أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "حرية الشعب الفلسطيني باتت قاب قوسين أو أدنى ونحن الآن ندفع ثمن ذلك". وقال: إن السلطة الفلسطينية ستقدم الى المحكمة الجنائية الدولية ملفات عن الاستيطان اليهودي والانتهاكات الاسرائيلية وحرق أجساد الفلسطينيين. وأكد في كلمة متلفزة "أننا لن نبقى رهينة لاتفاقات لا تحترمها اسرائيل .. ولن نقبل بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى أو تمرير المخططات الاسرائيلية في القدس" مشيرا الى أن التصعيد الاسرائيلي في بيت المقدس "ينذر بإشعال فتيل صراع ديني سيطال المنطقة والعالم". وأكد أن المسجد الأقصى "حق حصري لنا (وللمسلمين) دون سوانا"، لكنه شدد على أنه سيستمر في الكفاح المشروع المستند الى المقاومة السلمية دون استسلام لسياسات اسرائيل العنصرية، وأن السلطة الفلسطينية ستحمي منجزاتها السياسية. ووسط هستيريا يعيشها اليهود في فلسطينالمحتلة من الهبة الشعبية الفلسطينية، ارتكبت قوات الاحتلال مساء أمس جريمة حرب على الملأ وأمام شاشات التلفزة، حيث أردت ب «15» رصاصة الشاب الخليلي باسل بسام سدر (18 عاما) في منطقة "باب العمود" وسط مدينة القدس، دون أي سبب سوى أنه كان يحمل سكينا لم يستخدمها، بحسب مراسلين. وأفاد شهود عيان بأن عددا كبيرا من جنود الاحتلال كانوا يطاردون الشهيد قبل فتح نيران أسلحتهم الأوتوماتيكة صوبه بشكل مباشر، مّا أدى إلى استشهاده على الفور، وأقرت شرطة الاحتلال في بيان أن قواتها العسكرية أردت الشاب باسل سدر. وكان جندي اسرائيلي قد قتل، في وقت سابق أمس، أسيرا محررا بإطلاق الرصاص عليه، بادّعاء طعنه امرأة يهودية من المستوطنات في محطة حافلات في شارع يافا غرب مدينة القدس. وقالت مصادر عبرية : إن سائق الحافلة منع تقدّم الشاب أحمد فتحي أبو شعبان (23 عاما) ودخوله إلى الحافلة، فأدركه شرطي إسرائيلي في المكان، وأطلق عدداً من الرصاصات باتجاهه، ليرتقى شهيداً في المكان. وقد صادق "الكابينت" (مجلس الحرب الاسرائيلي) في جلسته أمس على إصدار عشرات أوامر الابعاد بحق من سماهم قادة التحريض ومنعهم من التواجد أو دخول المسجد الاقصى إضافة لأوامر اعتقال اداري وفقا لوسائل الإعلام الاسرائيلية. واستمرت المواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، وأصيب جندي قرب قرية سنجل قضاء رام الله، ومستوطنان أحدهما عسكري برشق منازل مستوطنين في مستوطنة "كريات أربع" بالحجارة، وألقى شبان فلسطينيون زجاجات حارقة تجاه موقع عسكري إسرائيلي، واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في حي رأس العامود، وأصيب مقدسيان خلالها بالرصاص الحي، واستخدمت قوات الاحتلال الأعيرة المطاطية خلال المواجهات، وسمحت إسرائيل للشرطة باغلاق أحياء فلسطينية في القدسالشرقية امس الأربعاء وقررت نشر جنود على الطرق السريعة للتصدي لانتفاضة السكاكين، وخلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر الذي اختتم في الساعات الأولى من صباح امس الأربعاء سمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإلغاء حقوق الإقامة للفلسطينيين الذين ترى السلطات الاسرائيلية انهم ارتكبوا "أعمالا إرهابية" وتصعيد هدم منازل أشخاص ينفذون الهجمات، وأكدت رام الله أن قرارات إسرائيل في شرق القدس "ستؤدي إلى مزيد من التصعيد والعنف وتدهور الأوضاع الأمنية"، وقال وزير الخارجية الامريكي