من إملين بانكهرست التي كانت من كبريات المنافحات عن حق المرأة في التصويت، في بريطانيا واوروبا عند بوابات القرن العشرين، الى دولة البحرين التي اتخذت، مع نهايات القرن قراراً بتعيين اول امرأة في منصب سفير، كان القرن العشرون العصر الذي شهدت فيه وضعية المرأة في العالم، اكبر قدر من التطور عرفته في تاريخها. وبالتحديد منذ عصر "الأمومة" حين كانت المرأة تحكم المجتمع وتسيطر عليه. عند بدايات هذا القرن فاجأ الكاتب المصري قاسم أمين الوعي العربي بإثارته،، مسألة تحرر المرأة. غير ان دفاع قاسم امين عن حق المرأة لم تكن عفو خاطر او مجرد ترف فكري، بل كانت صورة لما يحدث على ارض الواقع. فدخول العرب زمن العالم، وبداية التغيرات التي طرأت على طرق المواصلات، ونمو الوعي الفكري، وزوال الامبراطوريات، كل هذا وغيره، أدى الى تبدل اجتماعي عنيف لم يعد من الممكن معه لنصف المجتمع ان يظل على سباته وغفلته. وعلى رغم ان المجتمع ككل كان شديد الحذر، فيما يتعلق بحرية المرأة، وحقها في التعليم، وفي اختيار اسلوب ثيابها بنفسها، فان النخبة العربية - بحذر أقل طبعاً - راحت تنظر الى الأمر من زاوية الفاعلية الاجتماعية. من هنا جاءت كتابات قاسم امين، على ريادتها جزئياً، استكمالاً لكتابات رفاعة رافع الطهطاوي وعلي مبارك، وللوعي الشامي الناهض في ذلك المجال. فاذا اضفنا الى هذا ما كان يعتمل داخل المجتمع التركي نفسه، يمكننا ان ندرك الالحاحية التي كانت لمسائل مثل التعليم والسفور، وبعض الحقوق المدنية والاجتماعية التي راحت النساء يطالبن بها. صحيح ان الأمر لم يصل الى حد المغامرة، لكن سيدات عربيات من امثال نبوية موسى وهدى شعراوي وجوليا طعمة دمشقية ونظيرة زين الدين وملك حفني ناصف وعنبرة سلام، على فترات متفرقة وفي مناسبات مختلفة عرفن كيف يقمن ببعض انماط سلوك ستعتبر لاحقاً، قدوة. فاذا تذكرنا ان ذلك كله سار بالتواكب مع دخول المرأة المصرية خاصة معترك العمل السياسي من خلال تظاهرة شهيرة قامت بها السيدات المصريات، نصرة للوفد في صراعه مع الانكليز، اثر اعتقال قادته، والقصائد التي كتبت لتلك المنافسة، سندرك كيف ان القرن العشرين عرف كيف يشهد في بدايته تلك الانتفاضة التي لن تهدأ بعد ذلك. تقول الكاتبة غادة السمان، عن حق، ان العقود الثمانية الاولى من القرن العشرين، شهدت حصول المرأة العربية على بعض حقوقها، لكن العقدين الاخيرين شهدا انتكاسة في هذا المجال. والحال ان ما تقوله صاحبة "كوابيس بيروت" ينطبق على وضعية المرأة في العالم كله. فهناك ايضاً، بدأ القرن ووضع المرأة بطرح الف سؤال وسؤال، ثم حدث ذلك التطور الذي يعزوه كثيرون الى اندلاع الحروب واضطرار المجتمع الى ادخال المرأة سوق العمل ما اعطاها بعض استقلالية اقتصادية مكنتها من فرض حضورها سياسياً واجتماعياً. صحيح اننا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، لم نشهد تلك المساواة التامة التي كانت "النسويات" يحلمن بها، بين المرأة والرجل، معيشة ونفوذاً ومناصب ولا حتى في اكثر بلدان العالم تطوراً. غير ان ما تحقق يمكن احتسابه خطوات جبارة. فاليوم قد تبدو حكاية اميلين بانكهرست وصراعها اليومي مع رجال شرطة لا يريدون ان يسمحوا لها بالتظاهر والاضراب للحصول للمرأة على حق الانتخاب، قد تبدو حكاية غريبة ومسلية، في وقت تسيطر فيه المرأة على المجتمع وتأخذ على الرجال كونهم دمروا العالم بحكمهم له وحروبهم وسيطرتهم على المقدرات كافة. غير ان حسبنا ان نقول ان المرأة السويسرية نفسها لم تحصل على حق التصويت الا اخيراً، وان معظم البلدان لا تزال حتى اليوم، رغم تطورها، تعطي المرأة العاملة اقل مما تعطي الرجل العامل حتى ولو