التصق اسم اللاعب والمدرب والحكم الدولي الأسبق عبدالرحمن الموزان (84 عاماً) بالحركة الرياضية في المنطقة الوسطى بارتباط وثيق منذ 67 عاماً وتختزل ذاكرته كمعاصر ومصدر أولي لتاريخها الرياضي.. شريط طويل من الذكريات الحافلة بالأحداث والمواقف التي شهدها وعاش وقائعها داخل الملاعب وخارجها. فقد بدأ تاريخه الرياضي كلاعب بنادي أهلي الرياض (الرياض حالياً) مطلع عام 1375ه الموافق 1955م، وبعد عدة أشهر ارتدى شعار نادي الشباب عقب انتقاله لصفوفه مع نجمي الأهلي الأخوين زيد وراشد بن مطرف ومثل الثلاثة «شيخ الأندية» في تلك الحقبة وانتهت علاقتهم بالشباب باستقالة مؤسسه ورئيسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «رحمه الله» فعاد الأخوان المطرف لناديهم السابق «الأهلي» فيما اختار الموزان الذهاب مع ابن سعيد واستمر معه حين أسس الأولمبي (الهلال حالياً) فكان الموزان واحداً من أول جيل لاعبين ارتدوا شعار الهلال عند قيامه على يد مؤسسه عبدالرحمن بن سعيد عام 1377ه الموافق 1957م وبقي مع الهلال حتى عام 1379ه إذ استأذن الموزان من رئيسه «أبي مساعد» في العودة لناديه الأول -الأهلي- ولم يمانع فذهب واستمر فيه حتى اعتزاله الكرة وتخللها تمثيله في نهائي كأس الملك أمام أهلي جدة عام 1382ه الذي رعاه الملك فيصل عندما كان ولياً للعهد آنذاك. «أهلي جدة» قلّص شعبية «أهلي الرياض» بهدف (الكلجة) قوة شخصيته سر نجاحه بعد اعتزاله اتجه الموزان إلى ميدان التحكيم ليبرز بفضل قوة شخصيته القيادية وقراراته الجريئة وبرع كواحد من أفضل الحكام الذين أنجبتهم الملاعب السعودية حتى اليوم وتخللها توليه مهمة تدريب ناديه -أهلي الرياض- بين عامي 86-1387ه. زيد ومبارك الأفضل وفي حديث خاص ل(الرياض) سألنا هذا الرمز الرياضي العريق عن أفضل ثنائي متناغم من اللاعبين وأكثرهم انسجاماً في تبادل التمريرات المتقنة بينهما مر عليه خلال مشواره الطويل مع الأندية الثلاثة فأجاب قائلاً: «أفضل لاعبين متفاهمين في تناقل الكرة بينهما شاهدتهما في الملاعب ولعبت معهما واعتزلت وهما لا يزالان يلعبان.. الكابتن زيد بن مطرف والمايسترو مبارك الناصر نجما أهلي الرياض سابقاً ومن وجهة نظري الخاصة لم يمر على الملاعب السعودية لاعبان اثنان يجيدان أسلوب تبادل نقل الكرة بطريقة ال (ون- تو) بصمت وحكمة مثلهما. ابن مطرف يرفض عرض الأهلي المصري وأتذكر بهذه المناسبة أنه سبق أن عُرض على الكابتن زيد بن مطرف الاحتراف في مصر الشقيقة قبل 60 عاماً عندما لعب وتألق في صفوف المنتخب السعودي الأول في الدورة العربية بالمغرب عام 1961م حينما فاوضه أحد المسؤولين المصريين عارضاً عليه الانتقال للأهلي المصري لكن المطرف رفض العرض وأيامها كانت صفوف أهلي مصر تزخر بكبار نجومه السابقين أمثال طارق سليم والسيد الضظوي والشيخ طه ورفعت الفناجيلي وصالح سليم وعبده صالح الوحش وعبدالوهاب سليم وعادل هيكل وغيرهم. أمام مسجد حي الباطن وحقيقة زيد بن مطرف لاعب فذ فناً وخلقاً وعطاءً