السعودية تشهد طفرة كبيرة على كافة المستويات في عملية تنظيم الحج، أثناء استضافة المسلمين من جميع أنحاء العالم لأداء الفريضة المقدسة، والتيسير على الحجاج، حتى تلاشت مظاهر المشقة والعناء، وأصبح أداء الفريضة آمناً يسيرا، يؤدي الحجيج شعيرتهم بكل سهولة واطمئنان، حيث ازدادت وسائل التكنولوجيا الحديثة، بهدف التيسير على قاصدي الحرمين الشريفين، وظهرت أهمية استخدام وسائل التقنية الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية والخدمات الإلكترونية المتنوعة. هناك تقنيات عديدة مستخدمة هذا العام لإدارة موسم الحج الذي يقتصر على مشاركة 60 ألف حاج وحاجة من المقيمين داخل السعودية، من أهمها (بطاقة الحج)؛ وتحتوي على المعلومات الشخصية والطبية والسكنية للحاج، وتسهم في إرشاده إلى سكنه في المشاعر والتحكم بالدخول إليه وإلى المرافق المختلفة، إضافة إلى دورها في الحد من الحج غير النظامي، وتعمل بطاقة الشعائر عن طريق تقنية اتصال المجال القريب NFC التي تمكِّن من قراءة البطاقة عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية KIOSK المنتشرة في المشاعر المقدسة. كذلك يشهد موسم الحج لهذا العام، تقديم سوار الحاج الذكي "نسك"، الذي يتيح خدمات عدّة تشمل توفير كامل المعلومات حول الحاج، والحالة الصحية (محصّن، محصّن جرعة أولى، محصّن متعافٍ)، كما يتيح متابعة ورصد بيانات الحالة الصحية المتعلقة بقياس نسبة أوكسجين الدم ونبضات القلب، وخدمات طلب المساعدة الأمنية أو الطبية الطارئة. أيضا أطلقت رئاسة شؤون الحرمين، تطبيق "تنقل"، الذي يسهل عملية حجز العربات إلكترونياً في المسجد الحرام، ليوفر لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة من الحجاج سهولة التنقل، كما أنه يتيح عملية شراء التذاكر إلكترونياً والحجز المسبق لتقليل التزاحم على نقاط بيع التذاكر وتسليم العربات، هناك أيضا تطبيق "المقصد"، الذي يتيح للحاج البحث عن أي موقع داخل المسجد الحرام، عبر نظام الملاحة الإلكتروني الذى يحدد موقع حامل الهاتف المحمول، ليتم إرشاده إلى مقصده داخل المسجد، وخارجه بالربط بنظام التحديد العالمي GPS. وتسهيلاً لأداء المناسك وتعريف الحجاج على المشاعر المقدسة، أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق "مناسكنا" الذي يقدم مجموعة من الخدمات على الأجهزة الذكية، التي يحتاجها الحجاج رحلة أداء الفريضة، ويدعم 7 لغات، هي العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الأردو، التركية، الملايو والبنغالية، ويتيح خصائص عدّة، كخرائط مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة. أطلقت أيضا وزارة الشؤون الإسلامية، مشروع التعليم الافتراضي لمناسك الحج والعمرة، بتقنية الواقع الافتراضي، وقدَّمت تقنية "المسار الإلكتروني" لحجاج الداخل لحج هذا العام، وهناك التسليم الإلكتروني لمخيمات إسكان الحجاج بالمشاعر المقدسة، والربط الإلكتروني مع الجهات المعنية لمتابعة بلاغات وأعطال المخيمات. وأطلقت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، "الروبوت الذكي" الذي يستخدم للتعقيم والوقاية البيئية في الأماكن المغلقة، وخدمة الواي فاي التجريبية في عدد من المواقع داخل المسجد الحرام وساحاته. رقمنة موسم الحج ليست فورة وقتية، بل تندرج ضمن خطة تسعى السعودية لتنفيذها ضمن رؤية 2030، بهدف إيجاد حلول رقمية لتنظيم الحشود، والمواصلات، وتسهيل رحلة الحج السنوية، ولكن الطوارئ الصحية عجلت بتنفيذها.. تقبل الله من الحجاج حجهم، ودام عزك يا وطن.