أصبحت المرأة السعودية محط أنظار العالم للحديث عنها وذلك بعد منح الثقة الملكية الكاملة لها، حيث استطاعت أن تخطو مسيرتها التاريخية بحزمة من التفوق والنجاح الباهر في مجالات متعددة، والتي أثبتت كفاءتها وقُدراتها من خلال تقديم الكثير من الاختراعات والإنجازات والأبحاث العلمية والخدمات الصحية والتعليم، كما انها مثلت وطنها في العالم وأيضاً دورها الدبلوماسي والبرلماني. فما تشهده المرأة السعودية اليوم من اهتمام كبير من قبل ولاة الأمر ليس بالجديد بل إنها لاقت مكانتها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- وحتى عهد ملك الحزم وولي عهده، فقد توالت القرارات والأوامر التي تستهدف الرفع من شان المرأة السعودية وينالها الحظ الأوفر من النهضة العملاقة التي تشهدها المملكة اليوم، لتكن عاملاً مساعداً في مسيرة التطور ودعم عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لتتعدى إنجازاتها العالمية وتصبح مثالاً مشرفاً يحتذى بها في العالم العربي والإسلامي بل على المستوى الدولي. فالمرأة السعودية عاشت حلمها على أرض الواقع بعد ما منحتها "رؤية المملكة 2030" وعرَّابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان فرصة كبيرة لتعزيز حضورها أمام العالم، فقد تبوأت مكاناً يليق بها من توليها مناصب سياسية وتعليمية واقتصادية وغيرها من القطاعات المهمة في البلاد، ومشاركتها الفعالة في مجلس الشورى والمجال الأمني، كما دخلت انتخابات المجالس البلدية، ولم يقتصر دورها على تلك الأدوار بل تعداه الى توليها لأول مرة منصب "سفير في المملكة، فالقرارات مستمرة لخدمتها ولأتاحه لها بأن تعمل مكملة لنصفها الآخر -الرجل-، في سبيل تحقيق توازن التمكين والعطاء فيما يخدم أهداف التنمية لهذا الوطن. وقالت سلطانه البديوي عضو مجلس الشورى: دعونا نبدأ من حيث انتهى آخر إنجاز حققته المملكة في دعم حقوق المرأة والذي جاء في تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2020 (الصادر من مجموعة البنك الدولي والذي أشار إلى القفزات النوعية التي حققتها المملكة بحصولها على درجات متقدمة، وتصنيفها الدولة الأكثر تقدماً واصلاحاً من بين 190 دولة متفوقة على كثير من دول العالم في مجال حقوق وتمكين المرأة)، مُتابعةً إن هذا الإنجاز ما كان له أن يكون لولا توفيق الله أولاً ثم النظرة الثاقبة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ثم دعم صاحب الإرادة القوية والشجاعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد – حفظهم الله-، حيث عمل وبشكل لافت وعلى كافة الأصعدة سواء كانت المحلية أو الدولية على دعم حقوق المرأة والعمل على إجراء إصلاحات جذرية، منها ما يمس الجوانب التشريعية، ومنها التنظيمية، ومنها ما كان في فسح الفرص أمام الكفاءات الوطنية النسائية لتمثيل الوطن والمشاركة في صنع واتخاذ القرار. ولفتت البديوي أنه منذ عام 2015 والإصلاحات تتوالى مُتوجة بحزمة من القرارات التي أحدثت نقلة نوعية لواقع المرأة السعودية، ولعل أبرزها في عام 2018 بالسماح للمرأة بقيادة السيارة مما ساهم في اكتفاء كثير من الأسر السعودية في جانب النقل وخدمة الأسرة بكل أريحية، فإن هذه الإصلاحات راعت جوانب كثيرة ظلت المرأة ولسنوات طويلة تعاني منها وتحرمها أبسط حقوقها في حمل إثبات أولادها في وقت كنا نقرأ ونسمع عن حالات تنكر فيها الرجال لأولادهم وتركوهم دون إثباتات مدنية وحرموهم، بدعوى الإهمال أو مكايدة الطليقة حتى جاءت توجيهات سمو ولي العهد بتعديل بعض مواد الأحوال المدنية والتي منحت الأم حق الإبلاغ عن المولود ومنحها حق التبليغ عن الزواج والطلاق والرجعة والمخالعة، بل إن التعديلات لم تقتصر على هذا الجانب إلا أنها شملت أيضاً حرية التنقل والسفر وريادة الأعمال ومراعاة حقها في بعض جوانب التقاعد كما الرجل. من جهتها قالت أ. د. نوف العجمي وكيلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون الطالبات: تحل علينا ذكرى عزيزة على المواطن السعودي ألا وهي الذكرى الثالثة لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب المبادرات الخلاقة وصانع التغييرات وملهم الشباب، فهي مناسبة ذات أثر كبير في نفوس الشعب السعودي عامة وعلى الوجه الخصوص المرأة السعودية، كونها شكلت تحولات عُظمى ومنجزات وطنية تحققت برؤية وبصيرة وعزيمة ولي العهد وثقة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- وتأتي ذكرى هذه البيعة ونحن نعيش في زمن تحقيق الإنجازات والأهداف لرؤيته 2030، التي رسمت لنا مستقبلاً مشرقاً فأحدثت نقلة نوعية في مختلف المجالات، والتي جعلت المملكة في مصاف الدول الكبرى في كثير من الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية بل تفوقت عليها، ولا ننسى دوره البارز في الحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي. وتضيف الدكتورة وحظيت المرأة السعودية نصيباً من تلك النقلة بدعم كبير من مهندس التغير وعرّاب الرؤية، لتمكين المرأة واستثمار إمكاناتها للمشاركة بشكل فاعل في التوجهات التنموية للوطن الطموح وزيادة نسبة الدعم في مشاركتها في جميع المجالات، مُتابعةً وقد تزامنت ذكرى بيعة سمو ولي العهد مع جهود المملكة العربية السعودية الجبارة في احتواء جائحة فايروس كورونا المستجد بإجراءات وآليات تفوقت فيها على جميع دول العالم، وأثبتت لنا كسعوديين اهتمام قيادتنا الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان حفظهما الله، بالإنسان على أرض هذا الوطن مقيماً كان أو مواطناً، وأنه نفس مقدرات هذه الأرض فهنيئاً لنا بقيادة تحبنا ونحبها. وتحدثت د. نوف التميمي وكيلة عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الأمير سطام: إن المطلع على دوائر صنع القرار في المنظمات الدولية يلاحظ تنامي الاهتمام بقضية المرأة كأحد أهم الملفات الساخنة على الساحة الدولية، والتي أخذت حيزاً مهماً من جداول أعمال المؤتمرات والمنتديات والاجتماعات للمؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وقطاع الأعمال، يأتي هذا الاهتمام مدفوعاً بالإيمان بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع باعتبارها فاعلاً رئيساً في البناء والتنمية، وإذا كان الانتقاض والتحجيم التي تعاني منه المرأة وقضاياها الحقوقية عند بعض الشعوب انعكاساً لصورتها المشوهة في معتقداتهم فالأمر ليس كذلك في مجتمعنا السعودي، فذلك أن التقدير وقيم الإنصاف والعدالة الاجتماعية والوفاء بالحقوق جزء أصيل من مكونات هويتنا الثقافية بل وجزء من معتقداتنا، ومن هنا كانت صورة المرأة السعودية عند قادة هذه البلاد انعكاساً لتلك الثقافة وترجمة لقيمها فهم أبناء للقائد الفذ المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله- الذي ما فتئ يهتف باسم أخته "أنا أخو نورة" اعتزازاً وفخراً، فهي المستشارة والداعمة بل والشريكة في استعادة الملك وإدارة ما يخص شؤون النساء في الدولة. وتابعت التميمي أن النظرة الثاقبة لشبيه جده مهندس الرؤية وقائد استراتيجية التطوير والبناء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أحدثت حراكاً تنموياً لملف المرأة السعودية، فالنظرة التحليلية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 تكشف عن تصدر قضية تمكين المرأة ضمن أهم أولوياتها باعتبارها عنصراً أساسياً في تكوين المجتمع وأحد القوى المحركة ذات التأثير الحيوي على التنمية، ولقد أصبح موضوع تمكين المرأة شعاراً لرؤية المملكة العربية وجزءاً رئيساً من اهتماماتها، وإيماناً بدورها الأساسي والمحوري في تحقيق التنمية التي لا تكتمل إلا بمشاركتها، حيث تعهدت الرؤية المرأة واستثمار طاقاتها الإنتاجية من خلال خلق بيئة داعمة ومحفزة تمكنها من بناء مستقبلها والمساهمة بفعالية في تنمية مجتمعها.