أكد خبيران في الاقتصاد والنفط، ارتباط ارتفاع أسعار النفط إلى تجاوز ال 70 دولارا للبرميل بسبب الهجمات الإرهابية من قبل جماعة الحوثي الذراع العسكري لإيران، متوقعين ملامستها حاجز المئة دولار إن لم يكن هناك تحرك دولي مما يؤثر على أسعار الطاقة "النفط" على مستوى العالم، مشيرين أن اقتصاد المملكة قوي ومتين ولن يتأثر بمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تمكنت من صدها القوات الجوية الملكية السعودية بكل اقتدار. رأس تنورة أكبر مصفاة نفط في العالم تستمر في إنتاجها وأكد الخبير النفطي الدولي د. محمد الصبان ل"الرياض"، أن العمل الإرهابي الجبان كان يستهدف إمدادات الطاقة العالمية من المنطقة الشرقية من الجماعات الإرهابية الحوثية الموالية والذراع العسكري الإيراني مما رفع أسعار النفط إلى أكثر من 70 دولار لخام "برنت" لأول مرة منذ يناير 2020، لافتا إلى أن هذه الأحداث الجيوسياسية التي تؤثر على الأسواق خاصة أنها لم تكن الهجمة الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الهجمات البربرية. ولفت أن أسواق النفط تتخوف من أن تصيب هذه الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية مناطق إنتاج النفط قد يؤدي هذا إلى فقدان طاقة إنتاجية مهمة جداً للأسواق لذلك فإن ردة فعل الأسواق طبيعية وإذا استمرت هذه الهجمات الإرهابية فقد يتجاوز سعر البرميل المئة دولار نتيجة لهذا التوتر في المنطقة. وتمنى الصبان، أن يكون هناك ضغط من المجتمع الدولي والدول الكبرى والمنظمات الدولية لإعادة الحوثيين لطاولة المفاوضات بعيداً الأعمال الإرهابية. ونبه الصبان، أن هذه الهجمات لها ارتباط كبير وتأثير كبير على الاقتصاد العالمي من خلال أمن الإمدادات وهذه مسألة خطيرة تمس اقتصادات العالم؛ لذلك على جميع دول العالم أن يشاركوا في إيقاف مثل هذه التجاوزات والأعمال الإرهابية، مؤكداً أن استمرار هذه الهجمات الإرهابية لجماعة الحوثي يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية. وطالب الصبان، المجتمع الدولي على أن يتخذ موقفًا فوريًا وحاسمًا لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن واستقرار المملكة، مؤكدين أن استمرار هذه الهجمات في الآونة الأخيرة يعد تصعيداً خطيراً، ودليلاً جديداً على سعي هذه الميليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة. بالمقابل قال الخبير الاقتصادي عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، د. عبدالله المغلوث، أن هذه الاعتداءات التخريبية تُعدّ انتهاكاً سافراً لجميع القوانين والأعراف الدولية، وأنها بقدر استهدافها الغادر والجبان للمملكة، تستهدف، بدرجة أكبر، الاقتصاد العالمي، وقد دعت المملكة دول العالم ومنظماته للوقوف ضد هذه الأعمال، الموجهة ضد الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية، والتي تستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، بسبب تأثير هذه الأعمال على أمن الصادرات البترولية، وحرية التجارة العالمية، وحركة الملاحة البحرية، فضلاً عن تعريض السواحل والمياه الإقليمية لكوارث بيئية كبرى، يمكن أن تنجم عن تسرّب البترول أو المنتجات البترولية. ولفت المغلوث، أن الاقتصاد السعودي لن يتأثر بتلك الهجمات، والإمدادات البترولية سوف تستمر فالاقتصاد السعودي قوي ومتين، وهذا يؤكد أن المملكة قادرة على حماية مواقعها الحيوية النفطية التي تعتبر شريان اقتصاد العالم، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذه الأعمال الإرهابية لا تضر المملكة فقط بل تضر العالم وعلى الدول الكبرى والمجتمع الدولي التحرك لحماية أمن الطاقة. يذكر أن مصفاة رأس تنورة تنتج أكثر من 500 ألف برميل يومياً بمعنى 20 % من إمدادات النفط العالمية، ويعتبر ميناء رأس تنورة أكبر ميناء لشحن النفط في العالم، يشحن منه أكثر من 90 % من صادرات المملكة من الزيت الخام والمنتجات المكررة. وتبرز أهمية رأس تنورة في أنها تحتضن في أراضيها إحدى أكبر مصافي النفط في العالم وميناءين لشحن النفط ومعملين للغاز وآخر لإنتاج الكبريت، وكذلك أول وأكبر محطة كهرباء بخارية في الشرق الأوسط. كما تحتضن في أراضيها معمل القطيف 1، ويوجد فيها حقلا نفط هما: حقل القطيف وحقل أبو سعفة. ويعد ميناء رأس تنورة من أهم موانئ العالم المنتجة للبترول بنسبة (الخمس) من إنتاج الطاقة في العالم من الزيت ومشتقاته والغاز السائل، وأيضا قدرة إرساء وتحميل 22 ناقلة مختلفة في آن واحد بقدرة تخزين تتجاوز 52 مليون برميل في الساحات المخصصة للخزانات.