سيقتصر نشاط رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون ووزير ماليته ريشي سوناك على العمل من مكتب كل منهما، وسيجري فحصهما يومياً باختبار الكشف عن كوفيد- 19 وذلك بعد التأكد من مخالطتهما لشخص أصيب بالفيروس. وقال وزير الصحة ساجد جاويد أمس السبت: إن فحصه أثبت إصابته بكوفيد- 19. وأكد بيان من مكتب رئيس الوزراء الأحد أن جونسون وسوناك تلقيا إخطاراً من وحدة الفحص والتتبع بهيئة الخدمات الصحية الوطنية بأنهما خالطا مصاباً. ويقتضي القانون أن يعزل من يخالط مصاباً نفسه عشرة أيام. غير أن رئيس الحكومة ووزير المالية سيشاركان في دراسة تجريبية تسمح لهما بمواصلة العمل من المكتب والالتزام بإجراءات العزل في غير أوقات العمل. إلى ذلك وفي أعقاب ظهور سلالة "دلتا" لفيروس كورونا في نيجيريا وارتفاع حالات الإصابة وزيادة عدد الأشخاص الذين يتلقون العلاج في المستشفيات، أعلنت الحكومة النيجيرية أمراً "بإنذار أحمر" في ست ولايات في البلاد بالإضافة إلى العاصمة، طبقاً لما ذكرته صحيفة "بريميوم تايمز" النيجيرية الأحد. وجاء في بيان صادر، صباح أمس عن اللجنة التوجيهية الرئاسية حول فيروس كورونا "أن البلاد، ما زالت تشهد مؤخرا مؤشرات مبكرة مثيرة للقلق للموجة الثالثة للجائحة". وأضاف البيان "تحذر اللجنة بأنه يجب على جميع الولايات رفع حالة الاستعداد واستمرار تطبيق جميع البروتوكولات في ضوء انتشار سلالة دلتا على نطاق أوسع". وتابع أن "تلك الخطوات مهمة، حيث نبدأ في رؤية مؤشرات مبكرة مثيرة للقلق لزيادة حالات الإصابة في نيجيريا". التضليل الإعلامي انتقد مستشار البيت الأبيض لشؤون كوفيد- 19 الدكتور أنتوني فاوتشي السبت وسائل الإعلام التي تنشر معلومات مضللة عن اللقاحات المضادة لكورونا، مؤكداً أنه "كان من المستحيل القضاء على مرض الجدري وشلل الأطفال لو وجد التضليل الحالي" حينذاك. وجاء تصريح فاوتشي بعد ساعات من تجاذب بين جو بايدن ومجموعة فيسبوك التي اتهمها الرئيس الأميركي بنقل معلومات مضللة حول اللقاحات و"قتل الناس". ورفضت فيسبوك هذه الانتقادات، مؤكدةً أنها "تنقذ أرواحاً" باتخاذها تدابير تسمح لمستخدمي موقع التواصل، بحسب قولها، بوصول أفضل إلى اللقاحات. وجاءت تصريحات فاوتشي رداً على سؤال طرحه صحافي في شبكة "سي إن إن" حول ما إذا كان يعتقد "أننا كنا تمكنا من الانتصار على مرض الجدري أو القضاء على شلل الأطفال لو كانت فوكس نيوز تحذّر كل ليلة، الناس من مشكلات اللقاحات". وتبثّ قناة "فوكس نيوز" التي دعمت باستمرار الرئيس السابق دونالد ترمب، بشكل مكثّف أخباراً تشكك في اللقاحات المضادة لكوفيد. بعد حملة تلقيح أولى في كافة أنحاء البلاد، تراجعت وتيرة تفشي المرض بشكل كبير في الولاياتالمتحدة، وترتفع حالياً أعداد الإصابات بكوفيد- 19 في الولايات التي تسجّل أدنى معدّلات تلقيح، في وقت تتفشى بسرعة النسخة المتحوّرة "دلتا" الشديدة العدوى. ولم يتحقق الهدف الذي أعلنه بايدن وهو تلقيح 70 % من الراشدين في الرابع من يوليو، يوم العيد الوطني. وتحوّلت الشكوك الأولية في اللقاحات في مناطق أميركية عدة إلى مشاعر عداء، مع تضخيم الأخبار المناهضة للقاحات بنظريات مؤامرة تنشرها بشكل منتظم وسائل إعلام محافظة. من جهته، يأمل الاتحاد الأوروبي في أن يؤتي التشديد الأخير للإجراءات الصحية في بعض الدول الأعضاء ثماره في مواجهة المتحورة دلتا الشديدة العدوى، ويمكن أن يشعر بالارتياح لنقطة واحدة فقط هي تفوقه على الولاياتالمتحدة في معدل السكان الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المضادة للمرض. وبعدما تأخر الاتحاد لفترة طويلة في حملات التطعيم، قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون: إن التكتل "قام بتطعيم جزء أكبر من سكانه (55,5 بالمئة) بجرعة أولى من الولاياتالمتحدة (55,4 بالمئة)". وأضاف "نواصل ونسرّع" حملات التطعيم. وكانت استراتيجية التطعيم الأوروبية التي بدأت ببطء أكبر مقارنة مع بريطانياوالولاياتالمتحدة بسبب نقص الإمدادات الكافية، موضع انتقادات في بداية العام طالت المفوضية الأوروبية التي تولت تنسيق طلبات اللقاح للدول الأعضاء ال27. تظاهرات في إسبانيا، تعهد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز السبت أن يكون نصف السكان قد تم تطعيمهم بالكامل الأسبوع المقبل وكرر هدفه بلوغ نسبة سبعين بالمئة منهم بحلول نهاية الصيف. وفي اليوم التالي لتطبيق حظر التجول الليلي في كاتالونيا، جاء دور جزيرة ميكونوس اليونانية رمز الليالي الاحتفالية لإعادة فرض بعض القيود، بما في ذلك حظر تجول بين الساعة الواحدة والساعة السادسة صباحاً. من جهتها، فرضت فرنسا اعتباراً من منتصف ليل السبت الأحد أن يكون المسافرون غير المطعمين من بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وقبرص واليونان وهولندا، قد خضعوا لفحص كورونا قبل أقل من 24 ساعة، وحتى الآن كانت تقبل فحوص أجريت قبل 72 ساعة باستثناء القادمين من بريطانيا الذين كان عليهم تقديم نتائج فحص أجري قبل أقل من 48 ساعة. كما وسعت فرنسا لائحة الدول "الحمراء" لتشمل بلداناً جديدة هي تونس وموزمبيق وكوبا وإندونيسيا، وسيفرض مجدداً وضع الكمامات في الهواء الطلق في مناطق محددة في شرق البلاد وجنوب غربها. وأثار تشديد الإجراءات الصحية التي أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون الاثنين، توسيع فرض الشهادة الصحية خصوصاً إلى المتاجر والمطاعم والأماكن الثقافية والطائرات والقطارات، إلى جانب التطعيم الإجباري لبعض المهن، غضب جزء من السكان. وخرجت تظاهرات عدة في باريس ومدن كبيرة أخرى للتنديد ب"الديكتاتورية" الصحية التي فرضها على حد قول المحتجين. ومع ذلك، كشف استطلاع للرأي أن هذه التدابير مقبولة من غالبية كبيرة جداً من الشعب الفرنسي. وخوفاً من "الوجود المستمر" في فرنسا لمتحورة بيتا التي رصدت أولاً في جنوب إفريقيا، قررت الحكومة البريطانية إخضاع القادمين إليها لحجر صحي حتى إذا كانوا تلقوا لقاحاً. رعب بيتا "بيتا" واحدة من أربعة متحورات توصف بالمقلقة حددتها منظمة الصحة العالمية، إلى جانب ألفا وغاما ودلتا. وقالت الطبيبة مود ليموان المتخصصة بأمراض الكبد في مستشفى سانت ماري في لندن: "نقوم برفع كل إجراءات التباعد في 19 يوليو وفي المقابل نفرض الحجر الصحي على الإنجليز أو المقيمين الذين تلقوا جرعتي اللقاح عندما يعودون من فرنسا". ورأت أن ذلك يوجه "رسالة ملتبسة جداً للناس". وتثير المتحورة دلتا مخاوف الحكومات من تجدد تفشي الوباء الذي أودى بحياة أربعة ملايين شخص في العالم، ويمكن أن يقود إلى تشديد جديد في نهاية عطلة الصيف. وتتوقع وكالة الأمراض الأوروبية ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات بكوفيد في الأسابيع المقبلة، يصل إلى خمسة أضعاف تقريباً بحلول الأول من أغسطس، لكن الوكالة توقعت ألا يرتفع عدد حالات الاستشفاء والوفيات بالسرعة نفسها بفضل حملات التلقيح. وبالإضافة إلى الأماكن السياحية، تثير التجمعات الكبيرة مخاوف من تفشي الوباء.