وسلوكاً ولم ولن تنجب الملاعب السعودية من وجهة نظري مثل هذا اللاعب ولعب للأهلي فقط حتى اعتزاله وهو حالياً إمام مسجد في حي الباطن بالرياض. وسبق لي تدريبه عندما كنت مدرباً لناديه بمسماه القديم (أهلي الرياض) عامي 86-1387ه ودربت أيضاً الكابتن مبارك الناصر وللتاريخ أقول لم أرَ اثنين متفاهمين في الملاعب مثلهما حتى اليوم ومبارك (أبو ندى) الكثير من الجماهير الرياضية تعرفه أعطاه الله الصحة والعافية. مبارك الناصر وزيد بن مطرف أفضل ثنائي أنجبته الملاعب السعودية «مدرسة الوسطى» اسم على مسمى وبسؤال الرمز الرياضي الكبير عبدالرحمن الموزان عمن لقب أهلي الرياض ب(مدرسة الوسطى) في النصف الأول من ثمانينيات القرن الهجري الماضي رد قائلاً: «للأسف لا أتذكر من أطلق هذا اللقب لكن المباريات التي كان يخوضها نجوم هذا الفريق والعطاء الفني المميز الذي يقدمونه يعد مدرسه رياضية كروية وكانت صفوفه تضم نجوماً كباراً أمثال المدافع العملاق علي حمزة وحارس المنتخب الأول الدولي حامد نقادي رحمه الله بجانب زيد وراشد بن مطرف وناصر بن سيف رحمه الله ومطلق العبدالمحسن رحمه الله ومبارك الناصر كان النادي يستقطب مجموعة من اللاعبين وكانت المنتخبات السعودية تزخر بنجوم أهلي الرياض». أهلي جدة قلّص شعبية أهلي الرياض! وتطرق الموزان إلى أول نهائي لكأس الملك تأهل له ناديه وقابل أهلي جدة في المباراة الختامية عام 1382ه، وذكرياته عن ذلك النهائي قائلاً: «تلك المباراة كانت مفترق طرق لنادينا فلو فاز على أهلي جدة وتوج بالكأس لاستقطب جماهير المنطقة الوسطى لكنه للأسف خسر بشرف بهدف في الوقت الإضافي أحرزه مهاجمه إبراهيم عشماوي –الكلجة- رحمه الله وكانت المباراة برعاية الملك فيصل رحمه الله وأتذكر أن ملعب الصائغ غص بالحضور الجماهيري وكانت سعة الملعب تقارب 10 آلاف متفرج». نجوم في ذاكرة الزمن وعن أفضل لاعبين مروا عليه في الأندية الثلاثة التي ارتدى شعارها أجاب الموزان: «لاعبون عديدون كانوا مميزين بمستوياتهم وبعضهم دفنت أسماؤهم في غياهب النسيان مثل مدافع الشباب عبدالله بن منيّع لاعب فنان أيضاً هناك الظهير الأيمن الذي لعب للشباب ثم للهلال صالح أمان رحمه الله إضافة إلى صالح جابر رحمه الله كان لاعب وسط ممتاز في الهلال وهو لاعب سوداني حصل على الجنسية وقبلها كان يلعب في الوحدة بمكة المكرمة فضلاً عن قائد الهلال مبارك عبدالكريم نجم لا ينسى أبداً رحمه الله. أما أهلي الرياض فكما أشرت آنفاً لزيد بن مطرف إضافة إلى دحمان السلوم ومطلق العبدالمحسن رحمهما الله». صورة نادرة تنشر للمرة الأولى لفريق «أهلي الرياض» يظهر فيها اللاعب عبدالرحمن الموزان «الثاني من اليسار وقوفاً» عام 1382ه (أرشيف: المرحوم فهد أبو هاشل) مايسترو أهلي الرياض والدولي السابق مبارك الناصر 1385ه (أرشيف: خالد الزلال) عملاق دفاع الهلال صالح أمان -رحمه الله- 1381ه نجم أهلي الرياض والمنتخب السابق زيد بن مطرف «الأول من اليمين» مع شقيقه راشد وعبدالعزيز الجمعان 1385ه