تستعد القارة العجوز لإطلاق صافرة انطلاق النسخة الخامسة عشرة من نهائيات كأس اوروبا لكرة القدم التي تحتضنها فرنسا للمرة الثالثة في تاريخها، وذلك بمشاركة الكبار الكلاسيكيين باستثناء المنتخب الهولندي، وبعض الوجوه الجديدة. وتقام نهائيات النسخة الخامسة عشرة من البطولة القارية التي تنطلق، غدًا الجمعة، وتستمر لمدة شهر كامل، وسط هواجس أمنية واجتماعية وتحذيرات من إمكانية حصول اعتداءات مشابهة لتلك التي شهدتها فرنسا في نوفمبر الماضي وبلجيكا في مارس الماضي. وبحسب المنظمين بيعت 1,5 مليون تذكرة (من 2,5 مليون) لأجانب. وتتوقع السلطات الفرنسية أن يواكب هذه التظاهرة الكروية القارية أكثر من ثمانية ملايين متفرج بينهم مليونا أجنبي. وبعيدًا عن الهاجسين الأمني والاجتماعي، ستكون فرنسا المضيفة وأسبانيا حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين وألمانيا بطلة العالم أبرز المنتخبات المرشحة للفوز باللقب القاري إلى جانب إنجلترا وبلجيكا وإيطاليا. وجاءت فرنسا المضيفة في المجموعة الأولى إلى جانب رومانيا وألبانيا وسويسرا، فيما تلعب أسبانيا، الباحثة عن دخول التاريخ بلقب قاري ثالث على التوالي، في مجموعة صعبة نسبيا هي الرابعة مع تشيكيا وتركيا وكرواتيا. من جانبها، تلعب المانيا ضمن مجموعة في متناولها تماما هي الثالثة وتضم أوكرانيا وبولندا وإيرلندا الشمالية. وتستضيف فرنسا البطولة القارية للمرة الثالثة بعد عامي 1960 عندما حلت رابعة و1984 عندما توّجت باللقب للمرة الأولى في تاريخها قبل أن تضيف اللقب الثاني عام 2000 عندما نظمت البطولة مشاركة بين بلجيكا وهولندا. وهي المرة الأولى التي تشهد فيها البطولة القارية مشاركة 24 منتخبًا، وزعت على 6 مجموعات يتأهل الأول والثاني إلى الدور الثاني بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث. وتشارك منتخبات ويلز وايرلندا الشمالية والبانيا وايسلندا للمرة الأولى في تاريخها في العرس القاري. وتلتقي فرنسا مع رومانيا في المباراة الافتتاحية على «استاد دو فرانس» في سان دوني الجمعة، قبل ان تلتقي مع البانيا على ملعب فيلودروم في 15 منه، وسويسرا على ملعب بيار موروا في ليل في 19 منه. ومن عادة المنتخب الفرنسي تحقيق نتائج طيبة على ارضه في المسابقات الكبرى، فبعد تتويجه باللقب القاري عام 1984، نجح بخطف لقبه العالمي الوحيد على ارضه ايضا في 1998 على حساب البرازيل بثلاثية نظيفة. وتأمل اسبانيا الساعية الى تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في التتويج باللقب الثالث على التوالي والرابع في تاريخها بعد عام 1964، نسيان خيبة مونديال البرازيل 2014 عندما تنازلت عن اللقب العالمي بخروجها من الدور الأول. وضربت تشيكيا بقوة في التصفيات وحجزت بطاقتها عن المجموعة الأولى إلى جانب ايسلندا على حساب هولندا بطلة عام 1988 والغائب الأكبر عن العرس القاري، كما أن تركيا ساهمت في حرمان المنتخب البرتقالي من خوض الملحق بعدما حلت ثالثة في المجموعة إثر عودتها القوية في المباريات الأخيرة في التصفيات. وأبلت كرواتيا البلاء الحسن في المجموعة الثامنة من التصفيات وحجزت بطاقتها خلف إيطاليا علما بأن الاتحاد الأوروبي حسم نقطة من رصيدها بسبب شغب جماهيرها. ويسعى المنتخب الألماني بدوره إلى التأكيد أنه استعاد شهيته للألقاب بعد أن توج في مونديال البرازيل 2014 بلقبه الأول منذ كأس أوروبا 1996. وأوقعت القرعة ألمانيا بطلة العالم والساعية إلى لقبها الرابع أيضا بعد أعوام 1972 و1980 (تحت اسم ألمانيا الغربية) و1996 في مواجهة جارتها بولندا بعدما أوقعتهما في التصفيات عندما تبادلتا الفوز 2- صفر للأخيرة و3-1 للأولى. في معسكر إيطاليا وصيفة بطلة 2012، لن تكون المهمة سهلة في مجموعتها الخامسة التي تضم بلجيكا بترسانة نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز وجمهورية ايرلندا والسويد بقيادة عملاقها زلاتان إبراهيموفيتش. وفي المقابل، تعيش كرة القدم البلجيكية أزهى فتراتها بعد عروضها الرائعة في المونديال الأخير في البرازيل ونتائجها الجيدة في التصفيات بفضل مجموعتها الواعدة بقيادة نجم تشيلسي الإنجليزي ادين هازار. احتفالية انجلترا بدورها، تأمل انجلترا أن يكون احتفالها بذكرى مرور خمسين عاما على تتويجها الوحيد بلقب كبير في عالم كرة القدم مزدوجًا عندما تخوض غمار نهائيات كأس أوروبا التي لم تبلغ فيها المباراة النهائية إطلاقا. وفي المجموعة السادسة، تبدو البرتغال وصيفة بطلة 2004 الأقوى على الورق بقيادة نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو لأنها تتواجه مع ايسلندا والنمسا والمجر.