مارسا الوظيفة نفسها. قبل الانتكاسة غير ان هذه التفاصيل لا تمنع القرن العشرين من ان يكون عصر المرأة بامتياز. وهو امر لا يمنعه حتى كون المرأة، في عالمنا الخاص، او في العالم ككل، عادت وعرفت انتكاسة في وضعها خلال العقدين الاخيرين. فالمرأة التي كانت مجرد ام، وتابعة للرجل، وسيدة البيت شرط الا تبرحه، خرجت الى العالم الفسيح، وصارت عاملة وكاتبة وموظفة وفنانة وأديبة، ووصلت في بلدان عديدة، ومنها بلدان اسلامية، الى اعلى مراتب الحكم، وحسبنا ان نذكر هنا سيدات من طينة انديرا غاندي وبنازير بوتو وباندرانايكه، وغولدا مائير ومرغريت ثاتشر وماري روبنسون في ايرلندا. كما حسبنا ان نذكر دوراً كبيراً مارسته، في بلادهن، نساء من الصعب القول انهن كانت لهن مناصب مكنتهن من ذلك، لكنهن عرفن كيف يتجاوزن هذا الأمر، منهن ايفا بيرون زوجة خوان بيرون زعيم الأرجنتين على سبيل المثال لا الحصر. صحيح ان هذه الحالات استثنائية، لكنها عرفت كيف تخلق دينامية وكيف تشعر المرأة في العالم اجمع ان في امكانها، اذا خفّت الضغوط عنها، ان تضاهي الرجل، بل تتفوق عليه. ونحن اذا كنا ذكرنا قمة الحكم هنا، فان في وسعنا ايضاً ان نذكر نساء وزيرات ونائبات ومديرات، ورئيسات احزاب. وحتى سيدات لعبن في الحياة السياسية العاباً تضاهي الرجال، حتى من دون ان يشغلن مناصب. وفي هذا الصدد حسبنا، مثلاً، ان نقرأ في مذكرات هدى شعراوي فصولاً عن صراعاتها مع زعيم الأمة المصرية، في حينه، سعد زغلول وتصديها له في لحظات انعطافية من تاريخ مصر. لكن هدى شعراوي لم تكن متفردة في ذلك. فالدور الذي لعبته ام كلثوم، في تاريخ مصر، فنياًَ، ولكن سياسياً ايضا، كان دوراً كبيرا. وأم كلثوم هي امرأة من القرن العشرين، بمعنى انها تجاوزت حتى دورها كمغنية كبيرة لتنطلق منه الى حضور كثيف وكبير تجاوز الدور الفني، لكنه التقى بالمرأة كفاعلية جديدة في المجتمع. من حريتها الى حرية المجتمع طوال القرن العشرين تنوع حضور المرأة ودورها: حققت اولاً جزءاً من حريتها ثم انطلقت لتساهم في تحرير المجتمع، حتى ولو كان ذلك بأشكال غير مباشرة. اذ عن طريق نشاطات مثل السينما والغناء والعمل التلفزيوني لاحقاً، عن طريق ممارسة الكتابة والصحافة، عن طريق الخدمة الاجتماعية مباشرة، عن طريق الرياضة وحتى عن طريق القيام بأعمال غير مألوفة، مثل التجسس كما في حالة ماتا هاري، عرفت المرأة كيف تجعل حضورها مشعاً، وكيف تعطي المثل بشكل مزدوج: من ناحية جعلت نفسها مقبولة من المجتمع الخاضع لهيمنة الرجل، ومن ناحية ثانية نبهت بنات جنسها الى الامكانات المتاحة لهن والطرق المؤدية الى ذلك. وهنا نفسر، ما قلنا سابقاً، عن الدور الخطير الذي لعبه الاعلام وتنامي طرق التواصل والاتصال في هذا المجال. فالمرأة الممارسة لنشاط سياسي او فني او حزبي او أدبي، او اي نشاط اجتماعي آخر، كانت في حاجة الى ان تظهر، الى ان تُعرف حتى تصبح قدوة، بل حتى تُقبل. وكذلك حتى يكون في امكانها، ان تستفيد من النصوص القديمة التي قد يكون في التباس بعضها ووضوح بعضها الآخر، ما يعزز حضورها وتقديمها كمثال. ومن هنا لعب خلق المرأة كنجمة دوراً كبيراً في خروجها من امر الأفكار المسبقة التي كانت تحكمها وتحكم وجودها. ومن المؤكد ان السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، بشكل خاص، كانت تلك هي السنوات التي عرفت ذروة انطلاقة حضور المرأة في العالم. من هنا لم يكن من قبيل المصادفة ان تتوج تلك السنوات بظهور الكتاب - الظاهرة الذي وضعته سيمون دي بوفوار بعنوان "الجنس الآخر" واعتبر ثورة كبرى في عالم المرأة. بعد ذلك الكتاب لم يعد في امكان وضع المرأة ان يعود الى حاله. إلى درجة يمكن القول انه بدّل من علاقة الجمهور العريض بالمرأة النجمة، التي كان يراها اول الأمر مجرد شيء، ومحط رغبات لا اكثر. فلئن كانت المرأة/ النجمة قبل ذلك تعرّف بغموضها في نظر الرجل مارلين ديتريش، غريتا غاربو، وحتى كوليت ككاتبة او بانتاجها الذي هو انتاج رجالي في تعريفه الأساسي أغاثا كريستي، أوليني ريفشتال او انطلاقاً من علاقتها، حتى ولو كانت مستقلة فنياً، بالرجل فريدا كاهلو تُعرّف اولاً بكونها زوجة الرسام ريفيرا، وعشيقة تروتسكي، فانها منذ "الجنس الآخر" صارت تُعرّف بذاتها مارلين مونرو، او فرانسواز ساغان، بريجيت باردو او فاتن حمامة او احياناً بمدى قدرتها على التمرد على وضعها الدوني اصلاً في المجتمع. كل هذا خلق تلك الثورة العنيفة التي دفعت المرأة الى الصف الاول، وصارت تُعتبر - وتعتبر نفسها نداً للرجل، في العديد من الحالات. ولقد اتت ثورة الاجيال و"البيتلز" ثم الاحتجاجات على حرب فييتنام والانتفاضات السياسية الغاضبة في اواخر الستينات، كما جاءت ثورة المجتمع المتسامح كما عبرت عنه السينما والأدب لتمعن في رفد وضعية المرأة بالمزيد من الانتصارات. وبدا ذلك واضحاً على نطاق عالمي، لم تشذ عليه سوى مجتمعات قليلة. تراجع في كل مكان فاذا كان الوضع على هذا النحو، فما الذي حدث بعد ذلك؟ ولماذا كان ثمة تراجع؟ في بداية سنوات الثمانين اصدرت كاتبة فرنسية كانت طوال عقدين قبل ذلك من دعاة تحرر المرأة كتاباً قالت في عنوانه، وفي محتواه "أريد ان اعود الى البيت". وبشكل او بآخر اعتبر ذلك الكتاب نوعاً من الرد المتأخر والتائب على كتاب جرمين غدير "المرأة المخصية"، وفيه ان تلك السيدة سئمت من الحرية التي نالتها والتي ظلت تعتبر استثنائية، ومعطى من خارج السياق المنطقي لدينامية المجتمع، ذلك باتت تؤثر الكسل والعودة الى البيت، زوجة وأماً وطباخة. كانت ثورة على الثورة، او ردّة على المكتسبات. فهل كان من قبيل المصادفة ان يأتي هذا الكتاب/ الظاهرة، في وقت كان فيه جزء كبير من العالم يعيش تراجعاً عن مكاسب "تقدمية" تحققت منذ صعود الحس الثوري في العشرينات، وصولاً الى تنامي حركات التحرر الوطني بما استتبعته، في الستينات وبعدها بقليل؟ مع اندلاع الثورة الاسلامية في ايران، وخفوت صوت "التقدم" في شتى ارجاء العالمين العربي والاسلامي، ومع اشتداد وطيس الحروب العرقية والطائفية، كان لا بد لوضع المرأة من ان يتأثر. وهكذا تراجع، وعاد النقاش ليطاول مسائل مثل الحجاب والتعليم واشتغال المرأة في الخدمة العامة، وهي امور كان القرن كله قد افتتح على النقاشات الدائرة من حولها. وبدلاً من ان تنطلق المرأة في عوالمنا، في خط هجوم ثان ساعية الى حضور اكثر ومساواة اكثر عدلاً بالتدريج، وجدت نفسها تنتقل بشكل تدريجي الى خط الدفاع من جديد. كما لو ان عقارب الساعة عادت الى الوراء. صحيح ان وضع المرأة في الغرب عموماً، لم يكن سيئاً وليس هو الآن على مثل هذا السوء. ولكن حتى هنا، شهد هذا الوضع جموداً وتراجعات، ما جعل علماء الاجتماع منكبين على دراسة هذه الظاهرة بشكل جدي. حيث، على رغم التطور الكبير الذي عرفته وضعية المرأة، لا يزال الواقع اقل من التوقعات بكثير. ومع هذا شتان بين مجتمعات تأخذ على نفسها عدم حصول المرأة على نسب عالية في المناصب الحكومية والاشتراعية والادارية، ومجتمعات لا تزال تتساءل عما اذا كان يحق لها اصلاً الحصول على اية نسبة على الاطلاق. واليوم، مهما كان حجم السجال وطبيعته، يظل ان القرن العشرين شهد على مدى عقوده، حضوراً للمرأة، في الخارج وفي الداخل، لم يشهده اي عصر مضى في تاريخ البشرية. وهذا الحضور لئن كان بعد كل شيء جماعياً وجزءاً من دينامية المجتمعات، فانه كان ايضاً