في مارس 2018، خلال زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة، اتفق البلدان على العمل سوياً بشأن أولويات التعليم الرئيسة ذات الاهتمام المشترك. ومن أجل تحقيق رؤية 2030، أنشأنا شراكة التعليم البريطانية - السعودية، لتأكيد العلاقة الاستراتيجية، في مجال التعليم، المبنية على التاريخ والاحترام المتبادل والطموحات المشتركة. وفي يوليو 2020، اختارني رئيس الوزراء لأكون ممثله الخاص لدى المملكة العربية السعودية للتعليم. وقد تشرفت بقبول هذا المنصب، إذ يشرفني أن نتقدم في شراكتنا وأن ندعم التحول الذي يقوده معالي الدكتور حمد آل الشيخ، وزير التعليم، لتوفير فرص جديدة للشباب والأجيال القادمة. وإنني فخور بقول إننا قد حققنا العديد من النجاحات من خلال شراكتنا التعليمية. فقد دخلت المملكة المتحدة في شراكة مع المملكة العربية السعودية لتبادل المعرفة والخبرة على صعيد الاحتياجات التعليمية الخاصة والإعاقة، مع رؤية مشتركة لضمان حصول الأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة على أفضل تعليم ممكن وأن يعيشوا حياة سعيدة ومرضية. وعلى صعيد المدارس، فقمنا بتقديم شركاء سعوديين إلى مدارس المملكة المتحدة الخاصة، ففي شهر أبريل الماضي، تم الإعلان عن إنشاء مدرسة كينجز كوليدج في الرياض، بالشراكة مع الهيئة الملكية لمدينة الرياض، حيث ستكون هذه المدرسة أول مدرسة مستقلة بريطانية يتم إنشاؤها في المملكة العربية السعودية. وأنه أمر مهم في كل من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية أن نعد الطلاب للالتحاق بوظائف ماهرة. لذلك يسعدني أننا واصلنا تنمية تعاوننا في مجال التدريب التقني والمهني دعماً لأجندة التدريب الطموحة عبر قطاعات رؤية 2030 ذات الأولوية. إذ تعمل كليات التميز مع المملكة المتحدة لإدارة كليات رائعة في كل من القطيفوالرياضوجدة، حيث تقوم بتدريب أكثر من 4000 طالب سعودي. وتحرص الجامعات البريطانية على إقامة شراكات أكبر مع الجامعات السعودية، ما يسهل التبادل الطلابي والبحوث المشتركة. فعلى الرغم من تحديات جائحة كوفيد- 19، فقد جمعنا بين الجامعات البريطانية والسعودية الرائدة لمناقشة فرص المنفعة المتبادلة. وشمل ذلك عقد ثلاث ورش عمل للنظر في إطار العمل البحثي في المملكة المتحدة، وأفضل الممارسات للبحث المؤثر، والابتكار، والتعليم العابر للحدود الوطنية حيث ساعدت هذه الأحداث في الجمع بين حكومتينا وصناعتنا وأوساطنا الأكاديمية. أعلم أن الشباب والشابات السعوديين الذين يدرسون في جامعات المملكة المتحدة يعززون هذه الشراكة الاستراتيجية كما يساعدون في إنشاء التفاهم المشترك والرضا بين شعبينا. إن المملكة المتحدة لديها معدل قبول عالٍ للتأشيرات للطلاب الدوليين، في الواقع، تم منح 99 ٪ من جميع طلبات التأشيرة من المواطنين السعوديين العام الماضي. طريق الخريجين الجديد، الذي تم وضعه هذا الصيف، سيمكن الخريجين الدوليين من البقاء والعمل، أو البحث عن عمل، في المملكة المتحدة لمدة عامين في أي مستوى مهارة. كما تضمنت زيارتي إلى الرياض هذا الأسبوع عقد اجتماعات مع الحكومة وقطاع التعليم العالي والمدارس وبعض خريجينا السعوديين. وقد غمرني دفء نظرائي السعوديين حيث أتاحت هذه الزيارة الفرصة لتعزيز فهمي لرؤية المملكة 2030 الطموحة. وفي حين أن هناك الكثير من العمل المذهل الجاري تنفيذه في إطار الشراكة التعليمية بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، فإنه أكثر وضوحاً بالنسبة لي الآن بعد أن أصبحت هناك الشهية والفرصة للقيام بالمزيد من العمل في هذا الصدد. لقد أدهشني طموح وزارة التعليم للتحرك بخطى حثيثة نحو تطوير رياض الأطفال والمدارس والكليات والجامعات بما يتماشى مع رؤية 2030. إذ يتجلى ذلك بشكل خاص في التغييرات التي يتم تنفيذها حالياً فيما يتعلق بالمناهج الدراسية، وإنني على ثقة من أن ذلك سيحقق نتائج إيجابية للجيل المقبل. إن المملكة المتحدة ملتزمة مثل أي وقت مضى بالشراكة التعليمية البريطانية - السعودية، ونحن نواصل دعم المملكة لتحقيق طموحاتها التعليمية على المدى البعيد. إذ إن شراكتنا موجودة لتبقى - وأتطلع قدماً إلى المساهمة في نجاح هذه الشراكة. * الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني للمملكة العربية السعودية للتعليم