أفلح ترى تال النهار أول الليل تماكن الفرصة وذب الخريمة الشعر كلام يراد منه إيصال معنى وبوح عن مشاعر وأحاسيس، وتتنوع مضامينه وفق أغراضه، والشاعر عادة يريد من نشره فهمه والتفاعل معه، فقد صاغه بوزن وقافية وجماليات تعطيه صفة مقبولة لمتذوق هذا النوع من التعبير وهو الشعر، وتكون الاستجابة بالتذوق والإعجاب وزيادة المعرفة من خلال الإبداع ، كما أن المراد في العموم هو الفهم لما يلقى، ولهذا فالشاعر عند قول القصيدة أراد توجيهها إلى مسمع المتلقي الذي يدرك ما سمعه، وخاصة أهل بيئته فهم المستهدفون في الغالب، ولكي يوصل الرسالة إلى أكبر عدد وأوسع مساحة جغرافية فإنه يستخدم مفردات معروفة مسبقاً لا يستحدثها ابتداء ولا تغيب عن المتلقي، كما أنه في المعاني يختار المفهوم والواضح أيضا ويتجنب الغريب عن بيئته وعلى من يخاطبهم سواء في تراكيب القصيدة أو مضامينها أو التشبيه أو حتى الأسلوب المعتاد، وهذا ليس خياراً له بل مجبر عليه بحكم لوازم التواصل وأدواته ولغته وعوامله حتى يكون من ذلك قواسم مشتركة مفهومة لدى الطرفين وإلا صار يغرد خارج السرب، فلا يمكن استخدام تشبيه إلا والمشبه والمشبه به ضمن البيئة لكي تتضح البلاغة ودقة التشبيه، ولا يمكن بيان معنى إلا بأدوات ومفردات وعبارات واضحة لمن يتلقاها وإلا صار المنتج الشعري مجهولاً غريب المحتوى غامض المعاني. وإذا كنا نستطيع فهم نص من النثر من خلال غالب عباراته وإن غاب بعضها، فإن الشعر يختلف عن ذلك، فهو مترابط إن فقد بعضا منه انسحب الأثر السلبي على البقية ولم يعد نصاً شعرياً إبداعياً له نصيب في الذائقة فالفراغ لا يملأ ببديل إلا ما ندر، وهذا يعد عيباً فيه وليس كمالاً ومن السهل تجريده من ميزة الشعر وإلغاء صفته بمجرد تخليه عن بعضها كالوزن والقافية مثلاً أو ضحالة معانيه وتكرار المفردة بشكل يسقط جماله ويمل المتلقي من ترداده ويضعف أسلوبه فيجعله موصوفاً بالركاكة، والركاكة داء كل بناء أدبي نثراً أو شعراً. على أن الداء الذي ليس له دواء هو اعتبار اللهجة طريق التعبير بديلاً عن اللغة فهو استبدال الذي أدنى مع القدرة على ما هو أعلى وأكمل، فمتى ما خير الشاعر بين شيئين يجيدهما فعليه اختيار الأجود والأكثر انتشاراً والذي هو أضمن حياة وأدوم، فليس للهجة نفس ولا مساحة انتشار بينما اللغة ضمان أكيد للتعبير الدقيق والوصول للمتلقي دون عائق أو غموض. ومن القصائد التى تجمع بعض مما ذُكر قول الشاعر مدغم أبو شيبة: والله ما يكبر في عيون الرجاجيل إلا مواقيف الرجال العظيمة والا الردي دايم ردي مثل ما قيل رأس آدمي واللي تشيله بهيمة عنّز على الله ثم على صفوة الجيل الطيب الطيب يا مال الغنيمة لاتعتمد على هل القال والقيل اللي يشيلون الرجولة ظليمة الصدق في ما نزل الله لجبريل على الرسول اللي رضع من حليمة واللي مع الساحر حمامه ومنديل أول خيوط الفاحشة والجريمة افلح ترى تالي النهار أول الليل تماكن الفرصة وذب الخريمة اللي يشح بجاهه ووجهه بخيل ويمنا تبادر في المكارم كريمة غنيمة ترقى بها الجدي وسهيل وغنيمة منها السلامة غنيمة وخسارة يجي وراها محاصيل الذ من فوز بطعم الهزيمة النفس تقبل مثل ما تقبل الخيل وتصد لو ان النعم مستديمة شي تخافه من عقوبة وتنكيل وشي تعافه من كرامة وشيمة لو كان تضحك من كلام المهابيل لابد تبكي من دموع اليتيمة والوقت نفس الوقت ما فيه تبديل يمضي وينسخ لك جديده قديمه تكثر بركته بالدعا والتهاليل وتقل من قل النوايا السليم ودك ترجى لك سراب وتماثيل طرقي ووقتك قيظ وارضك وخيمة ولا تدور حاجتك عند دعبيل خبل يزم نفيسته في خشيمه لو ان مالله فضل الناس تفضيل لافضل الاشجار معنى وقيمة الناس منها الفود مهوب بالحيل والاشجار منها الفود حتى الهشيمة مدغم أبو شيبة ناصر الحميضي