سيواجه رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بحلول نهاية الشهر القادم تحدياً خطيراً؛ إذ إن عليه أن يعلن قراره بشأن ما إذا كان يتعين تطعيم الأطفال من سن 12 إلى 15 عاماً باللقاح المضاد لفايروس كورونا الجديد. ويقوم علماء لجنة التطعيم والتحصين الحكومية حالياً بإعداد خيارات لإعانة جونسون على اتخاذ قراره. وسيلتقي علماء اللجنة بقادة وكالة الأدوية البريطانية هذا الأسبوع لبحث المسألة، قبل أن يزودوا رئيس الوزراء بخيارات تتعلق بفوائد، وعواقب تطعيم الأطفال، إلى جانب القضايا الأخلاقية والقانونية التي تتعلق بالأمر. وكانت وكالة الأدوية الأوروبية قررت الأسبوع الماضي الموافقة على تلقيح الأطفال من سن 12 إلى 15 عاماً بلقاح فايزر-بيونتك. وهي خطوة سبقت إليها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية مطلع مايو، ليصبح 17 مليون مراهق أمريكي مستحقين للتطعيم. وذكرت صحيفة «صانداي تلغراف» البريطانية أن العلماء الحكوميين سيقدمون لرئيس الوزراء خيارات، وليس مجرد توصية بما يتعين عليه القيام به، لأن تطعيم الأطفال ينطوي على عدد من المسائل الأخلاقية والقانونية. وقال نائب رئيس اللجنة المذكورة البروفيسور أنطوني هارندن لتلفزيون بي بي سي أمس إن تطعيم الأطفال ينطوي على جوانب عدة، منها أنه معلوم أن الأطفال لا يواجهون خطراً كبيراً من حيث التعقيدات الناجمة عن الإصابة بكوفيد 19. ومنها أنه هل سيتم تطعيمهم لأسباب تعليمية، أم من أجل حماية بقية السكان؟ وهي مسائل أخلاقية لا بد من مواجهتها. وأضاف أن هناك أيضاً قضية تطعيم الأطفال بينما عدد كبير من سكان العالم ليس بمستطاعهم الحصول على اللقاحات. وزاد أنه بينما يستخدم اللقاح للمساعدة في كبح تفشي العدوى الوبائية إلى حد ما؛ إلا أننا لا نعتقد أنه سيكون بمستطاعنا تطعيم الأطفال لمنع حدوث تفش وبائي كبير في المجتمع. وكانت جامعة أكسفورد أوقفت في أبريل الماضي تجارب بدأتها لتطعيم أطفال تراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً؛ بعدما برزت مخاوف من حدوث جلطات دموية لبعض من حصلوا على اللقاح. ويقول العلماء إنهم يدركون أن الأطفال ليست هناك مخاطر بشأن احتمالات إصابتهم بكوفيد 19، لكنهم قادرون على القيام بدور في نقل عدوى الفايروس إلى الآخرين الذين يمكن أن تتردى حالاتهم الصحية نتيجة لذلك. ويرى خبراء كثيرون أنه ينبغي ألا تسارع بريطانيا إلى اتخاذ قرار بتطعيم الأطفال وهم لا يواجهون خطراً يذكر مهما يكن شأن تفشي الفايروس وسط السكان. وفي سنغافورة؛ قالت الحكومة أمس إنها تعتزم إعلان خطة لتطعيم الطلاب أولاً، ثم بعد ذلك إتاحة اللقاح لجميع الأعمار الأخرى، بحسب وزيرة الخارجية فيفيان بلاكريشنان. وكانت سنغافورة أعلنت في السابق عزمها على تطعيم جميع سكانها على الأقل بجرعة واحدة من اللقاحات بحلول نهاية أغسطس القادم. على رغم تجارب ناجحة لعدد من دول أمريكا اللاتينية في تحصين قطاعات كبيرة من السكان؛ منها تشيلي وأوراغواي؛ إلا أن باراغواي تواجه تفشياً وبائياً متسارعاً، وعدداً متزايداً من الوفيات، ونقصاً مريعاً في اللقاحات اللازمة لتطعيم السكان، ومن ثم دحر التفشي الفايروسي. وكانت هذه الدولة التي لا تطل على البحر نجحت في عام 2020 في كبح الوباء من خلال إغلاق الحدود، وإغلاق البلاد بالكامل. بيد أن المصابين يموتون حالياً بسبب عدم وجود أسرّة كافية في وحدات الرعاية المكثفة، في أتون هجمة جائرة للسلالة البرازيلية المتحورة. وقد توفي حتى الآن أكثر من 8800 شخص بالوباء في باراغواي، ويتوقع الخبراء أن يستمر تصاعد الإصابات والوفيات خلال الشهرين القادمين إلى حين توفير كميات كافية من اللقاحات، وتحسين المرافق الصحية. وكان نقص العلاجات والأسرّة أدى إلى اندلاع احتجاجات عنيفة في مارس الماضي، طالبت بالإطاحة بالرئيس ماريو عبده بنيتيز ولم تتحصل إدارة الرئيس عبده على أكثر من 304725 جرعة من اللقاحات، استخدمت لتطعيم نحو 3.5% فقط من السكان، في حين قامت تشيلي وأوراغواي المجاورتان بتطعيم 41% و28% من سكانهما على التوالي. واضطر مئات الآلاف من الباراغوايين إلى الفرار إلى الولاياتالمتحدة، أملاً في حياة أفضل. باراغواي.. لا لقاحات تكفي لدحر الوباء