جميعنا يعرف من هو الفرنسي زين الدين زيدان سواء كان لاعباً أو مدرباً، فهو أمتعنا لاعبا قبل أن يمتعنا مدربا، وهو من كان يروض الكرة بكل فن وإبداع، وإن لم تكن تعشقه فأنت تحترمه على الأقل، فما حققه خلال مسيرته سواء مع المنتخب الفرنسي أو الأندية التي لعب لها يجعل منه أيقونة من أيقونات كرة القدم، لأنه يمتلك لمسة ساحرة في كرة القدم، وفكر عبقري في بناء الهجمة. فمنذ أن استلم زيدان تدريب «الملكي» في عام 2016م حقق ما عجز عنه المدربون الآخرون، وهو تحقيق ذات الأذنين ثلاث مرات متتالية وعبث بتاريخ أوروبا بأكملها، وهناك من يشكك في قدراته ويقول أنه محظوظ ليس محظوظاً بل نحن المحظوظون لمشاهدة ما يفعله في الساحة المستديرة، وفي آخر خمس سنوات استطاع الريال بقيادة «زيزو» بلوغ نصف النهائي أربع مرات، ولا يزال البعض ينعته بالمحظوظ، وخلال هذه المدة حقق احدى عشر لقباً متمثلة في ثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا، ولقبان الدوري الإسباني، مثلها في السوبر الإسباني، والأوروبي، وكأس العالم للأندية. ففي هذا الموسم مر «المرينجي» بظروف صعبة ويعتبر من أصعب المواسم بعد تعرض لاعبيه لستة وخمسون إصابة ولا يزال الموسم لم ينتهي، ورغم هذه الإصابات التي لحقت به، إلا أنه استطاع أن ينافس على لقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، ولو مر مدرب آخر بهذه الظروف لما وصل إلى ما وصل إليه زيدان، لأنه قادر على إخراج أفضل ما لدى اللاعب، فهو أول مدرب يفوز على العملاق الكاتلوني برشلونة ذهاباً وإياباً منذ موسم 2007م بقيادة براند شوستر، أيضاً أو مدرب يفوز على نفس الفريق ثلاث مرات متتالية منذ عام 1979م. ما يفعله الفرنسي برفقة الريال ليس بالحظ بل بالفكر، فهو يعرف كيف يدير الفريق ويخرجه من الضغط، فهو قادر على تهيئة وتجهيز الفريق للمباريات الكبيرة ويعرف كيف يبطل قوة المنافس، وشاهدنا المباريات الماضية عندما لعب ضد ليفربول في دوري الأبطال وتغلب عليه، ثم برشلونة وتغلب عليه، ثم «الريدز» مرة أخرى واستطاع العبور من أمامه لنصف النهائي كل هذه في ظرف ثلاثة أيام ما بين المباراة والأخرى، وبغياب أهم ركائز الفريق المدافعان الإسباني سيرجيو راموس والفرنسي رافايل فاران، فأثبت للجميع أنه يمتلك عبقرية عالية، وقادر على إجاد توليفة بالرغم من الظروف، فالداهية زيدان صنع من نفسه اسطورة كلاعب يخلد اسمه في التاريخ، وبدأ بكتابة اسمه بين أفضل المدربين، فمن النادر أن نجد أحد فعل مثل ما فعل «زيزو». ختاماً: قالوا قديماً: إذا أردت الانتقام فأحفر قبرين لك ولغريمك، ومع «زيزو» تغيرت هذه القاعدة وأصبحنا نقول: إذا أردت الانتقام فأحفر قبرين لك ولأحلامك.