شن الطيران الاسرائيلي فجر أمس السبت غارتين على موقعين بخان يونس في جنوب قطاع غزة، احدهما تابع لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من دون ان تسفرا عن اصابات بشرية. وتشهد الحدود الشرقية لقطاع غزة، تصعيدًا غير مسبوق منذ انتهاء الحرب عليها صيف 2014، حيث جرى خلاله قصف متبادل لمواقع المقاومة ومناطق توغل آليات الاحتلال. وقال مصدر ان «طائرات الاحتلال اغارت بعدة صواريخ على منطقتين خاليتين قرب مصنعين للطوب في منطقتي الزنة والفخاري بخان يونس ما اسفر عن وقوع اضرار في المصنعين ولم تقع اصابات». واكد شهود عيان ان احدى الغارتين استهدفت بصاروخين موقعا لكتائب القسام في بلدة عبسان شرق خان يونس مما احدث اضرارا في الموقع. فيما اعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي ان طائراته شنت غارتين السبت على موقعين لحركة حماس في قطاع غزة ردا على اطلاق صاروخ على الاراضي الاسرائيلية. وقال في بيان «باكرا هذا الصباح اطلقت قذيفة من قطاع غزة على جنوب اسرائيل». بينما تصاعدت ردات الفعل على تقرير سري اسرائيلي تم الكشف عن بعض محتواه يعترف بفشل دولة الاحتلال في حربها على غزة صيف العام 2014 ووصفته القناة الثانية الاسرائيلية بالقنبلة السياسية الموقوتة في حال تم نشره على الملأ. «كيسوفيم» في عين العاصفة وافاد شهود عيان فلسطينيون ان مقاتلين اطلقوا قذيفتي هاون باتجاه موقع «كيسوفيم» العسكري الاسرائيلي شرق خان يونس، من دون ان يتبنى اي فصيل فلسطيني هذا القصف، غير ان متحدثا عسكريا اسرائيليا اكد ان حركة حماس «يجب ان تحاسب» على عمليات اطلاق القذائف هذه. وتشهد منطقة الحدود بين قطاع غزة والاراضي الاسرائيلية توترا منذ الثلاثاء نتج عن اطلاق حماس قذائف صاروخية على جنود اسرائيليين منتشرين على السياج الامني الحدودي مع غزة، خلال قيام هؤلاء بعمليات بحث عن انفاق، بحسب ما قال الجيش الاسرائيلي، فردت القوات الاسرائيلية بغارات متتالية. ويتكرر منذ ذلك الحين تبادل القصف والغارات. وقتلت امرأة فلسطينية في ال 54 من العمر الخميس بنيران دبابات اسرائيلية، بحسب مصادر طبية فلسطينية. وتعتبر هذه المواجهات الاولى المباشرة بين حماس والجيش الاسرائيلي منذ حرب 2014 المدمرة التي استمرت خمسين يوما وانتهت بوقف اطلاق نار هش. واكدت حركة حماس الجمعة انها لا تريد حربا جديدة، لكنها لن تسمح بتوغلات الجيش الاسرائيلي داخل اراضي قطاع غزة. البحث عن أنفاق غزة وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينت»، قرر بعد ظهر الجمعة الماضية، مواصلة البحث عن أنفاق قطاع غزة، وذلك في أعقاب جلسة استمرت لأكثر من أربع ساعات. وذكرت وسائل اعلام نقلا عن مكتب نتنياهو أن الاجتماع شمل استطلاعًا للوضع الراهن على حدود غزة، ومواصلة العمل على مكافحة الأنفاق لمنع حماس من استخدامها ساعة الصفر، إضافة لمواصلة سياسة الرد على أي هجوم من القطاع. واستشهدت المواطنة زينة عطية العمور (54 عامًا) مساء الخميس جراء القصف المدفعي الإسرائيلي شرق حي الفخاري جنوب شرق خان يونس. وصعدت قوات الاحتلال مؤخرًا من توغلاتها على حدود القطاع وانتهاكاتها واستهدافها اليومي للمزارعين على الحدود، إضافة إلى الاستهداف المتكرر للصيادين، وتشديد الحصار بمنع الاسمنت ومواد البناء. وقال موقع «0404» أن جيش الاحتلال سيستمر بالعمل على مدار 24 ساعة في البحث عن انفاق قطاع غزة، والتصدي