} يستعد زعماء المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة لتمرير مخططات استيطانية توسعية تلقى تأييدا كاملا من المرشح الاوفر حظا للفوز في انتخابات رئاسة الحكومة في اسرائيل ارييل شارون الذي كان له باع طويل في عمليات التوسع الاستيطاني في الثمانينات التي شهدت ازدهارا للمستوطنات الدينية التي يرى سكانها ان هذه الاراضي جزء من "ارض اسرائيل التوراتية". كشف ان زعماء المستوطنين اليهود في الاراضي الفلسطينية يخططون لتنفيذ حملة استيطانية واسعة في الليلة التي ستجرى فيها الانتخابات الاسرائيلية لمنصب رئيس الحكومة في السادس من شهر شباط فبراير المقبل. وقالت مصادر اسرائيلية ان زعماء مجلس المستوطنين اليهود يشع يخططون لحملة استيطانية "خاطفة" مع اغلاق صناديق الاقتراع مساء الثلثاء المقبل من خلال وضع 100 بيت متنقل في مداخل 14 مستوطنة على طول حدود المخطط الهيكلي لهذه المستوطنات من اجل "تثبيت حقائق على الارض". ونقل عن مصادر في الجيش الاسرائيلي ان توقيت المستوطنين اليهود "جيد لان لا احد يتفرغ لهم في ليلة الانتخابات". وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ان المستوطنين سيقومون خلال الايام المقبلة بجولات مع رجال من شرطة النقليات التي ستنقل البيوت المتنقلة. ونقلت عن مصادر عسكرية ان المستوطنين ارادوا في البداية تنفيذ الحملة التي اطلقوا عليها اسم "حملة مضاعفة" قبل عدة ايام من الانتخابات. الا ان قرار التأجيل اتخذ بعد مشاورات شملت مقربين من مرشح حزب ليكود اليميني شارون للحيلولة دون المس بفرصه في الانتخابات. وكان شارون دعا المستوطنين اليهود عشية الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة التي جرت في ايار مايو من العام 1999، وبعد عودته من مفاوضات واي ريفر التي قادها عن الجانب الاسرائيلي رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو الى احتلال تلال الضفة الغربية. وبالفعل احتل المستوطنون 40 موقعا جديدا واقاموا عليها بؤرا استيطانية لا يزال معظمها قائما على رغم تعهد باراك بعد فوزه في الانتخابات بإخلائها. ويرفض شارون فكرة الفصل بين الكيان الفلسطيني واسرائىل ويعتبر حزبه الاستيطان في مناطق فلسطينية جزءا من معتقداته الراسخة. وفي قطاع غزة التي اتفق الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي على انه سيكون خاليا من المستوطنات اليهودية في اطار اي اتفاق نهائي مستقبلي، علمت "الحياة" من مصادر في مجلس المستوطنات هناك ان المستوطنين في مستوطنة "كفار يام" المقامة على اراضي غزة ينوون ان يستبدلوا بالبيوت المتنقلة التي نصبوها في موقع قتل بالقرب منه مستوطن يهودي بيوتا اسمنتية لتكون صالحة للسكن الدائم فيها. ورجحت المصادر ان يتم تنفيذ هذه الخطة غداة الانتخابات الاسرائيلية "لان شارون لن يعارض مثل هذه الخطوة". واشارت المصادر ذاتها الى ان على اولويات جدول اعمال المستوطنين في مستوطنة "غوش قطيف" ازالة عمارتين سكنيتين قريبتين من المستوطنة المذكورة لهدمهما من الاساس تماما كما حدث في البنايات الفلسطينية المشرفة على مستوطنة "نتساريم" التي حول الجيش الاسرائيلي المنطقة المحيطة بها في عهد رئيس الوزراء وزير الدفاع الحالي ايهود باراك الى ساحة خالية من الاشجار والحجارة، وبالطبع من البشر. أما في البلدة القديمة في القدسالمحتلة، فقد نظمت حركة "عطيرت كوهانيم" المتخصصة بالاستيلاء على عقارات الفلسطينيين في هذه المنطقة "حفلة تدفئة" بمناسبة افتتاح عقار آخر استولى عليه المستوطنون اليهود اخيرا في قلب الحي الاسلامي في البلدة القديمة. ويقع العقار على بعد عشرين مترا فقط من المبنى الذي استولى عليه شارون نفسه في العام 1983 في اطار حملة قادها في ذلك الوقت لتشجيع اليهود على الاستيطان في قلب الاحياء العربية في المدينة. ورفع شارون في حملته الانتخابية الحالية شعار "سأبني بيتا للعرب في هار حوما مستوطنة جبل ابو غنيم ولليهود في الشيخ جراح ورأس العامود".