حضوراً فردياً، وفي شتى المجالات. فالقرن الذي بدأ برحيل الملكة فكتوريا رمز التزمت القديم، انتهى، عربياً، ببروز الملكة رانية، ملكة الأردن كصورة مشعة للمرأة العربية، وذلك بشهادة معظم المجلات العالمية التي اختارت الملكة الشابة لتشغل اغلفة بعض اعدادها لنهاية القرن. وبين فكتوريا ورانية، لم يفت هذا القرن ان يعرف نجمات كبيرات، وفي المجالات كلها، من الأدب الى السياسة، ومن الفن الى الأزياء والرياضة، ونحن لئن كنا اخترنا هنا من بين مئات النساء اللواتي شع حضورهن في القرن كله، بعض البارزات، فان هذا الاختيار، ليس شاملاً، بل أتى على سبيل المثال لا الحصر. كل ما في الامر ان كل وجه من الوجوه التي اخترناها، يرمز الى حقبة وزمن والى توجه والى دينامية، بحيث يشكل المجموع صورة لزمن نراه، كان - ونرجو انه لا يزال - تمهيداً لدخول المرأة الأزمان المقبلة من بابها العريض. عظيمة كانت طوال فترة حكمها. حكمت امبراطورية لا تغيب عنها الشمس. زمنها كان زمن التزمت والصرامة. حين رحلت أول القرن العشرين اعتبر كثيرون رحيلها ايذاناً بانبلاج عصور جديدة. لكن تلك العصور اتت على غير ما اشتهت الملكة فكتوريا، ملكة الانكليز، أتت لتزيل امبراطوريتها من الوجود. في البداية كانت فاطمة اليوسف، ابنة لبنان المرتحلة الى القاهرة، ممثلة، ابدعت على المسرح، لكن السياسة اصابتها بجرثومتها ذات يوم، فخاضت غمارها، مناضلة وصحافية، وأسست تلك المجلة التي حملت اسمها الفني "روز اليوسف" معلنة ان المرأة العربية حين تكون على طريق سليم تعرف كيف تسلك طريقها. عندما حققت عزيزة أمير أول فيلم مصري، وقف طلعت حرب، رائد الاقتصاد والحداثة في مصر، ليشكرها قائلاً: سيدتي لقد حققت ما عجز عن تحقيقه الرجال. عزيزة واصلت بعد ذلك سيرتها مفتتحة طريقاً جعل لمصر سينماها الكبيرة وللجماهير العربية نجومها المشعة. منذ بدايات القرن عصفت الرياح في الحياة الاجتماعية المصرية وكان البحث في وضعية المرأة جزءاً من ذلك العصف. هدى شعراوي كانت رائدة اجتماعياً، لكن سياسياً ايضاً. وحين اندلعت ثورة العام 1919، كانت في مقدم الثائرين لتقود المرأة المصرية نحو آفاق جديدة. راقصة وجاسوسة في الوقت نفسه. والى جانبهما امرأة ضيعها طموحها وتطلعاتها الى المستحيل. ماتا هاري كان الاسم الشرقي الذي اختارته لنفسها تلك الصبية الهولندية التي عاشت وغامرت بين برلين وباريس ولم تتصور ان هواها وطموحها سيقودانها الى الاعدام. فقدت عقلها ذات يوم؟ اجل، وأوصلها ذلك الى الموت. لكن الجنون لم يمنع فرجينيا وولف من كتابة بعض أهم روايات القرن العشرين والاشتغال على الاحاسيس والحداثة الأدبية. امرأة لجائزة نوبل للعلوم؟ وليس مرة واحدة بل مرتين. ماري كوري كانت جديدة على العالم، كونها عالمة وكونها امرأة، لذلك نالت احترام العالم وتقديره، ولا تزال حتى اليوم تعتبر حدثاً في تاريخ المرأة. بالكاد كانت تنظر الى قصصها نظرة جدية. وكذلك فعل المجتمع الذي كان يرى ان الكتابة البوليسية وقف على الرجال. ومع هذا كتبت اغاتا كريستي كثيراً، وباعت من نسخ كتبها ما لم يبعه اي كاتب آخر، وحين رحلت اخيراً، كانت تعرف انها تركت بصماتها على القرن العشرين. ليس أكثر من الصور التي ترينا رجال الشرطة وهم يقبضون على اميلين بانكهرست. وليس اكثر من الذين تنبأوا لها بالفشل في معركتها. لكنها في النهاية انتصرت، وحققت لنساء الانكليز حق التصويت. اما رجال الشرطة فلولا صورهم معها لصاروا نسياً منسياً الى الأبد. تجرأت على التصدي للينين يوم كان زعيم الحركة الشيوعية العالمية. بعد ذلك حين رأت هي ورفيقها كارل ليبكنخت، ان يطلقا ثورة المانية على غرار الثورة البولشفية، فشلت روزا