تحل علينا ذكرى عزيزة على المواطن السعودي، ألا وهي الذكرى الرابعة لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، صاحب المبادرات الخلاقة وصانع التغييرات وملهم الشباب، فهي مناسبة ذات أثر كبير في نفوس الشعب السعودي عامة وعلى الوجه الخصوص المرأة السعودية، كونها شكلت تحولات عُظمى ومنجزات وطنية تحققت برؤية وبصيرة وعزيمة ولي العهد وثقة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-. وتأتي ذكرى هذه البيعة ونحن نعيش في زمن تحقيق الإنجازات والأهداف لرؤيته 2030، التي رسمت لنا مستقبلاً مشرقاً فأحدثت نقلة نوعية في مختلف المجالات، والتي جعلت المملكة في مصاف الدول الكبرى في كثير من الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية بل تفوقت عليها، ولا ننسى دوره البارز في الحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، وحظيت المرأة السعودية نصيباً من تلك النقلة بدعم كبير من مهندس التغير وعرّاب الرؤية، لتمكين المرأة واستثمار إمكاناتها للمشاركة بشكل فاعل في التوجهات التنموية للوطن الطموح وزيادة نسبة الدعم في مشاركتها في جميع المجالات. وتشهد المرأة السعودية، اهتمام كبير من قبل ولاة الأمر، وذلك ليس بالجديد، بل إنها لاقت مكانتها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى عهد ملك الحزم وولي عهده، فقد توالت القرارات والأوامر التي تستهدف الرفع من شان المرأة السعودية. واليوم، أصبحت المرأة السعودية محط أنظار العالم للحديث عنها وذلك بعد منح الثقة الملكية الكاملة لها، حيث استطاعت أن تخطو مسيرتها التاريخية بحزمة من التفوق والنجاح الباهر في مجالات متعددة، والتي أثبتت كفاءتها وقُدراتها من خلال تقديم الكثير من الاختراعات والإنجازات والأبحاث العلمية والخدمات الصحية والتعليم، كما أنها مثلت وطنها في العالم وأيضاً دورها الدبلوماسي والبرلماني. وينال المرأة السعودية الحظ الأوفر من النهضة العملاقة التي تشهدها المملكة اليوم، لتكون المرأة عاملاً مساعداً في مسيرة التطور ودعم عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لتتعدى إنجازاتها العالمية وتصبح مثالاً مشرفاً يحتذى بها في العالم العربي والإسلامي بل على المستوى الدولي. حيث عاشت المرأة السعودية حلمها على أرض الواقع، بعدما منحتها "رؤية المملكة 2030" وعرَّابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان فرصة كبيرة لتعزيز حضورها أمام العالم، فقد تبوأت مكاناً يليق بها، من توليها مناصب سياسية وتعليمية واقتصادية وغيرها من القطاعات المهمة في البلاد، ومشاركتها الفعالة في مجلس الشورى والمجال الأمني، كما دخلت انتخابات المجالس البلدية، ولم يقتصر دورها على تلك الأدوار بل تعداه إلى توليها لأول مرة منصب "سفير"، ففي المملكة القرارات مستمرة لخدمتها ولأتاحه لها بأن تعمل مكملة لنصفها الآخر -الرجل-، في سبيل تحقيق توازن التمكين والعطاء فيما يخدم أهداف التنمية لهذا الوطن. وفي ذكرى بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، تتهافت الأصوات وتعلو حبًا وولاء لأمير أمير الشباب صاحب الرؤية العالمية، نصير المرأة وقوتها، محفز الشباب، مطور الأجيال ومحقق الآمال، ففي عهده -حفظه الله- كان للمرأة السعودية نصيب كبير من قراراته واهتماماته، فمعه رأت المرأة السعودية الكثير من النور، إبداعات تتلو إبداعات، وإنجازات حققت أعلى المستويات على الصعيدين المحلي والعالمي أيضًا، فكانت وما زالت المرأة السعودية هي سيدة النساء الطموحات والمبتكرات، وهي أيضا صاحبة الخطوات القوية والشغوفة