بطولة الأمم الأوربية التي كان من المقرر إقامتها العام الماضي 2020، ولكن بسبب كورونا أقيمت هذا العام في هذا الشهر تحديداً، حقيقة تعتبر بعد كأس العالم من أقوى البطولات الكروية وأكثرها متعة وتنافسية، بل إني أراها في كثير من الأحيان أقوى من كأس العالم نفسه، حامل اللقب السابق البرتغال دخل هذه البطولة بروح التحدي وبرغبة كريستيانو رونالدو تحطيم المزيد من الألقاب، وقد كان له ذلك حيث أصبح أكثر من لعب في اليورو وأكثر من سجل أهدافاً، بل وعادل رقم الإيراني علي داي، بسجل أهداف 109 من منتخب البرتغال، لكن هذه البطولة بأربع مجموعات يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة، وتأهل أفضل أربع فرق من المركز الثالث. المنافسة كانت جداً قوية، ولا مفاجئات تذكر سوى الفريق المجري الذي كاد أن يقصي المنتخب الألماني، وهو فريق عنيد قوي مميز، رغم خسارته الأولى من البرتغال إلا أنه عاد وعادل المنتخب الفرنسي والألماني. المنتخب الإسباني ظهر متواضعاً بتعادلين ليعود ليضرب بقوة في المباراة الأخيرة ويتأهل، واللافت للنظر أن هنالك ملايين المشجعين للمنتخب الإسباني تمنوا خسارته وعدم تأهل، والسبب أنهم من مشجعي ريال مدريد والمتعة الكروية على العموم، لأن لويس إنريكا مدرب إسباني لم يستدع أي لاعب من فريق ريال مدريد، إسكتلندا التي توقع لها الكثيرون لم تفعل شيئاً، وبولندا ليفاندوفسكي خرجت خالية الوفاض. أيضاً من مميزات هذه البطولة عودة الآزوري المنتخب الإيطالي، الذي لم يتأهل لكأس العالم الأخيرة في روسيا فشكلت صدمة في إيطاليا كلها، وتم تغيير الاتحاد والنهج والأسلوب، وليستلم الرائع مانشيني إدارة المنتخب ويؤسس فريقاً قوياً جداً، وفعلا تأهلت إيطاليا بالنقاط الكاملة وبأداء أكثر من رائع، يجعلنا متفقين جميعاً على أنها المؤهل رقم واحد للفوز بالبطولة، إنجلترا بفريق متواضع وألمانيا بفريق متذبذب، وفرنسا بلقب كأس العالم وعودة بن زيما للمنتخب، البرتغال برغبة وطموح رونالدوا، وبلجيكا بالفرصة الأخيرة لأفضل فريق كروي يمتلك لاعبين رائعين، الدانمارك وحادثة إريكسون وتعاطف العالم كله معه، كان لها أثر كبير في المنتخب الذي خسر اللقاءين وفاز بالأخير ليتأهل كأفضل ثالث. بالاطلاع على المواجهات في الدور الثاني، متوقع أن تكسب الدانمارك ويلز بروحها وقوة فريقها، وإيطاليا ستتجاوز النمسا بسهولة، هولنداالتشيك مواجهة ضبابية لأن هولندا ما زالت فاقدة للبوصلة، والتشيك تعرف كيف تصطاد خصمها، كرواتيا إسبانيا وتوقع كبير من قبلي شخصياً لفوز الكروات وفرح جمهور مدريد، فرنسا حتماً ستعاني أمام سويسرا ولا أستبعد حدوث المفاجأة، الألمان سيقتنصون الإنجليز، أوكرانيا بفريق متطور والسويد بفريق قوي، مواجهة صعب التنبؤ بها وقد تحسم بركلات الترجيح، يتبقى المواجهة المنتظرة في هذا الدور، البرتغالبلجيكا، البلجيك فريق قوي متكامل، والبرتغال بروح البطل وطموح رونالدو والنجوم، لكن نقطة ضعف البرتغال أن قوة الأسماء تفرض واقعها على جاهزية اللاعبين، ولهذا يصعب تحديد الفائز، التحليل يصب لمصلحة بلجيكا، ولكن رونالدو في البرتغال يبقي النتيجة صعب توقعها. توقعي إيطاليا ذاهبة للنهائي، وحتماً ستواجه بلجيكا أو البرتغال إما قبل النهائي أو على النهائي، لا يمكن استثناء المنتخب الفرنسي أبداً، لهذا لن تخرج البطولة من هذا المربع، المفاجآت قد تكون سويسرا وقد تكون كرواتيا، ولكن المتعة ستحضر حتماً، ورغم تزامن البطولة مع بطولة أمم أميركا اللاتينية، وتنافس ميسي ونيمار، إلا أن الأمم الأوروبية لها حضورها الطاغي. من لقاءات البطولة