لكافة المحاولات التي تقوم بها المقاومة للمس بقوات جيش الاحتلال حيث سيتم الرد على أي هجوم من غزة يعيق عمل الجيش. وجدد الطيران الحربي الإسرائيلي صباح الجمعة غاراته على قطاع غزة واستهدف منطقة مفتوحة في خزاعة شرق خانيونس دون وقوع إصابات. وقالت إذاعة الاحتلال إن سلاح الجو الإسرائيلي أغار صباحاً على أهداف تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، رداً على استمرار إطلاق قذائف الهاون باتجاه قوات جيش الاحتلال التي تقوم بأعمال حفريات قرب السياج الأمني المحيط بالقطاع بحثاً عن أنفاق تابعة للمقاومة. وفي ساعات الفجر، أطلقت المدفعية الإسرائيلية ثلاثة قذائف شرق رفح جنوب القطاع دون وقوع إصابات. بدورها ترد فصائل المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس على هذه التوغلات والانتهاكات، وطالبت الاحتلال بمغادرة قواته المتوغلة على حدود قطاع غزة فورا. وحذرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الجمعة الاحتلال الإسرائيلي من نقل التصعيد إلى دائرة استهداف المواطنين الأمر الذي سيدفع المقاومة للرد بالمثل. من جهته قال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي موشي يعلون الجمعة بعد الكشف عن النفق الجديد جنوبي قطاع غزة، إن جيشه لن تردعه تهديدات حركة حماس، وإنه سيواصل عمليات بحثه عن الأنفاق. وجاءت تصريحاته خلال زيارة قام بها إلى مقر قيادة فرقة غزة بالنقب الغربي، وذلك على ضوء التطورات الأخيرة. ووجه يعلون رسالة لحماس مفادها أن الجيش لن تردعه تهديدات الحركة عن مواصلة البحث عن الأنفاق، متوعداً بمواصلة الرد على أي هجوم تنفذه حماس. تقرير سري: حرب غزة فشلت وبعد يوم من كشف بعض تفاصيل التقرير السري الذي أعده مراقب «إسرائيل» حول إخفاقات الحرب الأخيرة على قطاع غزة، أكد وزير الداخلية الاسرائيلي إبان الحرب وعضو الكابينت «جدعون ساعر» أن الحرب كانت عبارة عن فشل إسرائيلي. وقال ساعر الذي اعتزل السياسة بعدها، إنه أبلغ الكابينت في حينها بهذه الإخفاقات، مشدداً على أن معالجة الأخطاء لا تتم عبر مهاجمة التقرير. وواصل حديثه قائلا: «معركة الأيام الخمسين كانت فاشلة إسرائيلياً وقد ذكرت ذلك في حينه». في حين وصفت القناة العبرية الثانية مسودة تقرير مراقب «إسرائيل» حول إخفاقات حرب غزة الأخيرة صيف العام 2014 بالقنبلة السياسية الموقوتة لو نشر على الملأ. وقال المراسل السياسي في القناة «أوي سيغل» إن تقرير المراقب «يوسف شابيراً» يحمل في طياته إخفاقات فاقت إخفاقات حرب لبنان الثانية، وإن وقعه على الجمهور لو نشر سيكون أشد من تقرير لجنة «فينوغراد» الذي نشر بعد حرب لبنان الثانية. وأضاف «سيغل» أن التقرير يتحدث عن خلل شاذ في أداء قائد أركان الجيش آنذاك بيني غانتس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه موشي يعلون. وواصل حديثه قائلاً: «نتحدث عن تقرير حاد جداً إلى درجة كونه قنبلة سياسية وجماهيرية موقوتة، ويعد أخطر من تقرير فينوغراد الذي فحصت فيه إخفاقات حرب لبنان الثانية صيف العام 2006، فيما جاءت أشد الانتقادات لبيني غانتس قائد الأركان إبان العملية». حماس: لا نريد الحرب من جهته قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية: «إن الحركة لا تريد الحرب لكنها لن تسمح بإنشاء الاحتلال منطقة عازلة على حدود قطاع غزة وفرض معادلته على الأرض»، وقال هنية خلال حديثه بأحد مساجد دير البلح وسط القطاع: «نحن لا ندعو لحرب جديدة، لكننا لن نسمح بهذه التوغلات وفرض الوقائع من طرف الاحتلال واستمرار الحصار على قطاع غزة». وأضاف: «تعيش حدودنا أحداث مواجهة مع الاحتلال بسبب أنه يتوغل داخل غزة 100 أو 150 مترًا بحجة البحث عن أنفاق».