سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إعلامية مصرية ترى أن الإعلام الإسلامي مسؤولية كلفنا بها الله ... وتعترض على إلغاء أي قناة فضائية . نشوى الرويني : حملات الانتخابات العربية "عشوائية" ... وتخدم الحكومات وليس "الشعوب"
منذ صغرها والقنوات الإعلامية تعرفها... أطلت على الشاشة وهي في ال15 من عمرها... قدمت برامج عدة من الخليج إلى لندن ثم مصر ثم الخليج ثانية، أسست لنفسها مداراً إعلامياً تتحرك فيه، ما منحها القوة والسيطرة وجعلها ضمن أقوى 20 امرأة عربية بحسب استطلاع لمجلة"فوربس"..."شاعر المليون"ولد على يدها وتجد فيه ظاهرة لا مثيل لها. أهدافها كبرى وغاياتها عالية ومساراتها في كل اتجاه... تمارس الإعلام والإدارة معاً لتثبت أن الخطين المتوازيين يلتقيان. نشوى تراهن على الجمهور العربي كثيراً، وتجد فيه السبب الرئيسي لكل نجاح... لا تزال تتعلم كل يوم وتعد الآن أطروحة الدكتوراه حول فلسفة الدعاية الإسلامية، وفي الوقت نفسه تعد شباباً خليجياً وعربياً للالتحاق بالسينما العالمية. نشوى الرويني إعلامية تستحق أن نركن إليها قليلاً ونتحاور معها في كل شيء... فإلى التفاصيل: بدأت في دراستك الجامعية بالأدب الإنكليزي ثم خضت غمار السياسة في الماجستير والآن تعدين للدكتوراه في فلسفة الدعاية الإسلامية... فما سر هذه الخلطة السرية؟ - بالفعل درست الأدب الإنكليزي في الجامعة، وعلى رغم ذلك كنت أحلم بالالتحاق بكلية الطب بعد حصولي على مجموع كبير في الثانوية العامة، ولكن ظروف سفر والدي وعمله في قطر ورفضه أن أعيش بمفردي فى القاهرة لدراسة الطب وأن أقيم في مصر بعيداً عن الأسرة كان وراء اختياري الأدب الإنكليزي بديلاً بحكم عشقي للغات والآداب والشعر التي رباني والداي عليها من طفولتي. وبالنسبة إلى التحول للسياسة في رسالة الماجستير فكان هذا بحكم عملي الإعلامي واقترابي من الأحداث، إذ فرضت السياسة نفسها على اهتماماتي في تلك الفترة، و قدمت رسالة الماجستير تحت عنوان"السياسة الخارجية لآسيا وأفريقيا"، والأطروحة كانت السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية في الفترة ما بين 1990 - 1998 لأن هذه الفترة شهدت تحولات كبيرة في السياسة الخارجية لإيران. وبالنسبة إلى موضوع رسالة الدكتوراه فهو يتعلق بالجانب الإعلامي في الخطابة الإسلامية، وأحاول من خلاله أن أؤكد وأثبت أن أداة الإعلام موجودة منذ بداية عهد الإسلام، ونجدها في المنابر والمساجد وفي الخطب التي كان يقولها مشاهير المسلمين، وموجودة أيضاً عن طريق الرواة والتداول بين الناس. وهي محاولة لمواكبة أحداث العصر، والإعلام الإسلامي فلسفة تعكس تصورات العقيدة الإسلامية بشكل عام لأنه إعلام عقائدي، وأنا أعتبره مسؤولية كلّفنا بها الله القائل جل شأنه في سورة آل عمران"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"، فأعتقد أن كل مسلم تقع عليه مسؤولية التعريف بالإسلام والدعوة إليه. من يتتبع مشوارك العلمي يتمنى لو يعرف شفرة ال d.n.a الخاصة بك؟ - المسألة ترتبط بصفات ومواهب وقدرات يمنحها الله تعالى للناس بحسب ظروفهم وحاجاتهم، ولكن الأمر لا يتوقف على ما يرثه الشخص من هذه المواهب والقدرات لأنها وحدها لا تكفي، ولا بد من توفير المناخ والبيئة الصالحة لتنشيط هذه القدرات وتنميتها واستثمارها وإلا أهملت وخملت وفقدت تأثيرها، وفي هذا الصدد أدين بالفضل لأسرتي في البداية التي علمتني الأساسيات التي لا غنى عنها للنجاح من إجادة للغات المختلفة وثقافة وعلم وفكر، إضافة إلى أصحاب الفضل الذين قابلتهم خلال مسيرة حياتي العملية الذين تعلمت على أيديهم وشجعوني كثيراً على تحقيق طموحاتى. صناعة الإعلام قبل أن تبلغي منتصف العقد الثالث من عمرك، أصبحتي أحد صناع الإعلام العربي... كيف اختصرت تلك المسافة؟! - هي معادلة تشتمل على عناصر كثيرة بعضها يرتبط بالنشأة وبعضها شخصي يرتبط بالقدرات الذاتية، ويأتي معها الطموح والرغبة الأكيدة في النجاح والتميز. فعندما تنحيت عن تحقيق حلم حياتي بأن أكون طبيبة امتثالاً لرغبة والدي عندما رفض بقائي بمفردي في مصر للدراسة في طب القاهرة، تولّدت لدي رغبة كامنة وشحنات قوية لعمل شيء جديد وتحقيق إنجاز كبير لم أكن أعلم في أي مجال، حتى كانت الصدفة في قراءة إعلان بالصحف يطلب مذيعين، لتكون بداية انطلاقي في هذا العالم وأنا طالبة جامعية، وكنت أصغر مذيعة في التلفزيون القطري لدرجة أنني كنت ارتدي"جاكيت"لأبدو أكبر من سني، إذ كنت أقوم بقراءة نشرة الأخبار. وبينما كنت ما زلت في مرحلة الدراسة الجامعية، تنوعت أعمالي الإعلامية ما بين الصحافة والتلفزيون، فكتبت في مجلة"ندى"و"الرياضة والشباب"، كما التحقت بالإذاعة الأجنبية بفضل اتقاني اللغة الإنكليزية منذ صغري، وتدريجياً بدأت نجاحاتي تنقلني من محطة إلى المحطة التالية، حتى وصلت إلى ما أنا فيه الآن، ولكن طبعاً لم يحدث ذلك صدفة، بل جاء نتاج جهد كبير ومتواصل وإصرار شديد على النجاح والبحث عن التميز في ما أقدم. البدايات من مصر ثم إلى الدوحة ثم لندن والآن الإمارات ماذا كان عنوان كل مرحلة؟ - كلها مراحل ومحطات حياتية مرتبطة ببعضها بعضاً ومترتبة أيضاً على بعضها، وتشترك جميعها في عنوان واحد هو الطموح والرغبة في النجاح. فأنا مصرية من أسرة مثقفة، والدي حاصل على الدكتوراه من جامعة اكستر ووالدتي متذوقة للشعر والأدب تجيد اللغة الإسبانية بحكم تخرجها في كلية الألسن قسم اللغة الإسبانية، وهما ربياني على الانتماء للوطن، ودائماً كانت مصر في ذاكرتي هي الوطن. وسافرت مع الأسرة إلى قطر بحكم عمل والدي، وهناك قضيت جزءاً كبيراً من طفولتي وحياتي، وهناك أيضاً كانت البداية في العمل مذيعة عندما تقدمت لوظيفة مذيعة في التليفزيون القطري بناء على إعلان كان منشوراً في ذلك الوقت وكان عمري لم يتجاوز 15 سنة بعد انتهائي من الثانوية العامة، إذ بدأت الدراسة في سن مبكرة. وبالتالي محطة قطر كانت بدايتي الإعلامية، وعندما سافرت مع الأسرة إلى لندن لمصاحبة والدي هناك أثناء إعداده الدكتوراه اتسعت مداركي بالاطلاع على ثقافة جديدة هي الثقافة الإنكليزية، وعندما قرر الوالد الاستقرار هناك كانت فرصة بالنسبة إليّ حتى عُرّض عليّ أن أعمل في الC.B.B ثم في ال c.b.m عندما أنشأت مقراً لها في لندن فالتحقت للعمل بها، وهو ما كان محطة مهمة حافلة بالنجاح والبرامج المميزة التي ارتبطت بي والحمد لله. ثم تأتى بعد ذلك مرحلة قناة دبي والتي اسعد بها كثيراً وبما أقدمه فيها، بخاصة برنامج"نشوى"الأسبوعي، والذي يعد أحد البرامج الأكثر مشاهدة في العالم العربي طبقاً للاستفتاءات الرسمية، ولا شك في أن لكل مرحلة جمالها وطعمها الخاص ونجاحها الخاص أيضاً، أما بالنسبة لمشروع"شاعر المليون"الذي نقوم بتنفيذه مع هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث فأعتقد أنه أحدث نقلة نوعية في الثقافة العربية وغيّر وجه الإعلام العربي... في الوقت الذي انغمس فيه الإعلام بوسائله المختلفة في البرامج الرديئة التي تقوم على الترفيه الذي يضرب بعاداتنا وتقاليدنا عرض الحائط... الشيء الذي دفعنا اليوم إلى أن نذكّر كل عربي بالثقافة والحضارة العربية... نذكره بتراثنا العربي الذي يجعلنا نفخر بعروبتنا. فمنذ مئات السنين كان الشعر من أهم ميزات الثقافة العربية من عصر امرئ القيس وعنترة بن شداد والمتنبي، وحتى عصر محمود درويش... لقد أدركنا أنه حان الوقت أن نقدم الفرحة لكل محب للغتنا العربية، ولكل محب للشعر بأن يُظهر قدراته ومواهبه ليكون سفيراً لوطنه، والشيء نفسه بالنسبة لمشروعنا"أمير الشعراء"الذي يقل أهمية وضخامة عن"شاعر المليون"،والذي أعتبره جزءاً من هدف أعظم وهو حفظ التراث الذي فقدناه أو افتقدناه.. وأعتقد أنه أهم برنامج تلفزيوني في تاريخ التلفزيون العربي عن الشعر الفصيح... نحن حريصون على وجود الأدب والثقافة كأحد أهم الأولويات التي تبني شخصية الفرد وتُعيد لأمتنا الإسلامية والعربية مكانتها الثقافية. ما الذي يخسره الإعلامي عندما تسرقه الإدارة؟ وماذا سيخسر المشاهد؟ - إذا كنت تقصد ابتعاد الإعلامي عن الشاشة والعمل من خلف الكاميرا ففي هذا مكسب أيضاً للجمهور، وطالما أن الرغبة في النجاح والطموح نحو التميز موجودان فإذا خسر المشاهد رؤية مذيعه المفضل إلا انه اكتسب في الوقت نفسه نماذج من الأعمال الإعلامية المميزة الناجحة بفضل إدارة هذا المذيع المفضل، فمكسب الجمهور سيكون اكبر وأحياناً تكون هناك أفكار وطموحات من الممكن أن تحقق نجاحاً للقناة ولكنها قد لا تكون كلها مناسبة لهذا المذيع وبالتالي يصبح من الأفضل اختيار الشخص المناسب لها حتى تكتمل عناصر النجاح. وفي النهاية يصبح النجاح الذي تحقق من نصيب الجميع والكل شركاء فيه بمن فيهم هذا المذيع وهو مكسب كبير بلا شك للإعلامي. بين المديرة والمذيعة... أين تجدين تفاصيلك تنطلق أكثر؟ - تجربتي في العمل الإداري جاءت انطلاقاً من عشقي للعمل الإعلامي ورغبة في تحقيق مزيد من الإنجازات فيه، وعندما خضت هذه التجربة للمرة الأولى قالوا لي انها ستؤثر سلبيا على عملي كمذيعة بسبب ابتعادي عن الشاشة ولكن إصراري كان أقوى لان بداخلي قناعة بان هناك أفكار برامج كثيرة جذابة لكنها لا تصلح لنشوى وتتناسب مع آخرين وبالتالي قررت أن أقدم رؤية جديدة من خلال وجودي خلف الكاميرا ونجحت ولم اندم على هذه التجربة بدليل تكرارها برئاستي لشركة بيراميديا التي اقدم من خلالها برنامجي الأسبوعي"نشوى"على تلفزيون دبي إضافة إلى خطط ومشاريع إعلامية عدة ومشاريع ثقافية مثل مشروع"شاعر المليون"و"أمير الشعراء"، وما اقصده هو التأكيد على أن هذه التجارب في الإدارة تأتي لخدمة الرسالة الإعلامية بالدرجة الأولى. كثرة محطاتك هل هي هروب من فشل أم بحث عن فرص أفضل؟ - اعتقد أنني لم اعرف الفشل والحمد لله وبالتالي لا مجال للحديث عن الهروب من الفشل وأكبر دليل على ذلك علاقتي الطيبة مع كل من عملت معهم حتى الآن ولا زال التواصل بيننا مستمراً على المستويين الشخصي والمهني، فقد كان انتقالي من مرحلة لمرحلة هو انتقالي من نجاح لنجاح وفي إطار البحث عن الأفضل بالتأكيد، لأننا نتقدم للأمام ولا نتراجع للخلف، أما محطاتي فهي قليلة جداً مقارنة بسنوات عمري المهني وأنا لا أعتبر أن أي أزمة مهنية هي فشل، فالضربة التي لا تقتلك تزيدك قوة وقانا الله شر الحسد والضربات. برامجك عادة تحقق أعلى نسبة مشاهدة، هل يرهقك الأمر أم هو تحد تعشقينه؟ - طبعاً هو أمر يسعدني أن أحظى بحب الجمهور وإقباله على مشاهدة برامجي ليحقق أعلى نسبة مشاهدة وهو ينبع من حرصي دائماً في عملي على أن أضع هذا الجمهور أمامي دائماً وأقدم له كل ما يحترم عقله ويجعله يحترمني ويصدقني ولا شك في أن إلى جانب ما في ذلك من متعة فهو يفرض عليّ من جهة أخرى بذل مزيد من الجهد والبحث الدائم عما يهم هذا الجمهور لإرضائه وإسعاده وهو أمر يستنفد كثيراً من الوقت والجهد ولكنني اعشق ذلك. هل نحلم ببرنامج لك يمتد لعقد من الزمان أم أن النفس العربي لا يزال قصيراً؟ - لماذا نتحدث دائماً عن كل ما نملك القدرة على تحقيقه على أساس أنه حلم، فلابد أن تكون لدينا قناعة بأننا قادرون على تحقيق أي شيء، لكن كل عمل له توقيته، ويكفي أننا نملك أجمل جمهور في العالم وهو الجمهور العربي. وهل سنراه قريباً؟ - لماذا لا، ما دام لا يوجد ما يمنع ذلك. تجربتك في ال mbc في عنوان صحافي؟ -"رحلة التحدي والنجاح"، لأنني تحديت نفسي، واتخذت قراراً بالابتعاد عن الشاشة، واختيار العمل خلف الكاميرا، لتحقيق فكر معين خاص بي، ومع ذلك نجحت على رغم أن الكثيرين كانوا متخوفين من تأثير هذه التجربة مع العمل الإداري بالسلب في مشواري كمذيعة، إلا أن النتيجة كانت طيبة جداً، وشهدت مرحلة مسؤوليتي عن مكتب mbc في القاهرة والشرق الأوسط، نجاحات كبرى لبرامج جماهيرية كنت وراءها، منها على سبيل المثال لا الحصر"من سيربح المليون"، وأخيراً حصولي على لقب رئيسة التطوير المهني لمجموعة mbc كان تاجاً على رأسي. تتعاملين مع عدد من القنوات، كيف تجعلين القناة تشعر بأنك تمنحينها الأفضل؟ - أعتقد أن نجاح البرامج التي أقدمها لتلك القنوات، سواء كانت من تقديمي أو تنفذها شركة بيراميديا هو الأساس، الذي يحدد ما إذا كنت أقدم الأفضل أم لا، ولم ولن يحدث أن أقصر في أي مهمة توكَّل إلي أو للشركة التي أُشرف على إدارتها ان شاء الله، لأنني ببساطة لا أرضى إلا بالأفضل. تسويق البرامج التلفزيونية... أين تكمن صعوبته؟ - الصعوبة تكمن في وجود بعض الشركات غير المتخصصة، التي تتعامل مع تسويق البرامج بسطحية، لأنهم لا يملكون الخبرة الكافية لذلك، وليست لديهم دراسات متخصصة في الإعلام، سواء العربي أو الأجنبي، حتى يستطيعوا تحديد متطلبات الجمهور المستهدف، فنحن كشركة متخصصة قبل أن نبدأ في التفكير في تسويق أي برنامج، نُحدد أولاً أهداف البرنامج وتوجهه والجمهور المستهدف، وتوقعات نسبة المشاهدة وتفاصيل كثيرة، وأعتقد أن المشكلة الأساسية التي تواجه معظم شركات تسويق البرامج أنها لا تعترف بدراسة السوق والجمهور. تعريب البرامج الغربية فكرة تعريب البرامج الغربية هل هي إعلان عن إفلاس العقل العربي؟ - العقلية العربية حافلة بالمبدعين، الذين يمتلكون أفكاراً رائعة، ولكن تبقى الإمكانات التي تنفذ الفكرة على ارض الواقع، لكن هناك نوعية من البرامج لها طبيعة عالمية، بمعنى أنها يمكن أن تُنفذ في أية دولة، ومنها برنامج"من سيربح المليون"، وأؤكد أن تعريب برنامج غربي لتنفيذه في بلد عربي مسألة ليست سهلة، ولا تقل صعوبة عن ابتكار فكرة جديدة، لأننا نعمل بكل طاقتنا حتى لا نوضع في موقف لا نحسد عليه إذا ما حدثت مقارنة بالإمكانات والصورة اللتين يقدم يهما البرنامج الأصلي في الغرب. لذلك تخوف الكثيرون من تجربة"من سيربح المليون"من هذه المقارنة، وكان تصوير البرنامج في القاهرة تحدياً كبيراً، وسط تشكيك الكثيرين في قدراتنا، لكنني صممت ونجحت نجاحاً كبيراً، لدرجة أن البعض لم يصدق ان البرنامج تم تصويره في مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، لأنه خرج بشكل مشرف جداً ولم يقل عن مستوى النسخة العالمية وهو ما استغرق مني جهداً كبيراً، لدرجة أنني كنت أظل في الأستوديو لفترات طويلة، تصل إلى تسعة أيام متواصلة، وفى الوقت نفسه أؤكد أنه عندما قررنا أن نبتكر ابتكرنا فكان"شاعر المليون"أهم برنامج عربي على الإطلاق في هذه المرحلة، إذ أحدث طفرة نوعية في البرامج العربية، لذا فالعقل العربي موجود"المهم أنه يشتغل". مؤسسة"بيراميديا"... هل هي حلم لك، أم مجرد محطة في مشوارك الوظيفي؟ - هي ترجمة لحلم ظل يراودني لتحقيق شعار"كل ما يحتاجه العالم من الشرق الأوسط سيكون بين يديه"، وهو سبب رئيسي في تأسيس هذه الشركة، بهدف إيجاد وسيلة للتواصل بين الشرق الأوسط والعالم وبين العالم العربي ذاته. وتم إنشاء الشركة على مراحل عدة، حتى أصبحت بيراميديا الشركة الوحيدة في الشرق الأوسط، التي تمد أهم الأفلام العالمية بالممثلين العرب وبأماكن تصوير عربية، كما أنتجت الشركة عدداً كبيراً من البرامج والأفلام الوثائقية، وحازت على عدد من الجوائز، منها جائزة أفضل فيلم تسجيلي من مهرجان كان التليفزيوني miptv لعام 2005 عن فيلم عن مرضى الإيدز بعنوان"يعيشون بيننا"، جائزة مهرجان"روز دور"في سويسرا لأفضل إعلامية كأول عربية يتم ترشيحها لهذه الجائزة، إضافة لتعريب البرامج العالمية الأكثر نجاحاً في العالم وإنتاج الأعمال الدرامية، والبرامج بأنواعها وإنشاء وتطوير وإدارة المؤسسات