لوكسمبورغ ورفيقها وحزبهما "سبارتاكوس" فكان الموت نصيبها لتبقى مؤلفاتها. أم كلثوم. سيدة الغناء العربي من دون منازع. وواحدة من كبار فناني القرن العشرين. عاش الطرب العربي في ظلها اكثر من ثلاثة أرباع القرن، وبدلت في الحب والموسيقى وحياة المجتمع، كما تركت بصمات في السياسة. اليوم، بعد ربع قرن من رحيلها لا تزال حاضرة بصوتها. ولا تزال أشرطة أغانيها تبيع اكثر. من الحضيض جاءت لتشع في الليالي الباريسية غناء وحضوراً وموسيقى. اديث بياف، اعظم مغنيات فرنسا على الاطلاق. غنت للبائسين وللمتمردين وللمشردين. غنت للعشاق وللوطن وللمهرجين. وكانت حكاية حياتها الشيء الوحيد الذي اعتبر رائعاً روعة اغانيها. وحين ماتت بكتها فرنسا كلها. غريتا غاربو، خلقت اسطورتها بغيابها اكثر مما خلقتها بحضورها. ابنة السويد التي حققت مجدها الأكبر في هوليوود، اعتزلت ذات يوم وهي في قمة الشباب والنجاح، وثارت من حول اعتزالها اسئلة لم تتوقف. لكنها أصرت على الغياب حتى موتها. فكانت واحدة من كبار نجوم القرن وأغربهم. لو لم تصبح ذات يوم عشيقة أدولف هتلر، هل كان احد سمع باسمها؟ ومع هذا كانت ايفا براون من الشخصيات الاستثنائية. ولو لم تفعل اكثر من السيطرة على هتلر، ومنحه بعض الحنان، لكفاها ذلك. نهايتها برفقة الفوهرر كانت آخر فعل درامي في حياتها المليئة بالدراما. في الستينات كانت جين فوندا، شيئاً آخر غيرها في التسعينات، فهي لئن اضحت اليوم سيدة اعمال وإعلام، وصاحبة افلام رياضية برسم الاميركيات البدينات، فانها كانت قبل ربع قرن واحدة من النجمات المناضلات، في سبيل الفن وضد الحروب ومن اجل التقدم، من دون أن يفقدها ذلك انوثتها. لم تكن ماريا كالاس مغنية الاوبرا الوحيدة في العالم. كانت واحدة بين اخريات. وكان ثمة من يفوقها أداء وصوتا، لكن ماريا، ابنة الاغريق العريقة، عرفت كيف تتحول نجمة مجتمع واسطورة. بابتسامتها الطيبة ونظرتها الحنون، عرفت لطيفة الزيات كيف تعبر جزءاً كبيراً من القرن العشرين وترسخ لنفسها مكانة كمناضلة وكاتبة كرست معظم نصوصها لحرية الوطن وكرامة المرأة. عالمة من لبنان، سلوى نصار، آثرت ان تعمل دائماً في صمت. وحين رحلت رحلت في صمت، ومع هذا قلما عرف بلد عربي انسانة في مستواها العلمي او الفكري، ناهيك بالنزعة الانسانية التي غلبت حياتها، وجعلتها تؤمن دائماً ان الكون حصالة طيبة يعطينا ما نضعه فيه. في تلك الأزمان البطولية، أزمان الثورات الوطنية والصعود القومي، كانت جميلة بوحيرد بطلة الابطال: فتاة جزائرية ناضلت في سبيل وطنها وحريته وسجنت وعذبت. رمز لشعب عرف كيف ينتزع استقلاله. واسطورة حية من اساطير نضال المرأة العربية. هي بالنسبة الى الكثيرين، اجمل النساء في القرن العشرين ونجمة النجمات بلا منازع. ولكن مارلين مونرو لم يصنعها فنها رغم جماله بقدر ما صنعتها، اسطورة حياتها المتأرجحة بين الحضيض والذروة، وأسطورة موتها الذي لا يزال لغزاً حتى الآن: هل انتحرت؟ هل قتلت؟ ولماذا؟ هل كانت عشيقة جون كنيدي؟ هل كانت ضحية المافيا؟ اسئلة زادت غموض حياة مارلين مونرو. في العالم اليوم الكثير من الرسامات. والقرن العشرون عرف الكثير منهن، لكن المكسيكية فريدا كاهلو، كانت استثنائية، اولاً في اللوحات التي حققتها والتي حفلت بالغرابة والابتكار، ولكن ايضاً في الحياة التي عاشتها، مناضلة من اجل حرية وطنها، زوجة للرسام الكبير ريفيرا، ولكن خلال بعض الوقت، ايضاً عشيقة لتروتسكي. وهي وسط ذلك تحملت من الألم والظلم ما لم يتحمله احد على شهرتها. وحين ماتت ظلت مصرة على انها كانت سعيدة. ليلى مراد، بعد أم كلثوم واسمهان، الصوت الثاني والأجمل في الغناء العربي، حضرت في الغناء وفي