في الوقت الذي تبدو أوروبا أكثر تشدداً للاستخدامات الأحفورية من النفط الخليجي بالذات، وسط تعالي صيحات القارة العجوز المعادية لأشكال إمدادات النفوط الشرق أوسطية، والمنادية بسرعة وقف أنواع الوقود المسببة للتغير المناخي، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن أوروبا ثبت بأنها تصدر زيت الوقود عالي الكبريت الأكثر تلويثاً للبيئة إلى الشرق الأوسط بهدف استغلال شدة الطلب في المنطقة مع لهيب درجات الحرارة المعتادة الموسمية. وقالت مصادر تجارية: إن أوروبا كثفت صادراتها من زيت الوقود عالي الكبريت للشرق الأوسط وسط ارتفاع درجات الحرارة وتعافي النشاط الاقتصادي. وقالت شركة "إنرجي أسبكتس" الاستشارية في تقرير للعملاء هذا الأسبوع: "إن درجات الحرارة الحارقة في الشرق الأوسط تطيل الطلب على التبريد"، مضيفة أن الطلب القوي في المنطقة أدى إلى تحسين اقتصادات تصدير الوقود عالي الكبريت من أوروبا إلى الشرق الأوسط مؤخرًا. وقال محللون وتجار: إن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال يدفع المرافق في أنحاء آسيا والشرق الأوسط لحرق زيت الوقود عالي الكبريت الأكثر تلويثاً للبيئة، أكثر من المعتاد لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء خلال الصيف. يسلط التحرك نحو هذا النوع من الوقود الأرخص تكلفة، ولكن الأكثر تلويثًا، الضوء على المشكلات التي تواجهها البلدان النامية التي يتعين عليها أن تتصارع مع اقتصادات انخفاض التكاليف مقابل تلبية معايير خفض الانبعاثات. وقال المحللون: إن الطلب القوي على زيت الوقود المتبقي قد يستمر إلى ما بعد الصيف حيث يكتسب التعافي الاقتصادي العالمي من فيروس كورونا زخمًا، مع ثبات أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية بأكثر من ضعف متوسطها في عام 2020. وقالت سيرينا هوانغ، المحللة الرئيسة لدى "فرتكسا" في آسيا: "مع تجاوز أسعار الغاز الطبيعي المسال الفوري، تتحول محطات توليد الطاقة من الغاز إلى النفط حيثما أمكن ذلك"، ما يسلط الضوء على الطلب القوي على الطاقة في الشرق الأوسط وباكستانوبنغلاديش. وقالت هوانغ: "من المرجح أن ترتفع واردات زيت الوقود أكثر مع استمرار أسعار الغاز الطبيعي المسال في التوجه شمالاً وسط شح أساسيات العرض والطلب". وصلت أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا حاليًا إلى أعلى مستوياتها منذ يناير وأيضًا عند أعلى مستوياتها في هذا الوقت من العام منذ عام 2010 على الأقل. ومن المتوقع أن ترتفع أكثر خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي عندما يزداد الطلب على الغاز الطبيعي المسال للتدفئة. وقال تاجر زيت وقود مقيم في سنغافورة: "إن الغاز الطبيعي المسال المستورد إلى باكستان يعادل الآن نحو 250 دولاراً للطن، وأضاف أنه على أساس السعر الآجل، يتم تداول شحنات الغاز الطبيعي المسال الفورية فوق أسعار زيت الوقود خلال الربع الأول من عام 2022. وقال التاجر: "سنشهد تحولًا غير مسبوق إلى الربع الأول من العام المقبل بالأسعار الجارية"، مشيرًا إلى أن تبديل الوقود يحدث بالفعل في أنحاء آسيا والشرق الأوسط. يحدث استبدال الوقود منخفض الكبريت الأقل تلوثاً، والأكثر سعراً، بالوقود عالي الكبريت الأكثر تلويثاً والأقل سعراً في آسيا والشرق الأوسط، في ظل قدرة المرافق على إيقاف تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالغاز، وإعادة تشغيل الوحدات التي تعمل بالزيت إذا كان فرق السعر واسعًا بدرجة كافية، وتسمح قواعد الانبعاثات المحلية بذلك. وفي جنوب آسيا، تجاوزت واردات باكستان من زيت الوقود هذا العام حوالي 65 ٪ من إجمالي عام 2020، بينما كانت بنغلاديش تفكر في زيادة واردات زيت الوقود بنحو 10 ٪ في السنة المالية التي تبدأ في الأول من يوليو. وقال مصدر بمرفق في بنجلاديش: "بالنسبة إلى ذروة الطلب على الكهرباء في بنجلاديش، فإن الوقود عالي الكبريت هو خيار أفضل اقتصاديًا". فيما تعرضت إمدادات زيت الوقود لقيود بالفعل بعد أن خفض منتجو الشرق الأوسط إنتاج النفط الخام عالي الكبريت لتلبية أهداف الإمداد التي حددتها أوبك+، كما خفضت المصافي إنتاج الخام. وقالت إنرجي أسبكتس: إن حريقًا في منصة بحرية مكسيكية للخام الثقيل في أواخر أغسطس، من المتوقع أيضًا أن يحد من إنتاج زيت الوقود.