شنت الحكومة الأمريكية هجمات دبلوماسية ومالية اليوم الخميس استهدفت مسؤولين روس وشركات روسية، لتُحمِّل موسكو بذلك مسؤولية سلسلة من الأخطاء تتراوح بين التلاعب في الانتخابات الأمريكية، إلى ضم شبه جزيرة القرم. وأعلن البيت الأبيض اليوم أن تحرك واشنطن شمل طرد 10 دبلوماسيين روس من الولاياتالمتحدة، وفرض عقوبات على العديد من المنظمات والأفراد في روسيا، نتيجة لهجوم سيبراني ألقت فيها أمريكا باللائمة على موسكو. وأضاف البيت الأبيض في بيان أن الدبلوماسيين الروس الذين تقرر طردهم بينهم خمسة موظفين يعملون في الاستخبارات الروسية. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم منع البنوك الأمريكية من التداول في الديون الجديدة الخاصة بالدولة الروسية اعتبارا من 14يونيو. وجاء في بيان البيت الأبيض: "أوضحت إدارة بايدن أن الولاياتالمتحدة تريد علاقة مستقرة ومضمونة مع روسيا". وأشار البيان إلى أن الهدف هو إلحاق وجع بروسيا بأسلوب استراتيجي واقتصادي مؤثر إذا ما سعت إلى تصعيد زعزعة استقرار العمل الدولي. وتشمل قائمة الأنشطة التي تقول الولاياتالمتحدة إنها تريد تحذير روسيا منها: التدخل في الانتخابات الأمريكية والهجمات السيبرانية واستخدام الفساد للتأثير على الحكومات الأجنبية واتخاذ تصرفات ضد المعارضين أو الصحفيين وانتهاك مبادئ القانون الدولي. كما أشارت البيانات إلى مزاعم بأن المسؤولين الروس عرضوا مكافآت على مسلحين في أفغانستان قتلوا قوات أمريكية. وأثار الرئيس الأمريكي جو بادين، مؤخرا، المخاطر في علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وجاء ذلك بعد أسابيع قليلة منذ رد بايدن بالإيجاب عندما سئل في مقابلة إذا كان يعتقد أن بوتين "قاتل". ولم تعترف الولاياتالمتحدة بضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014 وأدانت دعمها للمسلحين الانفصاليين بشرق أوكرانيا. كما أدانت أمريكاموسكو لمحاولتها اغتيال المعارض الروسي أليكسي نافالني العام الماضي. ورغم ذلك، اقترح بايدن في وقت سابق الأسبوع الجاري عقد قمة مع بوتين. وقبل الإعلان رسميا عن العقوبات، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، لوكالة أنباس "تاس" الروسية، إن موسكو سوف تعتبر أي عقوبات غير قانونية. وبعد الإعلان الأمريكي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الرد على العقوبات "أمر حتمي". وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن العقوبات المتعلقة بالتدخل المزعوم في الانتخابات تطال 32 من الأفراد والكيانات في روسيا. وأضافت أنه بالتنسيق مع أستراليا وبريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي، جرى فرض عقوبات على ثمانية أفراد وكيانات متورطة في الفساد في شبه جزيرة القرم. وجاء في بيان للخارجية الأمريكية: "المقصود من هذه الإجراءات هو تحميل روسيا المسؤولية عن أفعالها المتهورة.. وسوف نتصرف بصرامة تجاه السلوكيات الروسية التي تسبب ضررا لنا أو لحلفائنا وشركائنا".