لا يكاد يمر لقاء على النجوم العرب من الشباب إلا ويأتي ذكر العالمية كأهم حلم لمعظمهم، وهم بالكاد يعرفون ماذا تعني هذه العالمية وما الطريق إليها، وما الذي سيترتب عليها، وفي المقابل نشاهد نجوما عالميين ينسحبون من المشهد طوال الوقت، باحثين عن حياة طبيعية وجماهيرية أقل، ممن يملكون الشهرة والشعبية التي يتحدث عنها النجوم الشباب في الوطن العربي ويحلمون بها طوال الوقت. يتحدثون عن العالمية كأنها حلم سهل، وكأنها مجرد رحلة إلى هوليوود، يأتي بعدها كل شيء، وفي النهاية نجدهم يفقدون ما لديهم هنا، وحماسهم لما كانوا يحلمون بتحقيقه هناك، ليبدؤوا في التراجع شيئاً فشيئاً حتى يختفون تماماً. تأتي العالمية كحلم لمعظم النجوم الشباب في صورة كبيرة، يضعونها أمام أعينهم دون أن ينظروا للصورة الأصغر، وهي الجماهيرية والنجاح في حدودهم المنطقية والمناطقية أولاً، حدودهم المسموح بالبدء في رسم الأحلام من عندها، ما يجعلهم يعلقون أي فشل يمرون به على الجمهور الذي حولهم وأنه لا يعي حجم وأهمية ما يقدمون، دون أن يفهموا أن طموحاتهم التي تجاوزت هذا الجمهور هي السبب الحقيقي خلف هذا التراجع والفشل، كون هذه الطموحات أفقدتهم التركيز على ما كانوا يجب فعلاً أن يركزوا عليه. معظم الباحثين عن العالمية ممن يكثرون الحديث عنها، يعتقدون أنها مليئة بالمكاسب، والحقيقة أن العالمية مكاسبها مرتبطة بوعي من تحققت له ومدى شعوره بالمسؤولية تجاهها، ولذلك لم تتحقق لأي فنان عربي بعد بالشكل الذي يريدونه، حتى عندما تحققت لعمر الشريف في الماضي فقدها سريعاً والحقيقة أنهم لم يعودوا يذكرونه كما يستحق، رغم كل ما قدمه هناك، ونحن فقط من يذكره.. جمهوره العربي. حاول الكثير من النجوم الشباب أن يمهدوا لأنفسهم طريقاً إلى العالمية ما فوّت عليهم الكثير من الفرص هنا، بعضهم استوعب الخسائر التي قد تحدث فتراجع سريعاً حتى لا يخسر شيئاً كالفنان تامر حسني، وبعضهم تأخر في استيعاب الأمر فخسر بعض الشيء كالفنانة ميريام فارس، وبعضهم لم يتوقف أحد عند محاولاته كالفنانة مايا دياب، لكن في كل المرات لم ينجح أحد.. وهنا يأتي السؤال الأهم.. هل العالمية "فنياً" مهمة لهذه الدرجة؟.