واليوم بحثنا عن نجم الأمس (مطلق العبدالمحسن) فوجدناه لا يبرح منزله وحالته الصحية صعبة وازدادت سوءاً في أعقاب تعرضه قبل ثلاثة أعوام لجلطة إصابته بشلل في شقه الأيسر ويعاني حالياً من مشاكل الضغط والسكر الذي ساهم في اضعاف بصره وحالته المادية متواضعة إذ يعيش حالياً على راتبه التقاعدي الضعيف ومقداره ألفي ريال وعندما زرته في بيته البسيط جاءني يتوكأ على عصا ويعاضده نجله الأكبر (عبدالمحسن).. وحين اسأله كانت كلماته تخرج قليلة.. وبخطى متثاقلة.. وأحياناً لم تكن ذاكرته تسعفه للمزيد من الايضاح ومعرفة التواريخ بوجه خاص. كرة الأهلي بالشميسي سألت مطلق في مستهل حواري المقتضب معه عن بداية ارتباطه بالكرة فاجأبني: أتذكر في صغري شغفي بالكرة وحرصي على متابعة تمارين لاعبي أهلي الرياض في ملعبهم بالشميسي لقربه من منزلنا وذلك في النصف الثاني من عقد السبعينيات الهجرية وأذكر من اللاعبين زيد وراشد المطرف وعبدالرحمن الموزان ومحمد الرويشد. وفي عام 1379ه التحقت بصفوف الأهلي قبل تسجيل الأندية رسمياً عام 1380ه وكان مقره منزل شعبي بالقرب من دويرة أم سليم وتدربت مع مدرب مصري وآخر سوداني لا أتذكر اسميهما وجاء بعدهما المدرب السوداني (السر سالم) (يرحمه الله) الذي قادنا في نهائي كأس الملك لعام 1382ه . أما أجمل الأهداف التي سجلتها فكانت في شباك أهلي جدة في مباراة خضناها معه في ملعب الصبان بجدة في موسم 84- 1385ه . منتخب الوسطى اعتز كثيراً باختياري في منتخب الوسطى بعد بروزي في المباراة الختامية للكأس 1382ه وكان يدرب المنتخب المدرب الراحل (أحمد عبدالله) والد النجم الكبير ماجد عبدالله ويساعده المدرب عبدالله الكنج يرحمهما الله. الصايغ والكنعان والبديع واعتز أيضاً بكبار رجالات أهلي الرياض الإداريين السابقين أمثال محمد عبدالله الصايغ وصالح الكنعان (يرحمهما الله) وكذلك عبدالعزيز البديع كانت لهم مواقف رجولية لا تنسى مع اللاعبين.. وبخاصة (أبو عبدالله الصايغ) الأب الروحي للنادي الذي حقيقة لم يوفي حقه نظير تضحياته وعطائه بلا حدود لشباب ورياضيي الوسطى عامة وللاعبي أهلي الرياض خاصة. وهذه الخاصية ما زالت موجودة في نادينا حتى اليوم بوجود رجال أوفياء لهم مواقفهم المشرفة مع اللاعبين من أمثال رئيس النادي صاحب السمو الملكي الأمير بندر عبدالمجيد وعضو الشرف الفعال الأستاذ ماجد الحكير. كرهت كل شيء ويتحدث نجم أهلي الرياض السابق مطلق العبدالمحسن عن سبب انقطاعه المفاجئ واعتزاله اللعب دون سابق موعد فيقول: في موسم 87- 1388ه وجدت نفسي في أحد الأيام في حالة جسدية ومعنوية صعبة كرهت فيها كل شيء.. ولم أعد أطيق حتى لمس الكرة أو حضور المباريات.. كنت وما أزال أفضّل وارتاح للبقاء في المنزل.. أكره مغادرته بل وأتعب كثيراً إذا هممت بالذهاب إلى النادي أو فكرت بأداء التمرين ومنذ ذلك التاريخ وأنا لا أبرح داري. وقبل ثلاث سنوات تعرضت لجلطة أصابتني بالشلل في الجانب الأيسر من جسمي ومكثت عاماً كاملاً لا أتحرك ولكن بفضل الله ثم بجلسات العلاج الطبيعي بدأت استرد شيئاً من عافيتي مع انتظامي في حضور الجلسات في مستشفى الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله رحمة واسعة». رعاية القدامى مطلوبة وبالمناسبة أدعو القائمين على الرياضة السعودية والقادرين من مسؤولي الأندية إلى ضرورة الاهتمام باللاعبين القدامى ومتابعة شؤونهم ورعاية العاجزين منهم.. فهم أحوج ما يكونوا اليوم إلى من يلتفت إليهم ويخفف عنهم معاناتهم. (أبو عبدالله الصايغ) في إحدى المناسبات الرياضية عام 1379ه ويظهر في الصورة بجانبه محمد جمعة الحربي.. والوقوف من اليمين: عبدالله الحيان - راشد المطرف - منصور السلوم - عبدالله الشميسي - مشجع يماني - (مطلق العبدالمحسن) - مجهول - عبود بن رويجح - علي باخريبة