ترجمة لونية وفي ختام حديثها تؤكد الفنانة المحسن أنها تعتبر الرسم ترجمة لونية لانطباعاتها وتضيف: "أعتبر الرسم ترجمة لونية واعية لأفكار وانطباعات وانفعالات داخلية وليس ارتجالات لونية خاطفة، والرسم هو لوحات ذاتية للرسام مهما اختلف محتوى اللوحة، ومهما ابتعد موضوعها عن مقاربة ظروفه وملامحه".