وأشار هنية إلى أن حركته أرسلت رسائل متعددة عبر الأطراف الوسيطة مفادها أن المقاومة لن تسمح بفرض معادلة جديدة داخل حدود غزة، ولن تسمح بإنشاء منطقة عازلة، لافتا إلى أن هذا متفق عليه في تفاهمات التهدئة في القاهرة عقب حرب 2014. واستطرد: «رسالة واضحة كنا أبلغناها للأطراف ذات الصلة، وكنا في تواصل مع مصر وقطر ومبعوث الأممالمتحدة ميلادينوف وتركيا وهنا بعض أشقائنا في اتصالاتهم، لكبح هذا التغول على غزة». وأكد أن المقاومة والشعب تصدوا لهذه التوغلات، وبالرغم من خروج قوات الاحتلال من المناطق التي دخلت بها، إلا أن هذا خرق واضح وفاضح ومعهود لتفاهمات التهدئة التي توسطت فيها مصر. وقال هنية: «رؤيتنا واضحة ومتزنة وحكيمة في التعامل مع الميدان.. هذا ما ترجمه المجاهدون وعلى رأسهم كتائب القسام». في سياق آخر، لفت هنية إلى أنه تابع تصريحات بعض المسئولين من رام الله حول تحديد العلاقات مع الاحتلال، قائلا: «آمل أن يكون لهذه التصريحات رصيد على أرض الواقع، وأن يتم وقف التنسيق الأمني لترفع اليد الثقيلة عن أهلنا ومقاومتنا وشبابنا». وأضاف: «نريد تشكيل حاضنة وطنية قوامها حماس وفتح وباقي الفصائل لقيادة الانتفاضة في الضفة والقدس، وأن نوحد كلمتنا في السياسة وفي الحرب». وتابع «آن الأوان لمواجهة سياسات الاحتلال بالقدس ونواياه نحو ضم الضفة إلى الكيان الإسرائيلي، التي تؤكد أن الاحتلال لا يريد سلاما ولا مفاوضات، وعلينا أن نواجهه باستراتيجية واحدة أهمها وقف التنسيق الأمني». بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خليل الحية، إن حركته لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بخلق وقائع جديدة على الأرض. وعدّ الحية، في تصريح أصدرته حركة حماس، «أي دخول أو توغل للعدو في أرضنا لن يقبله شعبنا ولن تقبله المقاومة». ولفت القيادي في حماس لوجود اتصالات من وساطات عربية وأممية شملت مصر وقطر والأممالمتحدة لتهدئة الأوضاع الميدانية في القطاع. مؤكدا التزام حركته ببنود اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت في القاهرة عقب العدوان الإسرائيلي على القطاع صيف 2014.وكان زعيم حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، أعلن دعمه الكامل لاقتراح وزيرة القضاء في حكومة الاحتلال، أييلت شاكيد، ضم المستوطنات والمناطق المعروفة بمناطق «C» إلى سيادة القانون الإسرائيلي، وهو ما يعتبره محللون محاولة لضم الضفة الغربية لإسرائيل تدريجيًا. وقال بينيت إنه لا يرى أي مسوغ قانوني يفضي إلى رفض الاقتراح من قبل المستشار القضائي للحكومة، مع العلم أن هذا الاقتراح طرح العام الماضي أيضًا، لكن المستشار القضائي في حينه، يهودا فاينشطاين، لم يكتف برفضه فقط، بل انتقده بحدة، وقامت وزيرة القضاء السابقة، تسيبي ليفني، بإلغائه وعدم السماح بنقاشه قانونيًا. وبرر بينيت دعمه للاقتراح بالقول إن شاكيد «تحاول إصلاح الوضع الشاذ الذي تشكل في مناطق سي، وأن القانون الإسرائيلي سيسري على جميع سكان هذه المناطق، العرب واليهود» الصلاة على جثمان امرأة فلسطينية في غزة قتلتها قذيفة اسرائيلية