انه يعمل على تهدئة العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين وسيسافر الى الشرق الاوسط قريبا جدا لمحاولة تحريك الوضع "للابتعاد عن هذا المنحدر، واقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين صباح امس المسجد الأقصى، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، تزامنًا مع انتشار كثيف للقوات الخاصة "وحرس الحدود" والشرطة في كافة أنحاء مدينة القدسالمحتلة ومحيط المسجد. القرارات الإسرائيلية وقرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والإسرائيلية "الكابينيت"، إجراءات جديدة بهدف قمع انتفاضة السكاكين، والحد من عمليات الطعن والدهس. وقالت مصادر عبرية: "إن هذه الإجراءات تضمنت لأول مرة إدخال جنود، إلى مراكز المدن الإسرائيلية لمساندة الشرطة في الحفاظ على الأمن، وتعزيز قوات الاحتلال المتواجدة بالقدسالمحتلة، بوحدات إضافية من الجيش، بالإضافة إلى فرض إغلاق على بعض الأحياء العربية في المدينة". كما صادق "الكابينيت" على وضع حراسة داخل الحافلات في القدسالمحتلة، وسيقوم بهذه المهمة جنود من جيش الاحتلال حاليًا، حتى يتم تأمين شركة حراسة خاصة للحافلات، بالإضافة إلى المصادقة على قرار سحب المواطنة من منفذي العمليات، وهدم منازلهم خلال 72 ساعة. وصادق "الكابينيت"، على قرار هدم منازل منفذي العمليات خلال 72 ساعة، حيث كان يستغرق هدم منزل منفّذ العملية اليوم قرابة الشهور الثلاثة بسبب الإجراءات القضائية، بالإضافة إلى المصادقة على سحب مواطنة عائلات منفذي العمليات. إلى المحكمة الجنائية وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن السلطة الفلسطينية ستحيل إلى المحكمة الجنائية الدولية ملفات تتعلق بطريقة تعامل القوات الإسرائيلية مع الفلسطينيين الذين نفذ بعضهم هجمات في الفترة الأخيرة، وأضاف عريقات إن تل أبيب تنفذ إعدامات ميدانية. وأوضح عريقات أن السلطة قررت تجميع المعلومات لتقديم وإحالة ثلاثة ملفات للجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه وقادة الأجهزة الأمنية. وقال المسؤول الفلسطيني إن نمط التعامل الإسرائيلي الحالي مع الشعب الفلسطيني هو "الإعدامات الميدانية ومن ثم المحاكمة غير العادلة، ويمكن أن يلخص بجملة واحدة: من يقتل فلسطينيا بدم بارد فهذا عمل جيد". الحماية الدولية وأضاف عريقات إن السلطة تدعو المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة كريستوف هاينز للمجيء فورا للأراضي الفلسطينية والبدء في التحقيق الفوري والتحقيق في الإعدامات الميدانية، مشددا على أن الشعب الفلسطيني "بحاجة إلى حماية دولية فورية وإنشاء نظام خاص للحماية الدولية". كيري للمنطقة من جهته، قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري انه يعمل على تهدئة العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين وسيسافر الى الشرق الاوسط قريبا جدا لمحاولة تحريك الوضع "للابتعاد عن هذا المنحدر". ومتحدثا في مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية بمعهد هارفارد كنيدي قال كيري "سأذهب الي هناك قريبا جدا.. وسأحاول العمل على اعادة التواصل ومعرفة ما إذا كان بامكاننا التحرك للابتعاد عن هذا المنحدر". وقال كيري ان هدف الولاياتالمتحدة للمنطقة وهو حل الدولتين "من الممكن تصور ان يسرق من الجميع" إذا تصاعد العنف في المنطقة ليخرج عن السيطرة.