ما زالت ذاكرة مستخدمي طريق بقيق الدمام تحتفظ بالمشهد الدموي لسائق شاب في أمسية ماطرة حاول تجاوز حفرة على أسفلت الطريق فانحرفت مركبته وأصدمت وجها لوجه مع أخرى، هذا السيناريو يتكرر بين الحين والآخر على أسفلت طريق بقيق الدمام نظرا لتهالكه والتشققات التي على مساره والتي يحاول السائقون تفاديها ما يؤدي إلى الحوادث الفاجعة . وفي الوقت الذي دعا فيه أهالي بقيق توفير شروط السلامة على هذا الطريق التجاري الذي تسلكه الشاحنات على مدار الساعة فإن وزارة النقل التزمت الصمت حيال تساؤلات "عكاظ" حول إمكانية دعم هذا الشريان بمواصفات السلامة وإعادة سفلتته وإزالة ركام الرمال من جانبيه. وأجمع عدد من السائقين أن مركباتهم تتعرض لأعطال في المكابح وحوادث مرورية نتيجة وجود حفر عميقة وتشققات خطيرة علي الطريق نفسة مشيرين إلى عدم توافر شروط السلامة المرورية عليها بسبب عدم تحمل الطريق للشاحنات الثقيلة وهطول الأمطار خلال الفترة الماضية ما أدى إلى وجود تشققات في الطريق وأشاروا إلى وقوع الكثير من الحوادث المرورية بسبب محاولة بعض السائقين تجاوز الحفر مضيفين أنهم يتكبدون خسائر مالية كبيرة سنويا لتصليح مركباتهم المعطلة ووجود كميات كبيرة من الرمال علي جانبي الطريق. وفي نفس السياق استغرب أهالي محافظة بقيق والمراكز التابعة لها من ظهور الحفر والتشققات في الطريق الجديد الذي لم مر على افتتاحة حديثا سوى من وجود بعض الحفر والتشققات في الطريق بقيق الدمام السريع والتي باتت تشكل خطرا كبيرا بسبب اختلال توازن المركبات أثناء المرور عليها ويعتبر هذا الطريق أحد أهم الطرق في المنطقة الشرقية حيث يستخدمه أهالي المحافظة وزوارها والمسافرين بكثرة اثناء عبورهم من خلاله. وأضافوا أن مثل هذه التشققات والحفر ربما تنذر بكارثة مرورية مستغربين من ظهور الحفر والتشققات في الطريق الجديد الذي لم يمر على افتتاحه سوى أشهر قليلة، إذ أنه يعد من أحدث الطرق التي أنجزتها وزارة النقل في المنطقة الشرقية بنحو 165 مليون ريال. وأوضح عدد من السائقين أن هذا الشريان يسلكه يوميا آلاف الناس ورغم ذلك فهو يفتقر للصيانة الدائمة على حد قولهم مطالبين وزارة النقل بالعمل على إزالة الأجزاء التالفة وإعادة الأسفلت من جديد بشكل أفضل وتوسيع جانبي الطريق. يقول خالد المطيري «أستخدم هذا الطريق بشكل يومي وأشاهد الكثافة المرورية للموظفين والمعلمين والمعلمات وكذلك المسافرين إلى الإمارات، قطر، عمان والبحرين إضافة إلى أنه خط ملاحة بري بين دول مجلس التعاون وتتسبب هذه الحفريات بتعطل السيارات بسبب رداءة الطريق وتهالكه فيما يتمنى مرتادو الطريق أن تسهم إعادة تطوير الطريق في الحد من الحوادث القاتلة والاختناقات الناتجة عن كثافة مرتادي الطريق الذي يفتقد أبسط مقومات السلامة المرورية. ويؤكد نواف العتيبي أن لنا معاناة يومية على طريق بقيق الدمام فقد تبين أن الشركة التي قامت بالمشروع قد فشلت بسبب الاخطاء الاسفلتية وغير الموافقة للمواصفات العالمية وهل اخذت عينات من الطبقة الاسفلتة للمعاينة وما السبب في الحفر والتقشقات على طول الطريق. فأين العقاب؟ فمتى ما سقطت الامطار حتى كشفت عيوب الشركات المشغلة للمشروع ويتبين خلال وقت قصير من التنفيذ أنه سيئ جداً ومن ثم تظهر تشققات أو بروز حفر مما يعني انعدام الرقابة من جهة واستلام المشروع بشكل عشوائي من المقاول الذي قد يمارس سلوكا فاسدا بهدف تسليم المشروع حتى لو كان غير سليم او مطابق للمعايير الفنية المطلوبة وكذلك عدم قيام رؤساء البلديات ومسؤولي الأمانة والمجلس البلدي بجولات ميدانية وإلا كيف يفسر انتشار هذه الحفريات التي أتلفت الكثير من المركبات وسببت الكثير من الحوادث وهذا يدل أنه لا رقابة بعد نهاية المشروع. وأوضح مصدر مسؤول في الشركة المنفذة للمشروع بأن الحفريات التي ظهرت على طول طريق الظهران – بقيق السريع بسبب سوء تنفيذ الشركة المنفذة للمشروع الذي تم افتتاحه حديثا وأن الشركة أعادت صيانة وإصلاح الحفر والتشققات التي ظهرت على بعض أجزاء الطريق بسبب الأمطار التي هطلت في الفترة الماضية وذلك بعد إقفال المسارات وإعادة سفلتة الحفر والتشققات وبين المصدر أن السبب في ظهور هذه الحفر والتشققات يعود إلى طبيعة الأرض الهشة التي أقيم عليها المشروع والحمولة الزائدة التي يتعرض لها الطريق من قبل الشاحنات المارة عليه بصفة يومية كونه الطريق الدولي الوحيد لأغلب دول مجلس التعاون. مراعاة الجودة وتواصلا مع هواجس مستخدمي الطريق بادرت «عكاظ» بمخاطبة فرع وزارة النقل في المنطقة الشرقية ولكن لم يصل منهم ما يفيد عن تساؤلات الأهالي حول سرعة معالجة هذه الحفر وإكمال الصيانة في مساراته مع مراعاة الجودة ومراقبة الشركة المسؤولة عن تنفيذ أعمال صيانة الطرق. كما دعا الأهالي إدارة الطرق في المنطقة الشرقية بإعادة النظر في تنفيذ المشروع ومراقبة المواد التي تستخدمها الشركة المنفذة في إنشاء الطريق وعدم جدية الترقيع الإسفلت بطريقة عشوائية.