السينما، قدمت احلى الاغنيات واجمل الافلام، وعلمت الناس كيف تكون رقة العواطف. ثم رحلت وحيدة بعد سنوات طويلة من اعتزال لم يتمكن من محوها من اذهان الجمهور. كان من النادر للحياة الفكرية والثقافية العربية ان تعرف نساء تخصصن في الميدان الذي تخصصت فيه بنت الشاطئ عائشة عبدالرحمن، زوجة أمين الخولي وتلميذته: ميدان تحقيق التراث والكتابة فيه. من هنا تعتبر انجازاتها في هذا الميدان استثنائية، لا سيما اشتغالها على المعرّي. ترى من كان يعتقد اوائل الخمسينات ان اليزابيث الثانية ستظل على عرش بريطانيا طوال ما يقرب من نصف قرن؟ انها الآن اقدم حكام العالم واكثرهم ثباتاً وحضوراً. ومع هذا لم تخل حياتها العائلية من الاحداث والمآسي التي كان من شأنها ان تهز الجبال. هي هزت افئدة البريطانيين قبل سنوات حين شكت اليهم احزانها معلنة ذلك العام "عاماً مروعاً" في تاريخها. ميريام ماكيبا، من الفنانات اللواتي عرفن، في الستينات، كيف يربطن الفن بالعمل النضالي، وكيف يسخرن الاغنية والنجاح من اجل رفعة الانسان وتقدمه. وهي حققت في ذلك السبيل انتصارات لقارتها الافريقية، جعلت منها رمزاً مشعاً، يخيم ظله العريض حتى اليوم. شاعرة فلسطين الاولى والكبرى، الحب والوطن كانا موضوعيها الاثيرين. الحب وحده والوطن وحده، والاثنان مجتمعان. ورثت اخاها ابراهيم، فكانت فدوى طوقان حلقة الوصل بين جيلين شعريين. من هنا مكانتها التي تواكبها لغة شفافة وحضور كان، ولا يزال، متألقاً حتى اليوم. انديرا غاندي، ابنة الزعيم الهندي الكبير جواهر لال نهرو، حكمت الهند سنوات طويلة، وماتت اغتيالاً، وهو المصير نفسه الذي سيكون لإبنها، كما كان لسلفها الكبير المهاتما غاندي، الذي تحمل اسمه. كانت اول سيدة تحكم الهند، وحتى الآن هي الاخيرة. سنوات حكمها قد لا يمكن احتسابها ازهى السنوات. لكن حضورها نفسه كان هو المهم. في الأدب النسائي هناك ما قبل فرانسواز ساغان وما بعدها. حين اطلت تلك الفرنسية الشابة على الحياة الأدبية الفرنسية اوائل الخمسينات كانت قنبلة حقيقية فجرت العواطف على الورق. صوت فريد، وحضور فريد، واغنيات حملت في زمنها جديداً، لا يزال حتى الآن عصياً على التجاوز. لكن اسمهان، صاحبة ذلك كله، كانت فنانة واكثر: كانت سيدة ذات حضور، ومغامرة تتطلع الى الآفاق. في المقام الأول هي كاتبة ذات اسلوب جميل وحضور مميز. وعلى هذا الأساس كانت واحدة من النساء الأديبات القلائل اللواتي منحن جائزة نوبل الأدبية. لكن نادين غورديمار اكثر من كاتبة. ما الذي جعل كريستين كيلر تدخل القرن العشرين من بابه الواسع؟ ببساطة فضيحة اخلاقية تورط فيها، عن طريقها وزير بريطاني، فانكشف نفاق قطاع عريض من الطبقة السياسية البريطانية. جرب ان تسأل احداً في الأرجنتين، اليوم، عن رأيه في ايفا بيرون ايفيتا، سينظر اليك ويقول ببساطة: هي نحن، هي الأمة الارجنتينية. فزوجة خوان بيرون، الراقصة التي صارت سيدة الأمة لا تزال تثير الحلم الأرجنتيني، وتذكر بالقول المأثور "وراء كل عظيم امرأة". كان بن غوريون يقول عنها انها الرجل الوحيد في حكومته. في ذلك الحين كانت غولدا مائير وزيرة الخارجية. بعد ذلك صارت رئيسة الحكومة وباتت شعبيتها طاغية، لكن سوء طالعها جعلها في الحكم في الحقبة التي شهدت فيها اسرائيل اول وآخر؟ هزيمة عسكرية في تاريخها، خلال حرب تشرين، فدفعت الثمن غالياً وابتعدت حتى رحيلها. المرأة التي يسخر منها بعض الفرنسيين اليوم، وتطلق هي بين الحين والآخر تصريحات خرقاء، كانت ذات يوم صورة فرنسا في العالم الخارجي. بريجيت باردو كانت اجمل نساء السينما وفخراً قومياً لفرنسا. شكلها نفسه كان ثورة في عالم المرأة، وتمثيلها كان ثورة في فن التمثيل، لكنها استسلمت للزمن فبدّلها، ومع هذا اذا ذكرت السينما اليوم وذكرت جميلاتها، سوف تكون صورة ب. ب. القديمة وصوتها المغناج. يقظة المرأة في العالم التي تفاقمت خلال النصف الاول من القرن العشرين كانت في حاجة ماسة الى كتاب يعطيها شرعيتها ويقفز بها قفزة جبارة الى الامام. وكان هذا الكتاب قبل نصف قرن كتبته سيمون دي بوفوار بعنوان "الجنس الآخر" انفجر كالقذيفة وسط الاسترخاء الشامل، واعتبر كتاب المرأة وحريتها. أول امرأة سوداء تنال جائزة نوبل اسمها طوني موريسون. كاتبة اميركية كبيرة وأستاذة جامعية، لكنها قبل هذا وذاك مدافعة عن حق المرأة وحقوق السود. وكان ان اجتمع لديها الاثنان فامتلأت رواياتها بنساء سوداوات، وأعادت الاعتبار الى فئة من الناس لطالما ظلمها الأدب والحياة. من بلاد الصقيع جاءت ليف اولمان وريثة الفايكنغ لتحل دفئاً في السينما، وفي حياة انغمار برغمان أحد اكبر صانعي السينما في القرن العشرين، جاءت من النروج لترتبط بالسينما السويدية، ثم عبرت من السويد لتضفي على حياة السينما بريقاً وصخباً، ولتقول كم ان المرأة يمكنها ان تكون قوية… حين تريد. من حزنها ومن مأساتها، عرفت بيلي هاليداي كيف تصنع حياتها وفنها. قد لا تكون بيلي اعظم من قدم اغاني "الجاز" و"البلوز"، اذ من الصعب مقارنتها بايلا فيتزجيراد او ماهاليا جاكسون، لكنها كانت السوداء المعذبة، رمز الجيل بأسره من الزنوج. من هنا كان غناؤها مفعماً بالحنان والألم، وحياتها صاخبة مدهشة. سيدة الشاشة العربية من دون منازع. كانت طفلة حين وقفت امام محمد عبدالوهاب في "يوم سعيد" ومنذ تلك اللحظة صارت ذات الحضور الاكبر في مسار السينما العربية. هي الاولى، في معظم الاحيان، بالنسبة الى ملايين المتفرجين، وهي صاحبة الادوار الاكثر عدداً وتنوعاً في تاريخ السينما المصرية. لا ينال الزمان منها، ولا تنسى، وحتى اليوم لا تزال افلامها القديمة تستقطب المشاهدين وكأنا صنعت في الامس القريب. هي باختصار، فاتن حمامة، الاسم الذي ارتبط بالسينما المصرية. الراهبة العجوز ذات الأصل الألباني، التي غطى موت الأميرة ديانا على رحيلها، لتزامنهما، هل ستطوب ذات يوم قديسة؟ ربما. ولكن مهما كان الأمر، عرفت الأم تيريزا، التي امضت معظم أيام حياتها بين فقراء الهند وأوبئتها، كيف تعطي الانسانية معنى المحبة والتضحية في سبيل الآخرين، وكيف تعيد الى الدين سمته الأساسية. جاءت انغريد برغمان من السويد الى هوليوود، مثل غريتا غاربو، لكنها لم تصل الى اسطورية هذه الأخيرة، وان وصلت مقابل ذلك الى روعة في الأداء قلّما وصلت اليها ممثلة هوليوودية. من هنا صارت اسطورة في الفن لا في الحياة، واعتبرت من اعظم من مرّ على هوليوود. واصلت مسيرتها حتى النهاية، وحتى حين صارت عجوزاً، ظل الجميع يعتبرونها "جان دارك" الشابة. "نار ايطالية" هكذا وصفها البرتو مورافيا ذات يوم. في ملامحها وقوة شخصيتها بريق البحر الابيض المتوسط وحساسية الشعب. صوفيا لورين، جعلت نفسها بأدوار لا تنسى، جزءاً اساسياً من تاريخ السينما العالمية واشاعت في الادوار النسائية قوة وحضوراً استثنائيين. لم يرعب بريطانيا، في تاريخها، احد مثلما أرعبتها "السيدة الفولاذية". مارغريت ثاتشر كانت اول امرأة تتبوأ منصب رئيسة الحكومة في بلاط صاحبة الجلالة اليزابيث، وفي تاريخ بريطانيا. وكانت تخيف بأكثر مما يخيف الرجال. ومع هذا، رغم المعارك التي اندلعت ضدها، ورغم "رجعيتها" المعلنة، اعطت بريطانيا املاً، والعاطلين عملاً، وأوصلت الزعامة السياسية الى مستويات من الصعب ان يصل اليها أي من خلفائها. هل كانت أحلام تلك الصبية الأميركية الجميلة ذات الأصول الفرنسية تتجاوز الاحلام المألوفة لبنات جنسها؟ الأقدار حملت جاكلين كينيدي الى البيت الأبيض لتصبح زوجة أشهر رئيس أميركي في النصف الثاني للقرن ال20 . والأقدار نفسها خطفت زوجها وهو في ريعان الشباب ومرة ثالثة ضربت الأقدار لتفقد جاكلين زوجها اوناسيس وفي المرة الرابعة كان القدر يتربص بإحدى أشهر نساء القرن بعدما أصابها ذلك المرض الخبيث. معها التقى العلم والشعر. سعاد الصباح، باحثة في شؤون النفط وشاعرة. تميزها في المجال الأول يضاهي تميزها في الثاني. وفي الحالتين هي صورة لما ستكون عليه المرأة الخليجية. تكتب الرواية والقصة والمقالة وما يشبه الشعر، لكن كتاباتها تحمل بإستمرار قضية وغضباً. غادة السمان حالة استثنائية منذ أن خط قلمها الكلمة الأولى في دمشقوبيروت. فيروز سفيرة لبنان الى النجوم؟ بل الى كل محبي الجمال في العالم. فيروز هي العماد الثالث في الظاهرة الرحبانية التي ارتبط باسمها تجديد شامل في الغناء العربي وفي المسرح الغنائي. في حياتها صارت اسطورة، ماضيها الغنائي الفريد يثير حماساً وحاضرها يثير نقاشاً. عندما اعدم ذو الفقار علي بوتو وانتهت حياته السياسية وحياته، لم يكن ليخطر له في بال ان ابنته، الصبية آنذاك، ستثأر له، سياسياً ذات يوم. لكن بنازير فعلتها: تركت الغرب ودراستها وعادت الى باكستان وناضلت حتى اصبحت اول رئيسة حكومة امرأة في واحد من اكبر البلدان الاسلامية. لكن مسيرة السياسية الحسناء لم تخل أحياناً من السقطات. ايطالية زعيمة للهند؟ سؤال يبدو ظاهرياً، انه ينتمي الى الخيال العلمي. لكن صونيا، الايطالية الحسناء التي تزوجت ابن انديرا غاندي ذات يوم، مزجت تاريخها وثقافتها الخاصة بتاريخ وثقافة وطنها بالتبني وآلت على نفسها ان تكمل مسيرة آل نهرو غاندي السياسية. هزمها المتعصبون والمتطرفون، اخيراً، لكنها لم تستسلم بل قالت انها ستقاوم اكثر. سندريلا الشاشة العربية، عرفت وهي حبيسة كيف تنتزع لنفسها مكانة، كان لا يمكن الحصول عليها ابداً. بصباها وشبابها، وبالارتباط مع المرحلة الزمنية التي كانت صاعدة، اعطت سعاد حسني لصورة الفتاة العربية نكهة جديدة. سعاد لا تزال بيننا وصبية، لكن اعتزالها الفن حوّلها اسطورة. آخر اساطير القرن العشرين. المرأة التي اخرجها موتها الفاجع من التاريخ الى الاسطورة: ديانا، الليدي دي. المرأة التي تخلت عن عرش بريطانيا على مذبح كرامتها وعواطفها. احبها العالم بعد ان مقتها، وتعلم كيف يتسامح معها. وحين قتلت مع المصري الاصل عماد الفايد، في تلك الحادثة الشهيرة في باريس، صارت واحدة من آخر ابطال هذا القرن. ترى ما الذي فعلته لتستحق هذا؟ سؤال سيظل يحيّر المؤرخين وعلماء الاجتماع لفترة طويلة. فجأة ومن دون مقدمات بحث اهل نهايات القرن العشرين عن نجمات السينما فوجدوهن في عرض الازياء، وكانت كلوديا شيفر في الانتظار. عشقها الناس وصاروا يتتبعون اخبارها، اكثر من عروضها بشغف، وهي نقلت هذا الحب الى زميلاتها، فاذا بجزء من اواخر هذا القرن يصبح مرتبطاً بهن. لها خشونة الرجال. لكنها حين تتحدث او حين تصمت متأملة تنبعث فيها الانثى التي تمنعها ممارسة الرياضة عادة عن ان تكونها. اسمها شتيفي غراف، آخر بطلات القرن العشرين الكبيرات في كرة المضرب. احبها كثيرون وكرهها كثيرون، وهي في خضم ذلك واصلت حضورها وانتصاراتها التي اهدتها دائماً الى بنات جنسها. الملكة رانية، ملكة الأردن، اصغر ملكات العالم وآخرهن في القرن العشرين، عرفت بسرعة كيف تكسب القلوب، في وطنها وخارجه. ببساطتها وسحرها غزت الأفئدة وصفحات الصحف، وأعطت عن المرأة العربية صورة زاهية هادئة جميلة. من هنا يرى كثيرون انها ستشكل خلال العقد المقبل، صورة للمرأة العربية في اصالتها وعصريتها.