استجابت محكمة الصلح الإسرائيلية، لطلب بلدية الاحتلال في القدس وما تعرف بسلطة الطبيعة استئناف أعمال التجريف في أرض مقبرة اليوسفية في البلدة القديمة. وأفاد المحامي المقدسي حمزة قطينة، أن قرار المحكمة يشمل كذلك السماح بتحويل قطعة الأرض إلى حديقة عامة من أجل ضمان منع المسلمين من استحداث قبور جديدة فيها. وقال قطينة: إن هذا القرار جاء تزامناً مع الهجمة الشرسة على المقدّسات والمقدسيين متجاهلاً وجود عشرات القبور في المقبرة، بما في ذلك صرح الشهداء الأردنيين والعرب في نكبة 1967، ومتجاهلاً حرمة المقابر ومشاعر المسلمين تجاه تهويد مقابرهم. وكانت قوات الاحتلال قد هدمت سور المقبرة والدرج في المدخل المؤدي إليها مطلع شهر كانون الأول 2020 الماضي، وواصلت بعدها أعمال الحفر والتجريف في مقبرة الشهداء، والتي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني، وذلك لصالح "مسار الحديقة التوراتية". وتقع مقبرة اليوسفية شمال مقبرة باب الرحمة وبمحاذاة سور القدس الشرقي، وتتعرض منذ سنوات إلى هجمة إسرائيلية وحفريات، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط. وفي إطار ذلك هدمت قوات الاحتلال سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط وأزالت درجها الأثري أيضا إضافة إلى الدرج المؤدي إلى امتدادها من مقبرة الشهداء، تنفيذاً لمجموعة مخططات إسرائيلية متداخلة، أعدت منذ فترة طويلة. وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي وأقدم على إزالة عشرين قبراً تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967، فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول. وتعتبر أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس، حيث تعج برفات عموم أهل المدينة المقدسة وكبار العلماء، إلى جانب مئات الشهداء منذ بداية الفتح العمري. وتعمل بلدية الاحتلال منذ فترة طويلة على محاصرة المقبرة وإحاطتها بالمشروعات التهويدية والمسارات والحدائق التلمودية على امتداد السور الشرقي لمدينة القدس وبمحاذاة المقبرة، بهدف إخفاء معالم الممرات والمواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة. ويحاول الاحتلال فرض تغييرات جذرية على معالم المدينة المقدسة، كسياسة احتلالية تواجه الفلسطينيين لتنفيذ مخططات الضم والتهويد. من جهةٍ أخرى، حذر مركز مختص بشؤون الأسرى، من أن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يعيشون ظروفاً قاسية جراء موجة الحر الشديدة. وقال مركز "فلسطين لدراسات الأسرى" (غير حكومي)، في بيان أمس الاثنين، إن "الأسرى في سجون الاحتلال يعيشون هذه الأيام ظروفاً صعبة وقاسية للغاية، في ظل موجة الحر الشديد التي تضرب المنطقة، حيث تحولت السجون إلى ما يشبه الأفران الحارة". وأضاف أن "الأسرى الأكثر معاناة من موجة الحر الذين يقبعون في سجون الجنوب وهي (النقب، وريمون، ونفحه، وإيشل)، وتضم ما يقارب من نصف عدد الأسرى، حيث تقع في منطقة صحراء النقب، والتي ترتفع فيها درجات الحرارة والرطوبة إلى معدلات كبيرة". ولفت إلى أن "الغرف التي يقبع بها الأسرى، وخاصة في سجن نفحة، مغلقة من كافة الجهات ولا يدخلها الهواء مع عدم وجود وسائل تهوية كافية". وفي البيان ذاته، حذر مدير المركز رياض الأشقر، من التداعيات السلبية على الأسرى في مثل هذا الظروف المناخية الصعبة، حيث يخشى من إصابة بعضهم بضربات شمس أو حالات إغماء وضيق في التنفس نتيجة درجة الحرارة والهواء الساخن. وأشار إلى أنه "لا يوجد ما يخفف عن الأسرى من وطأة هذا الحر سوى الماء الذى يبللون به ملابسهم بشكل مستمر ويرشونه على أرضيات الغرف والممرات وحتى على فراشهم". وأوضح الاشقر، أن درجات الحرارة وصلت اليوم في سجن النقب الصحراوي إلى ما يزيد على 45 درجة مئوية، الأمر الذي سبب معاناة متفاقمة لهم، ولم يستطيعوا الخروج إلى ساحات الأقسام أو الفورة، وهذه الأوضاع الصعبة تضاف إلى ظروفهم القاسية أصلاً نتيجة ممارسات الاحتلال القمعية، والعقوبات المفروضة عليهم. ونوه إلى أن هذه الأجواء الحارة والجافة في المناطق الصحراوية تدفع بخروج الزواحف والحشرات الخطيرة والسامة، كأفاعي الصحراء القاتلة والقوارض والعقارب، والتي من السهل أن تصل إلى أقسامهم وخيامهم، وتسبب خطراً على حياتهم، في ظل استهتار الإدارة بحياتهم. ودعا المركز الحقوقي المؤسسات الدولية إلى التدخل لحماية الأسرى من تداعيات الأحوال الجوية، والتي تضاف إلى ممارسات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى والتي تزيد من حجم معاناتهم. وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو 5300 فلسطيني، بينهم 40 أسيرة، و250 طفلاً، وقرابة 520 معتقلاً إدارياً، وفق بيانات فلسطينية رسمية.