ما تقوم به وزارة النقل من إنجازات عظيمة تذكر فتشكر. نعم إنها الطرق التي تربط مدن وأقاليم ومحافظات المملكة في كل مكان والتي تضاهي كثيراً من الدول المتقدمة ناهيك عن شبكة الطرق والأنفاق والجسور في الطرق السريعة والدائريات داخل المدن حتى أن حكومتنا الرشيدة أوصلت الطرق المسفلتة إلى القرى والهجر البعيدة بل وإلى المزارع حيث إن المسافر لا يجد معاناة أو مشقة للوصول إلى وجهته. لكن ما يفسد هذه الطرق ويشتت هذه الجهود بل ويهدم مقدرات وإنجازات بلادنا الغالية هم أولئك الذين يقودون الشاحنات المحملة بالرمال بأوزان مخيفة جداً تتجاوز الأحمال النظامية بأطنان كثيرة، وأنا أجزم بذلك، بل وقد شاهدت تلك الشاحنات ليلاً ونهاراً وبدون مبالاة من أصحابها وقد وصل بهم التجاوز أن قاموا بوضع زيادة في حجم الحاوية من خلال لحام حديدي فوق مستوى حاوية الشاحنة الأصلي حتى يزيد من كمية الحمولة وهذا بلاشك مخالف للأنظمة. ومن أمثلة ما تشهده طرقنا من تجاوزات من قبل أصحاب الشاحنات، نرى أنه في كل أيام الأسبوع تنطلق تلك الشاحنات من محافظة شقراء إلى الرياض بشكل وعدد مخيف، تسبب في أنهيار وتشقق الطريق بين محافظة شقراء والرياض مروراً (بالقصب) ثم (رغبة) ثم (حريملاء) وقد شاهدتهم بشكل كبير يتجاوزون محطة الموازين بل ويسلكون طرقاً أخرى ليهربوا من الميزان حتى أني لاحظت كثيراً منهم يذهبون مع طريق (المعشبة) مروراً ب (حوطة سدير) حتى يضمنوا أنهم قد تجاوزوا الميزان الذي يعرفون مكانه، وعند وصولهم إلى مدينة الرياض يسلكون طرقاً أخرى حتى يتجنبوا الموازين الأخرى. إن من يرى الطرق التالفة بين شقراء والرياض والتي ذكرتها سابقاً يدرك أن هذا الأمر هو عبث واعتداء على المال العام ولكن بطريقة أخرى. والله إنه ليعتصر قلبي وأنا أشاهد تلك الطرق تتكسر وتتصدع وتتهتك في وقت قصير جداً من انتهاء سفلتتها، ثم لا يمر وقت قصير وقد تم تدميرها مرة أخرى بعد إعادة سفلتتها. كل من يسافر عبر شبكات الطرق بالمملكة ويسلك المسار الأيمن من الطريق فإنه لا يمكن أن يستمر في القيادة في هذا المسار لأنه يجد هبوطاً حاداً جداً بسبب تلك الشاحنات. أما الموازين فهي من وجهة نظري المتواضعة قليلة جداً مقارنة بشبكة الطرق في المملكة ناهيك عن الحركة التطويرية في تنفيذ المشاريع وزيادة عدد الشاحنات بشكل كبير. بل إننا عندما نشاهد تلك الشاحنات نعتقد أنها قد تساوي عدد السيارات الصغيرة إن لم تزد عليها. معالي وزير النقل عرف عنه حرصه الشديد في أداء هذه الأمانة التي يحملها ونحن نعلم عن معاليه من خلال جولاته بين الطرق ومدن المملكة لمتابعة تلك المشاريع. ولو قُدّر لمعاليه المرور من تلك الطرق لشاهد تشققات الطرق والتصدعات وأماكن هبوط الإسفلت. عندما كانت الشاحنات تلتزم بالأنظمة وتطبيق الإجراءات حول الحمولة غير المخالفة كنا ننعم بالطرق لسنوات طويلة واليوم لا يكاد يمر على الطريق بعد إصلاحه إلا أشهر قليلة ثم يتصدع من الثقل الذي تئن من حمله الجبال. إن من الواجب أن نقف يداً واحدةً ضد هؤلاء العابثين للإبلاغ عنهم والذي لن يتم إلا بتضافر الجهود والتعاون بين المواطن والجهات المختصة، وكذلك الجهات الأمنية سيكون لها دور قوي لإيقاف هذه التجاوزات مثلما قامت مشكورة بمنع العبث بالبيئة والمراعي والأشجار والصيد الجائر فأعادت الحياة بطبيعتها وفطرتها التي خلق الله الناس عليها. إن مثل هذا التعاون بين وزارة النقل والجهات الأمنية المختصة لضبط هؤلاء المخالفين سيعزز تحقيق رؤية 2030. وهناك أمر لا يقل أهمية عن هذا الموضوع وهو ما يقوم به بعض أصحاب المزارع القريبة من الطرق المسفلتة بوضع العقوم التي يزيد ارتفاعها على ثلاثة أمتار فأكثر ويتجاوزون فيها الحد المسموح لحد الطريق فبعضهم يصل إلى الإسفلت أو إلى كتف الطريق حتى أن كثيراً منهم قد أدخل أعمدة الكهرباء التي هي في حرم الطريق داخل مزارعه خلف تلك العقوم وقد شاهدت ذلك في الطرق الواقعة بين المزارع التي تقع شمال مركز الداهنة التابع لمحافظة شقراء في إقليم الوشم، وهذا الأمر بحد ذاته يعد تعدياً على حرم الطريق ويشكل خطورة على قائدي المركبات وخاصة في الليل الأمر الذي يحتاج لوقفة من الوزارة لمنع تلك التجاوزات وإزالة تلك التعديات لتأخذ الطريق حقها. أسأل الله أن يوفق معالي الوزير لنرى نتائج تلك الزيارة التي أعلم أنه قد قام بها في كثير من الطرق ولكن ما بين الفينة والأخرى نرى ما يعكر صفو تلك الجهود.