للنار عند العرب دلالات لا يعرفها غيرهم، حيث كانوا يوقدونها لأمور ومناسبات معينة، وقد أفرد لها علماء اللغة أبواباً وفصولاً خاصة في كتبهم، يحاولون فيها استقصاء ما للعرب من النيران وما جرى في ذلك من أخبار وما ذُكر عنها من أشعار.. هنا سنتطرق لأبرز هذه النيران التي ذكرت عن العرب.. * نار القِرى: وهي من أعظم مفاخر العرب.. كانوا يوقدونها ليلاً ليراها الأضياف فيهتدوا إليها. * نار المزدلفة: وهي نار توقد في المزدلفة من مشاعر الحج ليراها من يدفع من عرفة، وأول من أوقدها قصي بن كلاب. * نار الاستمطار: كانوا في الجاهلية الأولى إذا احتبس المطر عنهم جمعوا البقر وعقدوا في أذنابها وعراقيبها السلع والعشر ثم يصعدون بها في الجبل الوعر ويشعلون فيها النار ويزعمون أن ذلك من أسباب المطر. * نار الحلف: كانوا إذا أرادوا عقد حلف أوقدوا النار وعقدوا الحلف عندها ويذكرون خيرها، ويدعون بالحرمان والمنع من خيرها على من ينقض العهد ويحل العقد، قال أبو هلال العسكري: وإنما كانوا يخصون النار بذلك لأن منفعتها تختص بالإنسان لا يشاركه فيها غيره من الحيوان. * نار الطرد: فإنهم كانوا يوقدونها خلف من مضى ولا يحبون رجوعه. * نار الحرب: كانوا إذا أرادوا حرباً، أو توقعوا جيشاً أوقدوا ناراً على جبلهم ليبلغ الخبر أصحابهم، وتسمى نار الأهبة والإنذار. * نار الحرتين: كانت في بلاد قبيلة عبس، فإذا كان الليل فهي نار تسطع، وفي النهار دخان مرتفع، وربما بدر منها عُنُق فأحرق من مرّ بها. * نار السعالي: وهي نار ترتفع للمقفر والمتغرب فيتبعها فتهوي به الغول.. على زعمهم. * نار الصيد: وهي نار توقد للظباء لتعشى إذا نظرت إليها فيسهل اصطيادها. * نار الأسد: وهي نار توقد إذا خافوا الأسد لينفر عنهم؛ فإن من شأنه النفور عن النار، لأنه إذا رأى النار حدث له فكر يصده عن قصده. * نار السليم: نار توقد للملسوع إذا لُدِغَ، يساهرونه بها، وكذلك للمجروح إذا نزف دمه، والمضروب بالسياط، ومن عضه كلب، كي لا يناموا فيشتد الأمر بهم فيؤدي بهم إلى التهلكة. * نار الفداء: كان الملوك منهم إذا سبوا نساء قبيلة خرجت إليهم السادة للفداء والاستيهاب فيكرهون أن يعرضوا النساء نهاراً فيفتضحن أو في الظلمة فيخفى قدر ما يحسبون لأنفسهم من الصفي فيوقدون النار لعرضهن. * نار الوسم: وهي النار التي يسِمُ بها الرجل منهم خيله أو إبله، فيقال له: ما سمة إبلك؟ فيقول نار كذا.. والسمة هي العلامة الناتجة عن حديدة محمّاة بالنار.