الإعلامية والقنوات التلفزيونية، وتنفيذ أعمال الترجمة والدوبلاج باللغات الانكليزية والفرنسية والألمانية، وتقدم تسهيلات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، من توفير أماكن التصوير وتصاريحها، توفير كامل الفريق التقني والفني لأي عمل تلفزيوني أو سينمائي، مكتبة ضخمة تحوي دليلاً لأهم أماكن التصوير في العالم العربي. ولدى الشركة مركز صحافي مهمته خدمة عملائها، من خلال وضع العميل في دائرة الاهتمام الإعلامي دوماً في جميع أنواع الوسائط المرئية والمسموعة والمقروءة، وتنظيم المؤتمرات الصحافية، وتقديم الاستشارات الإعلامية للشركات والمؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية، ولدى الشركة أيضاً قسم خاص بالتسويق والإعلانات، مهمته تنفيذ وتخطيط الحملات الإعلانية والتسويقية، وشركة بيراميديا توفر أيضاً كفاءات تتميز بالمهارة في جميع مهن العمل الإعلامي والسينمائي. كيف ترين مستقبل الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في المنطقة العربية؟ وماذا يلزمه لينطلق أكثر؟ - مع تقدم الوسائل التكنولوجية والانفتاح على العالم وتوفر الإنتاج الضخم، نجد هناك ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى التقنيات المستخدمة في الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ولكن مطلوب استغلال هذه التقنيات في إنتاج مواد تخدمنا كعرب وتخدم قضايانا الملحة، وتتعمق فيها أكثر، ونجيد عرضها للآخرين ومخاطبتهم بأسلوب الحوار الذي يفهمونه، وأعتقد أن هناك تطوراً هائلاً وتقدماً كبيراً في إعلامنا العربي وإنتاجنا التلفزيوني والسينمائي بلا شك. "صباح الخير يا عرب"... و"مساء الخير يا عرب"... كان الكل ينتظرها منك ليصافح بها يومه... هل تشتاقين لتلك الإطلالة؟ - بالطبع هي من المحطات الرئيسية في حياتي ولا تُنسى أبداً، وترتبط لدي بذكريات جميلة أشتاق إليها دائماً... لما حالفها من نجاح كبير. قدمتِ وأنتجتِ عدداً من البرامج... اختاري لنا الملك بينها ووصيفه؟ - البرامج التي قدمتها وأنتجتها قريبة لقلبي ومهمة في مسيرتي الإعلامية وإلا لما اخترت أو قبلت العمل فيها، ولكل برنامج مكانته الخاصة عندي، وجميعها ملوك ولا أقبل أن يكون أحدها وصيفه، لأنني أراهن دائماً في كل برامجي على الدرجة القصوى من النجاح. قيادة الحملات الانتخابية، هل تمارس في المجتمع العربي كما يجب أم تكتنف العشوائية فيها كل المجالات؟ - أعتقد أنها مازالت عشوائية، لكن لا نُنكر أن مجتمعاتنا العربية قد تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، وتغيرت نظرة المواطن العربي للانتخابات، وازداد تفاعله تجاه الانتخابات، ومهما كان حجم هذا التغير، فيكفي أن هناك تغيراً، والمشكلة التي مازالت قائمة في بعض الدول هي مشكلة الحكومات وليست الشعوب، لأن العشوائية دائماً تصب في مصلحة الحكومات وليست في مصلحة الشعوب. في الغرب الإعلام هو الذي يصنع السياسي ويسقطه، فماذا عن الشرق؟ - لا ننكر أن الغرب سبقنا بخطوات في هذا المجال بحكم طبيعة المناخ والوعي السياسي والثقافة السياسية السائدة هناك، وان كان انفتاحنا على الغرب بفضل الفضائيات أسهم في زيادة مستوى الوعي وزيادة نبرة النقد ومناقشة كل شيء بصراحة وبمزيد من الحرية، ولكن مازال الطريق أمامنا طويلاً، وما يُثلج صدري أن نظرة العالم العربي الآن للإعلام قد تغيرت للأفضل. بصراحة متى تكرهين الوسط الإعلامي؟ - إذا كان المقصود به العمل فهذا لن يحدث لأن عملي الإعلامي هو عشقي وكل حياتي ولا يمكن أن أكرهه بدليل استمراري فيه على رغم ما واجهني من تحديات صعبة. ولكن إذا كان المقصود هو الأشخاص فأنا بطبيعتي لا أعطي نفسي الفرصة للتواجد خارج إطار العمل لأني ليس لدي وقت، فأنا دائماً مشغولة وعلاقاتي الاجتماعية محدودة جداً، ومعروف عني أنني إما في المكتب أو البيت فقط، وأعز صديقاتي والدتي وأخي الدكتور محمد الروينى وأختي منى الرويني. وبالتالي لا مجال لأمور تسبب ما يصل للكراهية، ولكنني أكره شيئاً واحداً فقط وهو الخيانة وانعدام الأخلاقيات المهنية، ولكنني مقتنعة دائماً أنه"لا يصح إلا الصحيح". ... سأقدم خليجيين للسينما العالمية ! ترى نشوى الرويني أن انتقالها للعمل في السينما الأجنبية في الغرب"ينبع من عشقي الشديد لهذا العالم وليس بنجومه الذين نراهم على الشاشة فقط، وإنما أيضاً لعشقي للعاملين في هذه الصناعة منذ طفولتي وأنا أصحب والدي في السفر إلى مختلف دول العالم للاطلاع على الجديد في هذا المجال، وبالتالي كان هذا دافعاً للدخول في فلك الإنتاج السينمائي الغربي". وحول دوافعها في هذا الاتجاه تشير إلى أن هناك هدفاً عربياً وراء ذلك:"دخلت هذا المجال وفي داخلي دافع لمد هذه الأفلام العالمية بالممثلين العرب وأماكن تصوير في بلاد عربية. أي أن هناك هدفاً عربياً وراء هذا العمل، وأعتقد أن في ذلك فوائد كثيرة للدول العربية. والحقيقة أن التعامل مع الغرب مريح لأن كل شيء يتم في وقت محدد ولا توجد تعقيدات روتينية أو أي شيء من هذا القبيل مما نراه كثيراً في بلادنا"وتزيد:"طالبت من قبل بإنشاء هيئة حكومية في مصر وظيفتها تسهيل مهمة أية جهة تريد التصوير في مصر ولم يحدث أي جديد ففقدت الأمل، فاتجهت إلى أمر آخر وهو أن آخذ نجوماً مصريين ليشاركوا في التمثيل في أفلام عالمية وأكون أنا مسؤولة عن ذلك، وواجهتني مشكلات كثيرة تتمثل في من يقول أنا صاحب تاريخ ولن أذهب إلى أحد، ومن يقول أنا أكبر من ذلك، وأنا لا أريد عالمية وهكذا، والبعض اعتبرها خدعة من خدع البرنامج التلفزيوني الشهير"الكاميرا الخفية"، لكنني توصلت في النهاية إلى بعض النماذج الجيدة، وتعاونوا معي، وكانوا بقدر المسؤولية، وبدأت بالفعل بفيلم"مملكة الجنة"، وتم اختيار الفنان السوري غسان مسعود ليقوم بدور صلاح الدين الأيوبي، إذ إنهم رأوا أنه قريب من الشخصية وملامحها، وتم اختيار خالد النبوي ليقوم بدور الملا أو الزعيم الديني العربي، ولدينا مشاريع أخرى نستعد لها بعد نجاح تجربة فيلم"مملكة الجنة". "وحول معايير اختيار الفنانين تقول الرويني:"أنا باستمرار أبحث بين كل الفنانين العرب بحسب الدور الذي سيسند لهم في هذه الأفلام، وعندما أختار