اعتبرت رئيسة «وكالة الطاقة الدولية»، ماريا فان دير هويفن، أن أسواق النفط العالمية لا تزال تتلقى إمدادات كافية على رغم فقدان نحو مليون برميل يومياً من الخام من إيران بعد فرض عقوبات أميركية وأوروبية. ولفتت إلى أن الإمدادات كافية على رغم فعالية العقوبات في تقليص صادرات النفط الإيرانية. وأشارت إلى أن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة في أعقاب الهجمات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة لم يؤثر حتى الآن في توقعات وكالة الطاقة المتعلقة بالعوامل الأساسية لسوق النفط. وظل خام القياس الأوروبي «برنت» فوق مئة دولار للبرميل في معظم هذا العام نظراً إلى المخاوف من تعطل الإمدادات، بعدما فرضت الولاياتالمتحدة وأوروبا عقوبات على إيران في محاولة لإجبار طهران على التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل. من جهة أخرى، استبعدت فان دير هويفن أن يدفع انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة نظراً إلى ازدهار الغاز الصخري، الأسعار للتراجع في أوروبا أو آسيا. الأسعار إلى ذلك، ارتفع النفط مقترباً من 110 دولارات للبرميل إذ عزز تصاعد العنف في الشرق الأوسط المخاوف على أمن إمدادات النفط ووسط آمال متزايدة في تفادي أزمة موازنة أميركية. ويستبعد محللو الأخطار أن تؤدي المواجهة بين إسرائيل وغزة لصراع أوسع نطاقاً في المنطقة لكن المستثمرين يساورهم قلق لعلمهم بأن حروباً سابقة في الشرق الأوسط أدت إلى حظر نفطي وتعثر موقت في إمدادات الطاقة. وارتفع «برنت» في العقود الآجلة 92 سنتاً إلى 109.87 دولار للبرميل بينما زاد الخام الأميركي الخفيف دولاراً واحداً إلى 87.92 دولار. وقال محلل السلع الأولية لدى «كومرتس بنك» كارستن فريتش: «العنف في الشرق الأوسط يدعم النفط بالتأكيد، والآمال في التوصل إلى حل لأزمة الموازنة الأميركية تدعم أيضاً الأسواق المالية». أعمال الشركات في مجال آخر، ستصدر شركة «أرامكو السعودية - توتال للتكرير والبتروكيماويات» (ساتورب) كميات صغيرة من النفتا العام المقبل لكنها ستوقف صادرات النفتا بالكامل عندما يصبح مجمعها البالغة طاقته 400 ألف برميل يومياً قادراً على إنتاج البنزين وبدء العمل بمعدلات عالية. وألمح تجار إلى أن مجمع «الجبيل» يعتزم استخدام كل إمداداته من النفتا في إنتاج البنزين لتلبية الطلب المحلي المتنامي. وقال تاجر: «هذه مصفاة تصدير لكن خطتهم لم تكن تصدير النفتا التي يحتاجونها لإنتاج البنزين، أستبعد أيضاً أن يصدروا كميات كبيرة من البنزين بسبب الطلب المتزايد عليه». ويتوقع أن تورد «ساتورب» نحو 60 ألف طن من النفتا للسوق الفورية من النصف الثاني من 2013 نظرا لأن رفع معدلات تشغيل وحدة إنتاج البنزين سيستغرق وقتاً على الأرجح. وسيشكل الديزل ووقود الطائرات نحو 54 في المئة من إنتاج مجمع «الجبيل» الجديد بما يقدر بحوالى 11.4 مليون طن سنوياً. وأوضحت مصادر في صناعة النفط أن مؤسسة البترول الكويتية استكملت مفاوضاتها لبيع وقود طائرات بعقود محددة المدة لعام 2013 بعلاوات سعرية مرتفعة عن العام الماضي. وأشارت إلى أن المؤسسة حصلت على علاوة سعرية قدرها 2.25 دولار للبرميل فوق أسعار الشرق الأوسط وهي أعلى بأكثر من 30 في المئة من العلاوة السعرية الحالية التي تبلغ 1.70 دولار. وبالنسبة إلى زيت الغاز حصلت المؤسسة على علاوة سعرية قدرها 2.20 دولار فوق أسعار سنغافورة لزيت الغاز القياسي الجديد الذي تبلغ فيه نسبة الكبريت 500 جزء في المليون. وتبلغ العلاوة السعرية الحالية 2.85 دولار فوق الأسعار القياسية لزيت الغاز الذي تبلغ فيه نسبة الكبريت 5000 جزء في المليون. وفي الكويت أيضاً، توقعت الرئيسة التنفيذية لشركة «كويت انرجي» سارة أكبر، تحقيق أرباح صافية وصفتها بالقياسية هذه السنة وإنها تسعى للتوسع في اليمن إلى جانب مصر والعراق. وفي مقابلة أجريت معها في إطار «قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط» قالت أكبر: «أعتقد أن هذه السنة ستكون أرباحنا قياسية لسببين، الزيادة في الإنتاج وأسعار النفط المرتفعة». من جانب آخر، لفتت مصادر نفطية إلى أن «شركة نفط البحرين» (بابكو) أبرمت صفقات لبيع زيت الغاز بعقود محددة المدة في الربع الأول من 2013 بعلاوة سعرية قدرها ثلاثة دولارات للبرميل فوق أسعار الشرق الأوسط. ورأى تجار إن هذه العلاوة للعام المقبل أعلى كثيراً من السوق ما دفع بعض المشترين المحتملين إلى الانسحاب من المحادثات. كذلك، أفادت مصادر بأن «شركة قطر العالمية لتسويق البترول» (تسويق) عرضت نحو 240 ألف طن من وقود الطائرات للبيع في النصف الأول من العام المقبل. وأشارت إلى أن «تسويق» تعرض بيع شحنة واحدة شهرياً قدرها 40 ألف طن للتحميل بين كانون الثاني (يناير) وحزيران (يونيو) 2013. وقال تاجر: «إن تسويق تبيع عادة وقود الطائرات للعام بأكمله، ومن غير المعتاد أن تبيع على أساس نصف سنوي». وأضاف: «من المتوقع أن تتزايد العلاوات السعرية مع تحسن الطلب من منطقة الخليج».