ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن حكومة الاحتلال المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية "كابينت"، قررت بالإجماع الليلة الماضية، تأجيل "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في مدينة القدسالمحتلة، حتى يوم الثلاثاء المقبل، وذلك بعد يومين من تنصيب حكومة التغيير الجديدة. وبحسب موقع "واللا" الإخباري العبري: فقد تقرر خلال اجتماع "كابينت" أيضا أن تقام المسيرة وفق مخطط يتوافق عليه المستوطنون منظمو المسيرة مع قيادة الشرطة. ولفت الموقع، إلى ما وصفه ب"مناقشات حادة" بين نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال اجتماع الحكومة المصغرة، الأمر الذي تطلب عقد مشاورات منفصلة بين نتنياهو وغانتس لمحاولة الوصول إلى مخطط متفق عليه. وأشار الموقع إلى أن رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي ومفوض الشرطة كوبي شبتاي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) نداف أرغمان، نصحوا مجلس الوزراء الأمني بعدم إقامة موكب مسيرة الأعلام وفق مخطط المسيرة الذي يمر عبر الحي الإسلامي وباب العامود بمدينة القدسالمحتلة، يوم الخميس. وخلال المناقشة، قال مدير وزارة الخارجية ألون أوشبيز: إن إدارة بايدن اتصلت بالوزارة بشأن المسيرة، مشيرا إلى أن الأميركيين قلقون من المسيرة ولا يريدون تصعيدا جديدا في المنطقة. وبحسب الموقع، فإن نتنياهو وافق على تأجيل المسيرة بعد أبدى وزراء "ليكود" إصرارا على إقامة المسيرة يوم الخميس من الأسبوع الجاري في ساحة "باب العامود"؛ "لكنه أدرك أنه لن يتمكن من حسم المسألة في الكابينت إذ لا يحظى بأغلبية داخل المجلس، لذلك فضل حلاً توافقيا مع غانتس. وقال الموقع: إنه خلال الجلسة، حذّر قادة الأجهزة الأمنية من أن مرور المسيرة من الحي الإسلامي وساحة باب العامود سيؤدي إلى تصعيد فوري في مدينة القدسالمحتلة، وفي البلدات والمدن العربية في مناطق ال48 وفي الضفة الغربيةالمحتلة، وذلك بعد أن هدد زعيم حماس يحيى السنوار يوم الثلاثاء بأنه إذا تم تنظيم مسيرة الأعلام في القدس، فإن المنظمة الإرهابية ستهاجم إسرائيل. ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، عن مصادر مطلعة، أن نتنياهو شدد في محادثات مغلقة على ضرورة إقامة مسيرة المستوطنين في القدس بمسارها المقترح من قبل المنظمات الاستيطانية. وقال نتنياهو: "نحن لا نستسلم لحركة حماس. أعتقد أن المسيرة يجب أن تُقام كما هو مخطط لها، ليس المقصود من هذا القرار إحباط إقامة الحكومة الجديدة على عكس ما يقال". وبُعيد صدور قرار "كابينت"، أعلن رئيس قائمة الصهيونية الدينية عضو ال"كنيست" (البرلمان)، إيتمار بن غفير، أنه سيقود "مسيرة أعلام إسرائيلية في البلدة القديمة في القدس اليوم الخميس"، في تحد لقرار الحكومة الإسرائيلية، معتبرا القرار بتأجيل المسيرة "رضوخ لحركة حماس. وتُعرف المسيرة باسم مسيرة الأعلام احتفالا بإعلان الاحتلال الإسرائيلي، القدس عاصمة موحدة لها إثر احتلالها وضمها عام 1967، ويشارك فيها الآلاف وتصل إلى القدسالمحتلة وتمر بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة وبالسوق الرئيس وفي الحي الإسلامي داخلها. واتسعت الاحتجاجات اليومية التي شهدها حي الشيخ جراح منذ نحو شهرين على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها إلى أنحاء متفرقة من القدس، وخاصة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. وأدت القضية إلى تصعيد دامٍ مع قطاع غزة استمر 11 يوما وأدى إلى استشهاد 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلا وإلى دمار هائل في القطاع المحاصر. من جهة أخرى، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء، حملة اعتقالات في مناطق مختلفة بالضفة تخللها اعتقال عدد من المواطنين، فيما استهدفت الزوارق الحربية للاحتلال مراكب الصيادين في بحر غزة. وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيران أسلحتها الرشاشة صوب مراكب الصيادين العاملة غرب دير البلح، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف الصيادين الذين اضطروا للعودة إلى الميناء.