في شتى المجالات. تمكين المرأة شعار لرؤية المملكة المطلع على دوائر صنع القرار في المنظمات الدولية يلاحظ تنامي الاهتمام بقضية المرأة كأحد أهم الملفات الساخنة على الساحة الدولية، والتي أخذت حيزاً مهماً من جداول أعمال المؤتمرات والمنتديات والاجتماعات للمؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وقطاع الأعمال، يأتي هذا الاهتمام مدفوعاً بالإيمان بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع باعتبارها فاعلاً رئيساً في البناء والتنمية، وإذا كان الانتقاض والتحجيم التي تعاني منه المرأة وقضاياها الحقوقية عند بعض الشعوب انعكاساً لصورتها المشوهة في معتقداتهم فالأمر ليس كذلك في مجتمعنا السعودي، فذلك أن التقدير وقيم الإنصاف والعدالة الاجتماعية والوفاء بالحقوق جزء أصيل من مكونات هويتنا الثقافية بل وجزء من معتقداتنا، ومن هنا كانت صورة المرأة السعودية عند قادة هذه البلاد انعكاساً لتلك الثقافة وترجمة لقيمها فهم أبناء للقائد الفذ المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي ما فتئ يهتف باسم أخته "أنا أخو نورة" اعتزازاً وفخراً، فهي المستشارة والداعمة بل والشريكة في استعادة الملك وإدارة ما يخص شؤون النساء في الدولة. النظرة الثاقبة لشبيه جده مهندس الرؤية وقائد إستراتيجية التطوير والبناء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أحدثت حراكاً تنموياً لملف المرأة السعودية، فالنظرة التحليلية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 تكشف عن تصدر قضية تمكين المرأة ضمن أهم أولوياتها باعتبارها عنصراً أساسياً في تكوين المجتمع وأحد القوى المحركة ذات التأثير الحيوي على التنمية، ولقد أصبح موضوع تمكين المرأة شعاراً لرؤية المملكة العربية وجزءاً رئيساً من اهتماماتها، وإيماناً بدورها الأساسي والمحوري في تحقيق التنمية التي لا تكتمل إلا بمشاركتها، حيث تعهدت الرؤية المرأة واستثمار طاقاتها الإنتاجية من خلال خلق بيئة داعمة ومحفزة تمكنها من بناء مستقبلها والمساهمة بفعالية في تنمية مجتمعها. نهضة قوية للمرأة وعصر ذهبي النقلة النوعية في تمكين المرأة السعودية بجميع المجالات كبيرة، فلا يكاد يمر يوم إلا وتتوالى فيه إنجازات دعم وتمكين المرأة السعودية على مختلف الأصعدة، خاصة بما يتعلق بحقوق المرأة ومنحها الحقوق التي تواكب رؤية 2030، والتي تتماشى مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي بدورها تصب في صالح المرأة والطفل بشكل خاص، فالمرأة أصبحت سيدة نفسها، إنها نهضة قوية وعصر ذهبي، وقرارات تاريخية، وفرحة وطن لا تعادلها فرحة، وبداية مرحلة جديدة للمرأة السعودية، الآن أصبحت حقوق المرأة واضحة دون المساس بالقيم والثوابت الدينية، ومدعومة نظاميًا، ومن يمنعها منها يصبح مسؤولًا أمام النظام، ومُطالبًا بتنفيذ كل تفاصيلها، وبذلك يعود للمجتمع التوازن العام وتتحقق العدالة للجميع. من المعلوم أن المرأة تشكل نصف المجتمع، فقد كانت المرأة السعودية أمام تحد كبير ونجحت فيه -ولله الحمد-، لتثبت للعالم بأن دورها في رؤية المملكة 2030 كان محلًا للثقة، وأنها قادرة على العمل والتطوير وصناعة الإنجازات في شتى الميادين، فالمرأة السعودية اليوم وفي عهد ولي العهد -أيده الله- نالت عديدا من الحقوق بتمكينها وتسويتها بالنصف الآخر من المجتمع، فالمرأة السعودية في وقتنا الحالي أصبحت مثالًا يحتذى به في وصولها عالميًا في ريادة الأعمال والسياسة والرياضة، والفضل يعود إلى الله، ثم لتمكين المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.