لا أميز بين جنسيات وإنما يتوقف الأمر على مواصفات الشخصية التي يعطيني إياها المخرج لأبني عليها الملامح الشخصية والثقافية واللغة والخبرة السينمائية، وبعدها أرشح الشخصيات الملائمة حتى يتم الاختيار النهائي تماماً مثلما حدث في"سيريانا"و"العراق وادي الذئاب"وغيرها، وتبشّر نشوى الرويني بمستقبل لأبناء الخليج مع هولويود وتقول:"أنا بالفعل رشحت أسماء خليجية وهناك ممثل إماراتي سيكون له نصيب كبير في السينما العالمية فانتظروا". ولا تجد نشوى صعوبة في اختيار الكفاءات الإعلامية وتقديمها للقنوات الفضائية"إعلامنا العربي حافل بكفاءات كثيرة ونماذج محترمة يمكن الاختيار منها والتعامل معها بدليل انتشار كفاءات عدة حول العالم في المجال الإعلامي وفي أماكن لها أهميتها على مستوى الإعلام عالمياً". وحول حقيقة نيتها في تدشين قناة فضائية باسمها قريباً تؤكد"باسمي لا، لأنني لا أفضل ذلك، لكن تحت إدارتي نعم، وقريباً جداً إن شاء الله، لكن لا أحب أن أتحدث في التفاصيل الآن". لافتة إلى أن"فضاؤنا العربي زاخر بعدد كبير من الفضائيات، ولكن المسألة ليست بالكم والأهم هو الكيف، وما تقدمه هذه الفضائيات وحجم الإفادة التي يشعر بها المشاهدون، وأنا ضد إغلاق أية قناة فضائية، لكنني مع التطوير وإعادة ترتيب الأوراق، وفي الوقت نفسه لدينا قنوات كثيرة أثبتت مكانتها عربياً وعالمياً، وأعتقد أننا مازلنا مواكبين ونخطو خطوات سريعة للأمام". وعن رأيها في مدى إجادتنا لاستثمار الموروث الشعبي إعلامياً توضح:"من حسن حظنا أن وطننا العربي يمتلك ثروة كبيرة من الموروث الشعبي، وما زلنا ننهل منه، لكننا لم نصل بعد إلى النقطة التي نستطيع القول عندها إننا أحسنا استثماره". معتبرة أنه"كلما كان التخصص واضحاً كلما ازدادت عوامل النجاح، وكل تخصص له جمهوره كما في القنوات والمجلات الشعبية، أما بالنسبة لكونها ظاهرة صحية أم لا، فهذه قضية نسبية لأن كل شيء له سلبياته وإيجابياته". وبقيت في ذاكرة نشوى من الإعلام الرياضي"أيام وليالي كل المهرجانات الرياضية التي توليت مسؤوليتها إعلامياً، فذاكرتي لا تمحو أية تجربة أضافت لي ولخبراتي العملية والإنسانية، أما بالنسبة إلى مرحلتي المقبلة أو الحالية فهما نتاج كل مراحلي السابقة، والحمد لله لا يوجد في حياتي العملية أو الإنسانية أي شيء يجعلني أمحوه من حياتي". وتعليقاً على حصولها على لقب"أقوى سيدة أعمال في الشرق الأوسط"في مجلة"فوربس"تقول:"القوة لا تعني القوة العضلية ولكنها قوة إرادة وثقة بالنفس ووعي وتحديد للأهداف وأساليب تحقيقها بطريقة علمية ومنظمة، وأعتقد أن نجاح الإنسان في عمله من عناصر هذه القوة التي تستمد من الجهد الدؤوب والإخلاص والصدق في العمل. وهنا أعترف بفضل والدي علي وما قام بغرسه في شخصيتي منذ صغري من قيم وتعاليم وثقافة، ظلت تنمو معي سنة بسنة وتزيد قوتي في التعامل مع المواقف المختلفة،"وزوجي الذي يدعمني في كل خطواتي ويثق في طموحي ويشجعني دائماً، فهو بالنسبة إلي عمودي الفقري في حياتي، وبعدين أنا كان ترتيبي 20 يعني توجد 19 امرأة عربية أقوى مني".